من الذي انتصر؟ الديمقراطية أم المسلمون؟ (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ألقى رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو خطاب النصر من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر
الخبر:
ألقى رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو خطاب النصر من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر. وقال داوود أوغلو في كلمته: "أحيي إخواني المواطنين الذين يحتفلون بحماس بهذا العيد الديمقراطي في 81 محافظة من محافظات بلادنا. إننا نتقدم بالتهنئة إلى مواطنينا الـ71 مليونا فردا فردا من منبر الديمقراطية هذا. ويشرفني أن أقف على هذه الشرفة التي جعلها الرئيس المؤسس رجب طيب أردوغان منبرا يحتفى منه بعيد الديمقراطية والتوافق".
وخلال كلمته في مسقط رأسه في كونيا، أرسل أحمد داوود أوغلو هذه الرسائل قائلا: "لا يوجد خاسر اليوم، الكل اليوم خرج منتصرا. هذه أمتنا، هذه جمهوريتنا، هذه ديمقراطيتنا".
التعليق:
عندما نقف على هذه التصريحات التي يدلي بها أحمد داوود أوغلو، يثور سؤال مفاده، "من فاز بماذا؟ ولماذا تدعو الناس للاحتفال بعيد؟". نعم، لقد فاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، كما أن قادة حزب العدالة والتنمية وأعضاءه النواب قد فازوا أيضا. وفي النهاية خرج حزب العدالة والتنمية منتصرا في هذه الانتخابات، وأصبح بيدهم حكم تركيا باختيار غالبية الناس هنا. هذا هو سبب الاحتفال!
لكن ما الذي خسره المسلمون أو كسبوه في نتائج هذه الانتخابات، وماذا كسبت الجماعات التي كانت تدعو الناس للتصويت؟ ثم ماذا كسبت أو خسرت سوريا ومصر وفلسطين والعراق وغيرها من بلاد المسلمين التي تنتظر حلا، من هذه الانتخابات؟
في الحقيقة، لقد خسر المسلمون، فقد خرجت الديمقراطية التي تمنع وتضع العراقيل أمام الحكم الإسلامي أقوى بعد هذه الانتخابات.
لقد خسرت الجماعات الإسلامية، لأنها تنازلت عن مكاسب إسلامية لتحقيق مكاسب سياسية لحزب العدالة والتنمية. الجماعات التي عارضت الديمقراطية في مواقف وتصريحات إسلامية واضحة سابقا، لم تتمكن من النأي بنفسها بعيدا عما عبر عنه داوود أوغلو بـ"عرس الديمقراطية".
خسرت سوريا، فخطة أحمد داوود أوغلو المتعلقة بسوريا مخبأة في تصريحه يوم "عرس الديمقراطية". وحزب العدالة والتنمية يدعم خطة الدولة الديمقراطية في سوريا تماما كما ترغب أمريكا.
خسرت فلسطين، فما اقترحه حزب العدالة والتنمية هو الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967. وهي خطة خطيرة سعت الولايات المتحدة لتنفيذها منذ زمن.
خسر العراق، فتعبير "فوز الديمقراطية" الذي استخدمه أحمد داوود أوغلو هو ذات التعبير الذين استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية عند غزوها للعراق عندما قالت "ذهبنا إلى العراق لتحقيق الديمقراطية".
وماذا لو أن حزب العدالة والتنمية لم يفز، بينما فاز حزب يساري كحزب الشعب الجمهوري أو حزب قومي كردي ديمقراطي مثل HDP، أو حزب تركي قومي مثل MHP؟ هل سيكون هناك فرق؟ بشكل عام، لن يتغير شيء في السياسة التركية. وقد يحصل شيء أكثر سوءا. ومع ذلك، فإن حقيقة أن يتم تنفيذ هذه الخطط على يد حزب العدالة والتنمية الذي يدعمه المسلمون ومن ثم يحتفل هذا الحزب بهذا الدعم الإسلامي على أنه عيد ديمقراطي، هو خسارة كبيرة. كون حزب العدالة والتنمية حزباً قادته مسلمون. إن الرسائل التي يرسلها حزب العدالة والتنمية للأمة هي رسائل تحمل دوافع إسلامية. وفي الوقت ذاته ففيما يتعلق بتقديم الخدمات للشعب، فإن حزب العدالة والتنمية قدم أكثر مما قدمته الأحزاب الأخرى. كل هذه العوامل أدت في النهاية إلى فوز حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات.
ولكن هل يمكن لهذه الخدمات والعبارات والشعارات والوعود التي قدمها حزب العدالة والتنمية أن تتحقق فيها معاني "العيد المبارك" وهي تسير جنبا إلى جنب مع الديمقراطية وفي ظلها؟ ألا يملك علماء المسلمين ما يقولونه لأحمد داوود أوغلو الذي وصف النصر في الانتخابات بنصر للديمقراطية؟ ألا يوجد رجل رشيد يقف لداوود أوغلو فينقض أقواله عندما قال: "الفائز اليوم في الانتخابات هي الديمقراطية، والجمهورية"؟ ألا يوجد أحد ليسأل: ما هذا الذي ينطق به لسانك؟ ألا تسمع ما تقول؟.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا