خبر وتعليق عدلت فأمنت فنمت
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
زادت تكلفة التجهيزات الأمنية لمؤتمر قمة السبع الكبار الذي عقد في قصر الإلماو في جنوب ألمانيا عن 135 مليون يورو، في حين أن المؤتمر استمر زهاء 28 ساعة فحسب.
\n
هذا وقد زاد عدد قوات الأمن مختلفة المهام المكلفة بحفظ الأمن في هذه القمة عن 20 ألف شرطي وحرس حدود ومكافحة شغب وغيرها، وقد شاركت هذه الأعداد في حفظ الأمن في منطقة معزولة كليًا. المصدر مجلة تي زد الألمانية
\n
التعليق:
\n
رافق اجتماع قمة السبع الكبار هذا عدد كبير من التظاهرات الاحتجاجية على مبدأ الرأسمالية مواصلة لما عرف باسم احتلوا وول ستريت أو 99%، حيث ينظم هذه المظاهرات عدد كبير من المنظمات الإنسانية والحركات السياسية الرافضة لنفوذ الرأسمالية ومبدئها القائم على الاستغلال ونفوذ أصحاب الشركات الكبرى والرأسماليين بشكل عام.
\n
وقد توقعت مديرية شرطة بافاريا أن يكون هناك تنظيم لما يزيد عن ألفي مظاهرة احتجاج. ولكنها لم تصل الخمسمائة بعد هذه الاحتياطات الأمنية المشددة، مما دعا المعنيين بالأمر إلى اعتبار أن كثافة الاحتياط الأمني كان ناجحًا في ردع التظاهرات الاحتجاجية. وقد تم عزل المنطقة تمامًا حتى عن الصحفيين، إلا تحت إجراءات مشددة حتى تجاه الصحافة. وهم بذلك قد فصلوا أنفسهم تمامًا عن شعوبهم تحت هذه الذرائع الأمنية.
\n
ولو أن هذا الأمر حصل في مصر أو العراق أو غيرها ممن تلبس لبوس الرأسمالية فخورًا به، لفهمنا الأمر حيث إن القمع الأمني طبيعي في بلاد المسلمين التي اغتصب حكامها السلطة وتسلطوا على الرقاب بمبادئ زائفة عند أهلها فاشلة.
\n
لكننا نرى هذا التهويل الأمني والتشديد والقمع في دولٍ الأصلُ فيها حسب ادعائهم أنها تنعم بالأمن والرخاء وحرية التعبير والقدرة على التظاهر والاحتجاج دون عوائق أو اعتقالات وعنف إداري. وهذا لعمر الحق خير دليل على فشل هذا المبدأ في تحقيق العدل المعلن عنه، أو الأمن المطلوب تحقيقه من خلال هذه الاجتماعات الفاشلة.
\n
رحم الله سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين الذي بحث عنه رسول كسرى في المدينة فوجده مستلقياً في ظل شجرة متوسدًا حذاءه فبهره المشهد فقال كلمته الشهيرة \"عدلت فأمنت فنمت\".
\n
وهذه الشواهد على تزايد التجهيزات الأمنية للرؤساء والحكام دليل على عدم عدلهم، بل هي شاهد على ظلمهم وجبروتهم سواء في البلاد العريقة ديمقراطيا كألمانيا وفرنسا وأمريكا أو المقلدة للديمقراطية كالعراق وباكستان وغيرها.
\n
نسأل الله أن يجدد في الأمة الإسلامية أميرًا للمؤمنين كعمر، يعدل فلا يخشى أن يخالط الناس ويتلقى شكاواهم بنفسه، دون حجاب. وما ذلك على الله بعزيز.
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة - ألمانيا