الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
توقّعات حزينة وغير مجدية من الانتخابات الأمريكية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

توقّعات حزينة وغير مجدية من الانتخابات الأمريكية!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

احتدمت المناقشات حول الانتخابات الأمريكية مؤخراً في أفغانستان بين مختلف أطياف السكان، وغالباً ما كانت المشاعر مختلطة بين القلق والأمل. يعتقد البعض أن فوز دونالد ترامب قد يغير السياسة الأمريكية تجاه أفغانستان، بينما يرى آخرون أن الفوز المحتمل لكامالا هاريس مفيد لأفغانستان.

 

التعليق:

 

إن الأمة التي تفتقر إلى القوة والوحدة والدولة الموحدة القوية سوف ترى في نهاية المطاف مصيرها يتشكل بقرارات الآخرين. واليوم تنتظر البلاد الإسلامية بفارغ الصّبر معرفة الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية وأي استراتيجية قد يتبناها تجاهها. ويأمل البعض أن يكون نجاح مرشح معين مفيداً للمسلمين أو ربما يؤدي إلى إنهاء الحرب على غزة.

 

إنّ الذين لديهم معرفة ببنية السلطة في الولايات المتحدة سيدركون بسهولة أن التغييرات في إداراتها أو الحزب الحاكم من غير المرجح أن تؤدي إلى تحولات جوهرية أو عميقة في السياسات الأمريكية الأساسية، وخاصة في القضايا الاستراتيجية؛ وذلك لأن الدولة العميقة فيها مسئولة عن صياغة وتوجيه السياسات الأساسية والواسعة والاستراتيجية للبلاد. وتتكون الدولة العميقة من شبكة من المؤسسات والقوى المؤثرة التي تحدد المبادئ الأساسية والاتجاهات للسياسة الخارجية الأمريكية، بغض النظر عن التغييرات الإدارية القصيرة الأجل. لذلك، فإن التغيير في الإدارة أو الحزب قد تكون له تأثيرات محدودة فقط على السياسات الأمريكية في مختلف الأمور، وخاصة فيما يتعلق بأفغانستان.

 

على الرغم من الاختلافات في كيفية تنفيذ الجمهوريين والديمقراطيين للسياسة الخارجية الأمريكية، فإن كلا الحزبين لا يظهران سوى القليل من التمييز في عدائهما تجاه الإسلام والمسلمين. على سبيل المثال، أشعل جورج دبليو بوش الجمهوري الحروب الوحشية في العراق وأفغانستان، بينما وسع باراك أوباما الديمقراطي أجندة الحرب على الإسلام إلى مناطق أخرى من خلال استخدام الضربات الجوية والطائرات بدون طيار وقمع الربيع العربي والثورة السورية. وبالمثل، لم يعترف دونالد ترامب بالقدس كعاصمة لكيان يهود فحسب، بل نشر أيضاً أم القنابل في أفغانستان؛ وبالمثل، قدم جو بايدن الديمقراطي الدعم المالي والعسكري والسياسي لكيان يهود بهدف ذبح الأطفال الفلسطينيين في غزة. وبالتالي، فإن سياساتهم ضد المسلمين لا تظهر اختلافاً كبيراً، فقد يقطع أحدهما رؤوسنا بقسوة بينما يجزها الآخر بخفة.

 

منذ الانسحاب المهين لأمريكا من أفغانستان، أبدت اهتماماً محدوداً بل معدوماً بالتدخل العسكري المباشر في البلاد، حيث أصبحت الآن مشغولة بقضايا عالمية معقدة أخرى، بما في ذلك التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والصراع الروسي الأوكراني، وحرب غزة ولبنان، وتحدياتها الداخلية. لذلك، وعلى الرغم من الاختلافات في النهج بين الجمهوريين والديمقراطيين، فمن غير المرجح أن يحدث تحول جوهري في السياسة الأمريكية تجاه أفغانستان؛ ومع ذلك، من المرجّح أن تستمر سياسة الاحتواء والمشاركة تجاه طالبان. وقد يكمن الاختلاف الرئيسي في أنّ الجمهوريين ربما يستخدمون تكتيكات ضغط أكبر للتأثير على طالبان، كما أشار ترامب خلال حملته، معرباً عن استيائه من المستوى الحالي للضغط على الجماعة.

 

ما يدعو إلى الأسف هو أن البلاد الإسلامية اليوم تتأثر بشدة بنظام علماني عالمي وسياسات القوى غير الإسلامية. يراقب المسلمون الانتخابات الأمريكية بنظرة دونية واحتقار حزين، ويتساءلون أي المرشحين سينتصر: هاريس عديمة الخبرة والكفاية أم ترامب النرجسي المتقلب؟! وعلى النقيض من ذلك، كانت الخلافة تُعَد ذات يوم قوة عالمية مستقلة ومؤثرة، وكان يُنظَر إلى المسلمين باعتبارهم أمة قوية ومحترمة، تؤثر على الدول الأخرى. واليوم، يجد حكام المسلمين أنفسهم للأسف في موقف خاضع، يتبعون ويمارسون سياسات القوى العالمية الكبرى. قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يوسف أرسلان

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع