السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح252) لا يكون التعليم مختلطاً بين الذكور والإناث لا في التلاميذ ولا في المعلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

 (ح252)  لا يكون التعليم مختلطاً بين الذكور والإناث لا في التلاميذ ولا في المعلمين

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ، وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ، وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ، وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ، خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ، الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ، وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ، فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ، وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ" وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّانِيَةِ وَالخَمْسِينَ بَعْدَ المِائَتَينِ، وَعُنوَانُهَا: "لَا يَكُونُ التَّعلِيمُ مُختَلَطاً بَينَ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ لَا فِي التَّلَامِيذِ وَلَا فِي الـمُعَلِّمِينَ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَتَينِ: الوَاحِدَةِ والثَّلَاثِينَ، وَالثَّانِيَةِ وَالثَّلَاثِينَ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

المادة 177: يَكُونُ مِنهَاجُ التَّعلِيمِ وَاحِداً، وَلَا يُسْمَحُ بِمِنْهَاجٍ غَيرِ مِنْهَاجِ الدَّولَةِ. وَلَا تُـمنَعُ الـمَدَارِسُ الأَهلِيَّةُ مَا دَامَتْ مُقَيَّدَةً بِمِنهَاجِ الدَّولَةِ، قَائِمَةً عَلَى أَسَاسِ خُطَّةِ التَّعلِيمِ، مُتَحَقِّقاً فِيهَا سِيَاسَةُ التَّعلِيمِ وَغَايَتُهُ عَلَى أَنْ لَا يَكُونَ التَّعلِيمُ فِيهَا مُختَلَطاً بَينَ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ لَا فِي التَّلَامِيذِ وَلَا فِي الـمُعَلِّمِينَ، وَعَلَى أَنْ لَا تَختَصَّ بِطَائِفَةٍ أَوْ دِينٍ أَو مَذْهَبٍ أَو عُنصُرٍ أَو لَون.

 

المادة 178: تَعلِيمُ مَا يَلزَمُ لِلإِنسَانِ فِي مُعتَرَكِ الحَيَاةِ فَرْضٌ عَلَى الدَّولَةِ أَنْ تُوَفِّرَهُ لِكُلِّ فَردٍ ذَكَراً كَانَ أَوْ أُنثَى فِي الـمَرحَلَتَينِ الابتِدَائِيَّةِ وَالثَّانَوِيَّةِ، فَعَلَيهَا أَنْ تُوَفِّرَ ذَلِكَ لِلجَمِيعِ مَـجَّاناً، وَتَفْسَحَ مَجَالَ التَّعلِيمِ العَالِي مَـجَّاناً لِلجَمِيعِ بِأَقْصَى مَا يَتَيَسَّرُ مِنْ إِمْكَانِيَّاتٍ.

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ، يَا أُمَّةَ القُرآنْ، يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ، يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ، يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً وَرَسُولاً، وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجاً وَدُستُوراً، وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَاماً لِلْحَياَة، أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ، فَوقَ كُلِّ أَرضٍ، وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ، يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ، أَيُّهَا الـمُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ، وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا، وَهَاتَانِ هُمَا الْـمَادَّةُ السَّابِعَةُ وَالسَّبْعُونَ بَعْدَ الـمِائَةِ وَالثَّامِنَةُ وَالسَّبْعُونَ بَعْدَ الـمِائَةِ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَاتَينِ الـمَادَّتَينِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:

 

maram252 1

 

أولاً: تتمة المادة 177: وَأَمَّا دَلِيلُ مَنْعِ الاختِلَاطِ فِي الـمَدَارِسِ الأَهلِيَّةِ كَمَا هُوَ مَمنُوعٌ فِي مَدَارسِ الدَّولَةِ فَهُوَ: رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: «قَالَتْ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ r : غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ فَاجْعَلْ لَنَا يَوْماً مِنْ نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْماً لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ: مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلا كَانَ لَهَا حِجَاباً مِنْ النَّارِ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: وَاثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: وَاثْنَتَيْنِ». أَيْ أَنَّ تَعْلِيمَ النِّسَاءِ كَانَ مَفْصُولاً عَنْ تَعلِيمِ الرِّجَالِ وَلَيسَ مُختَلَطاً، حَتَّى الصَّلَاةَ كَانُوا يُؤَدُّونَهَا فِي صُفُوفٍ مُنفَصِلَةٍ، وَعِندَمَا يَخرُجُونَ مِنَ الـمَسجِدِ لَا يَخرُجُونَ مَعاً مُختَلِطِينَ، بَلْ كَانَ الرَّسُولُ r يَنتَظِرُ وَأَصْحَابَهُ الـمُصَلِّينَ حَتَّى تَخْرُجَ النِّسَاءُ ثُمَّ يَخرُجُونَ.

 

أَخْرَجَ البُخَارِيُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ r كَانَ إِذَا سَلَّمَ يَمْكُثُ فِي مَكَانِهِ يَسِيراً، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَنُرَى، وَاللهُ أَعْلَمُ، لِكَيْ يَنْفُذَ مَنْ يَنْصَرِفُ مِنْ النِّسَاءِ». وَفِي رِوَايَةٍ عِندَهُ أَيضاً قَالَتْ: «كَانَ يُسَلِّمُ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ فَيَدْخُلْنَ بُيُوتَهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللَّهِ r ». وَهَكَذَا فَإِنَّ التَّعلِيمَ يَجِبُ أَنْ لَا يَكُونَ مُختَلَطاً.

 

وَأَمَّا عَدَمُ اختِصَاصِ الـمَدَارِسِ الأَهلِيَّةِ بِطَائِفَةٍ أَوْ دِينٍ أَوْ مَذْهَبٍ أَوْ عُنصُرٍ أَو لَونٍ فَلِأَنَّ إِقَامَةَ الـمَدَارِسِ عَلَى هَذِهِ الأُسُسِ مِنْ شَأنِـهَا أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى التَّأثِيرِ فِي وَحْدَةِ الدَّولَةِ وَتَركِيزِ النَّزْعَاتِ الانفِصَالِيَّةِ، خُصُوصاً وَأَنَّ الـمَدَارِسَ تَلْعَبُ دَوراً مُهِمّاً فِي صِيَاغَةِ عَقلِيَّاتِ الطُّلَّابِ وَنَفْسِيَّاتِـهِمْ.

 

وَقَدْ كَانَتْ مِثْلُ هَذِهِ الـمَدَارِسِ فِي أَوَاخِرِ الدَّولَةِ العُثمَانِيَّةِ مِعْوَلَ هَدْمٍ فِي جِسْمِ الدَّولَةِ؛ وَلِذَلِكَ تُـمْنَعُ هَذِهِ الـمَدَارِسُ لِـمَا يَنتُجُ عَنهَا مِنْ ضَرَرٍ، وَمَا تُؤَدِّي إِلَيهِ مِنْ حَرَامٍ، أَيْ أَنَّ الدَّلِيلَ هُوَ قَاعِدَةُ الضَّرَرِ، وَقَاعِدَةُ الوَسِيلَةِ إِلَى الحَرَامِ مُحَرَّمَةٌ.

 

هَذَا فَضْلاً عَمَّا وَرَدَ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ مِنَ الدَّعوَةِ إِلَى تَعَارُفِ النَّاسِ وَنَبْذِ العَصَبِيَّاتِ، وَعَدَمِ التَّمْيِيزِ بِسَبَبِ العُنْصُرِ أَوِ اللَّونِ.

 

قَالَ سُبحَانَهُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). (الحجرات 13)، وَقَالَ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ فِي الحَدِيثِ الَّذِي أَخرَجَهُ مُسلِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هُرَيرَةَ، «مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ»، وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحَّحَهُ الزَّينُ عَنْ أِبي نَضْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ r فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشرِيقِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبْلَغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهُ r . وَهَذِهِ كُلُّهَا هِيَ أَدِلَّةُ هَذِهِ الـمَادَّةِ.

 

ثانياً: المادة 178: دَلِيلُهَا أَنَّهَا مِنَ الـمَصَالِـحِ وَالـمَرَافِقِ الأَسَاسِيَّةِ لِلنَّاسِ، فَإِنَّ تَعلِيمَ أَفرَادِ الرَّعِيَّةِ مَا يَلزَمُهُمْ لِـمُعتَرَكِ الحَيَاةِ هُوَ مِنَ الـمَصَالِـحِ الأَسَاسِيَّةِ فَفِيهِ جَلْبُ مَنْفَعَةٍ، وَدَفْعُ مَضَرَّةٍ، وَلِهَذَا يَجِبُ عَلَى الدَّولَةِ أَنْ تُوَفِّرَ هَذِهِ الـمَصَالِـحَ بِقَدْرِ مَا يَتَطَلَّبُ مُعتَرَكُ الحَيَاةِ، وَتُوَفِّرَ مَا يَلزَمُ مِنْ أَبنَاءِ الرَّعِيَّةِ القَادِرِينَ عَلَى القِيَامِ بِأَمْرِ هَذِهِ الـمَصَالِـحِ. وَبِمَا أَنَّ الحَيَاةَ فِي هَذَا العَصْرِ بَينَ الأُمَمِ قَدْ أَصْبَحَ فِيهَا التَّعلِيمُ الابتِدَائِيُّ وَالثَّانَوِيُّ لِلأُمَّةِ بِمَجْمُوعِهَا مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ وَلَيسَ مِنَ الكَمَالِيَّاتِ، لِذَلِكَ كَانَ تَعلِيمُ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفرَادِ الرَّعِيَّةِ مَا يَلزَمُهُ لِـمُعتَرَكِ الحَيَاةِ فِي الـمَرحَلَتَينِ الابتِدَائِيَّةِ وَالثَّانَوِيَّةِ فَرْضاً عَلَى الدَّولَةِ مَا دَامَ مِنَ الـمَصَالـِح ِالأَسَاسِيَّةِ، فَوَجَبَ عَلَيهَا أَنْ تَفْتَحَ مِنَ الـمَدَارِسِ الابتِدَائِيَّةِ وَالثَّانَوِيَّةِ مَا يَكفِي لِكُلِّ مَنْ يُرِيدُ مِنْ أَفرَادِ الرَّعِيَّةِ، وَمَا يَفِي بِمَا يَلْزَمُ لِـمُعتَرَكِ الحَيَاةِ مَجَّاناً دُونَ بَدَلٍ، فَقَدْ جَعَلَ الرَّسُولُ r فِدَاءَ الأَسْرَى مِنَ الكُفَّارِ تَعلِيمَ عَشَرَةٍ مِنْ أَبنَاءِ الـمُسلِمِينَ، وَبَدَلَ الفِدَاءِ هُوَ مِنَ الغَنَائِمِ، وَهِيَ مِمَّا جُعِلَ لِلخَلِيفَةِ أَنْ يُنفِقَهُ فِي مَصَالِـحِ الـمُسلِمِينَ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الإِنفَاقَ عَلَى التَّعلِيمِ يَكُونُ دُونَ بَدَلٍ. وَأَمَّا التَّعلِيمُ العَالِي فَإِنَّهُ كَذَلِكَ مِنَ الـمَصَالِـحِ، فَمَا كَانَ مِنهُ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ كَالطِّبِّ وَجَبَ عَلَى الدَّولَةِ تَوفِيرُهُ كَالتَّعلِيمِ الابتِدَائِيِّ وَالثَّانَوِيِّ مَجَّاناً دُونَ بَدَلٍ؛ لِأَنَّ فِيهِ جَلْبُ مَنفَعَةٍ وَدَفْعُ مَضَرَّةٍ، وَهُوَ مِمَّا أَوجَبَهُ الشَّرعُ عَلَيهَا، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنهُ مِنَ الكَمَالِيَّاتِ كَالآدَابِ فَإِنَّ لَـهَا أَنْ تُوَفِّرَهُ إِنْ وُجِدَ لَدَيهَا مَالٌ. وَهَكَذَا فَإِنَّ التَّعلِيمَ الابتِدَائِيَّ وَالثَّانَوِيَّ، وَكَذَلِكَ مَا هُوَ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ لِلأُمَّةِ مِنَ التَّعلِيمِ العَالِي، كُلُّهُ يُعَدُّ مِنَ الـمَصَالِـحِ الوَاجِبَةِ عَلَى بَيْتِ الـمَالِ دُونَ بَدَلٍ.

 

maram252 2

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

آخر تعديل علىالإثنين, 06 شباط/فبراير 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع