ما الذي تخشاه روسيا فعلا؟؟
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أرسلت روسيا منظومات دفاع جوي وصاروخي إلى سوريا لحماية طائراتها، بحسب ما ذكرته قناة "روسيا اليوم" صباح يوم الخميس 05/11/2015
الخبر:
أرسلت روسيا منظومات دفاع جوي وصاروخي إلى سوريا لحماية طائراتها، بحسب ما ذكرته قناة "روسيا اليوم" صباح يوم الخميس 05/11/2015. وقال رئيس القوات الجوية الفضائية الروسية فيكتور بوندريف إن بلاده أرسلت إلى سوريا أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية قواتها هناك ومنع احتمال خطف طائرات حربية، والرد في الوقت المناسب. وقال بوندريف في مقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية: "لقد درسنا جميع التهديدات المحتملة، وأرسلنا إلى هناك (سوريا) ليس فقط الطائرات الهجومية، وقاذفات القنابل، والحوامات، وإنما أرسلنا أنظمة صواريخ مضادة للطائرات أيضا، لاستعمالها في حالات "القوة القاهرة"، على سبيل المثال إمكانية اختطاف طائرة عسكرية من القواعد التي تسيطر عليها الحكومة السورية والقيام بضربات جوية ضدنا، ولذلك يجب أن نكون مستعدين لاحتمالات كهذه".
وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن مقاتلة روسية اضطرت لدخول المجال الجوي التركي الشهر الماضي تفاديا لاستهدافها، وقال "كانت طائرتنا هناك تقوم بمهمة قتالية في شمال سوريا في ظروف السحب الكثيفة. وعندما اقتربت المقاتلة من الحدود التركية أشارت الأجهزة إلى أن وسائل دفاع جوي على الأرض تحاول اعتراض الطائرة الحربية، لذلك اضطر طيارنا إلى القيام بمناورة مضادة للصواريخ على مدى ثوان معدودة ودخل الأجواء التركية قليلا، إلا أننا اعترفنا بذلك بصراحة."
التعليق:
إن ما قامت به روسيا من إرسال منظومات دفاع جوي وصاروخي إلى سوريا يطرح العديد من التساؤلات حول دوافعها للإقدام على هذا الأمر، والذي شبهه عديد الخبراء العسكريين بالقبّة الحديدية التي أقامها كيان يهود للاحتماء من صواريخ المقاومة.
فهل أن روسيا خشيت فعلا أو اشتمت رائحة غدر من حلفائها في ظل الحديث عن النيران الصديقة، وتأكيدات واشنطن عن تزويدها للكتائب "المعتدلة" بأسلحة متطورة وفاعلة وكميات كبيرة من الذخيرة؟
وما الحاجة الملحة للصواريخ المضادة للطائرات والكل يعلم أن الكتائب المقاتلة لا تملك سلاحا جويا، هذا وفي الوقت نفسه نجد أن أمريكا سارعت بسحب أجهزة الدفاع "الباتريوت" من تركيا؟
وهل أن روسيا تخشى فعلا من تعرض قواعدها العسكرية في طرطوس واللاذقية وغيرها إلى اعتداء من "بعض الجهات الإقليمية" على حد تعبير لافروف؟
من الواضح أن روسيا بدأت تشعر بالتخبط وبغرقها في "المستنقع السوري" وهي التي تصورت أن ترسانتها العسكرية وطائراتها قادرة على أن تفرض على الثوار إرادتها وتدفعهم إلى الجلوس للتفاوض مع حليفها المجرم بشار، وقد راهنت روسيا أن تحدث ضرباتها الجوية - الصدمة والرعب - فتحدث شرخا داخل الكتائب المقاتلة وتدفع بعضها أو كلها للهرولة إلى موسكو للتفاوض والقبول بالأمر الواقع.
ولكن يبدو أن روسيا قد أدركت تورطها في الملف السوري وأصبحت على يقين من صعوبة تحقيق أهدافها وها هي تتنازل عن شرطها المسبق بضرورة بقاء بشار في السلطة - كشرط أساسي وجوهري في أي عملية تفاوض - وسارعت إلى استقدام ترسانتها من أجل حماية قواعدها ومنشآتها العسكرية في سوريا.
والحقيقة أن هاجس روسيا الحقيقي هو من قيام جيش واعٍ على هموم أمته ومصلحتها فيستبدل بولائه للحكام العملاء - حكام الضرار- ولاء لعقيدته ولأبناء أمته المخلصين، ولحزب نذر نفسه منذ نشأته وعاهد ربه على العمل الجاد من أجل استئناف العيش بالإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تكنس الاستعمار من بلاد المسلمين وتحمل رسالة الإسلام صافية نقية، رسالة هدى ونور. قال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم - تونس