من "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" إلى "هيئة الترفيه"!

الخبر:

موسم الرياض 2024 بما فيه من حرمات تفتقت بها عقول تركي آل الشيخ ومن لف لفيفه.

التعليق:

آل الشيخ الذين هم امتداد لأبناء الشيخ عبد الوهاب أُعطوا صلاحيات في بلاد الحرمين ليكونوا هم أهل الفتوى وحراس الدين والأوصياء على تطبيق الإسلام، ومُلاك ما تسمى بـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" والتي وصل عدد المنتسبين لها حوالي ثمانية آلاف شخص، فقد كانت لهم سلطة وصلاحيات واسعة بما يمتلكونه من أدوات وقوانين لمراقبة الناس ومحاسبتهم ومعاقبتهم.

وعندما تولى سلمان بن عبد العزيز الحكم عام 2015 ومعه ابنه محمد، خرج علينا برؤية معاكسة لمن سبقه، ألا وهي "رؤية 2030" بما فيها من ويلات، وكوّن هيئة الترفيه يترأسها المستشار تركي آل الشيخ، الذي تزعّم قيادة عملية التغيير في المملكة إلى أن وصل بها إلى واقع يناقض الوضع السابق وصار اسمه لامعا في عملية تحويل المملكة إلى مسرح ووجهة كل من كان يحلم في دخول بلاد الحرمين الشريفين، منبت الدولة الإسلامية ومركزها وقوتها ومنطلق الفتوحات، والتي وصى الرسول عليه الصلاة والسلام في آخر حياته بأن لا يدخلها كافر.

فبعد أن طُرد أجدادهم منها ظلت سلالتُهم تحاول بكل الأساليب والوسائل وبنَفَس طويل الرجوع إليها، وها هم قد مُكِّنوا من دخولها بعد أن تحولت إلى قِبلةٍ للساقطين والساقطات، في حين طُرد وحُرِم الكثير من المسلمين من دخولها لأداء فريضة الحج، وكل من حاول بطرق مختلفة دخولها أملا في أداء هذا الفرض العظيم جوبه بالمنع والطرد، حتى إن منهم من وصلوا إلى مشارف جبل عرفات ثم ألقي القبض عليهم وكأنهم مجرمون، وأجبروا على العودة إلى بلادهم مطرودين من بيت الله الحرام على يد من جعلوا تلك الديار الطاهرة تتحول إلى مسارح تستقبل السَقط من دول الكفر ومَن يسير على دربهم!

وها هي المسارح وأماكن الترفيه بما تفتقت بها عقولهم من وسائل وأساليب وعروض للحفلات الغنائية والفنية التي لم تخطر على بال دول الكفر نفسها، وها هو مجسم يحاكي الكعبة المشرفة يطوف حوله الراقصون والراقصات بمناظر لا يسع المرء المسلم إلا أن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ولسان حاله يقول صدقت يا حبيبي يا رسول الله حين رفضت أن تدعو لنجد بالبركة، فقد ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «اللَّهُمَّ بارِكْ لنَا في شامِنَا، وفي يَمَنِنَا». قالَ: قالوا: وفي نَجْدِنَا؟ قالَ: قالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لنَا في شامِنَا وفي يَمَنِنَا». قالَ: قالوا: وفي نَجْدِنَا؟ قالَ: قالَ: «هُنَاكَ الزَّلَازِلُ والفِتَنُ، وبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ».

اللهم رد كيدهم للإسلام والمسلمين واجعل الدائرة تدور عليهم في الدنيا وأنت حسيبهم يوم القيامة.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله