الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انتشار المخدّرات أحد إفرازات الاحتلال والنظام القائم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتشار المخدّرات أحد إفرازات الاحتلال والنظام القائم

 

 

 

الخبر:

 

أعلن رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، عن إلقاء القبض على 38 ألف تاجر مخدرات وحائز لها في العراق خلال ثلاث سنوات، مبينا أن عام 2022 شهد القبض على 17 ألف تاجر وحائز مخدرات منهم 123 أجنبي، وبلغت كمية المواد المضبوطة نصف طن من المخدرات بكافة أنواعها، 18 مليون حبة مخدرة.

 

وأضاف أن "عام 2023 شهد القبض على 7 آلاف تاجر وحائز مخدرات وضبط 12 طنا من المخدرات والمؤثرات العقلية" مشيرا إلى أنه "وفي عام 2024 شهد القبض على 7000 تاجر وحائز مخدرات، وضبط 12 طنا من المخدرات والمؤثرات العقلية".

 

ودعا الغراوي "الحكومة إلى اعتماد يوم 26 حزيران من كل عام اليوم الوطني للوقاية من خطر المخدرات، كما طالب برفع مستوى المديرية العامة لشؤون المخدرات إلى مستوى وكالة وربطها بوزير الداخلية، وإطلاق حملة وطنية للوقاية من خطر المخدرات، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحتها وتعديل قانون المخدرات بما يضمن تشديد الأحكام ضد تجار المخدرات وإنشاء مصحات لتأهيل المدمنين عن طريق الاستثمار". (الفرات نيوز، 2024/06/26)

 

التعليق:

 

لم يعهد العراق من قبل هذه الإحصائيات الخطيرة والانتشار الواسع للمخدرات وتجارتها، ولم نكن نسمع عن تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب في الشوارع والأزقّة بهذا الشكل المُفزِع، إذ بات الجيل الناشئ في خطر داهم نتيجة انتشار المنكرات وسهولة تداولها في البلد.

 

وليس هذا غريباً على بلد تعرّض لاحتلال غاشم أفرز العديد من المصائب والمُنكرات، وفتح الباب على مصراعيه للفساد والمُفسدين، ولا يُعدُّ انتشار المخدّرات والمُسكرات بشكل واسع إلا صورة من صور إفرازات الاحتلال. ولا يخفى أنّ تجارة المخدرات في العراق اليوم مدعومة من مُتنفّذين وجهات محليّة وأجنبية لها نفوذ واسع في البلاد، بعد أن أطلق الاحتلال أيدي هؤلاء المتنفذين ليعيثوا في الأرض فساداً.

 

وتكشف لنا الحلول المطروحة والإجراءات المتخذة من المسؤولين الحكوميين مدى سطحيتهم وعدم جدّيتهم في التعامل مع قضايا خطيرةٍ كهذه، فمن ذلك إقامة احتفال باسم مكافحة المخدرات، أو اتخاذ يوم وطني لمكافحة المخدرات! ونسمع عن حملات اعتقال بين الفينة والأخرى لمجموعة من المروّجين أو المتعاطين للمخدرات، بينما هناك أضعاف هذه الأعداد تنتشر في البلاد، فأنّى لهذه الحلول أن ترى نجاحاً؟!

 

لقد حرّم الله سبحانه وتعالى كل الخبائث، ولا شك أن المخدرات هي من الخبائث والمفسدات، ومن مزيلات العقل التي نهى عنها الله سبحانه ورسوله الكريم ﷺ؛ وقد وضح ذلك علماء المسلمين، قديماً وحديثاً؛ حيث حرم الإسلام المخدرات، بأنواعها المختلفة، من حشيش وأفيون وكوكايين وحبوب، إلى غير ذلك من الأنواع المخدرة، التي تفقد الوعي، وتغيب العقل؛ لأنها تتعارض مع أحكام الإسلام، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأحكام والتشريعات معلومة لدى كثير من الناس ولكنها غائبة عن التطبيق العملي في الحياة لغياب السلطان الذي يجعلها موضع التنفيذ.

 

ومن هنا تظهر أهمية وجود دولة الإسلام؛ الخلافة، لحماية العقول وشباب الأمة، فبإيجاد الخلافة تشيع في المسلمين أحكام الفضيلة والعفة، ولكن إلى أن تقام يجب أن نسعى للعمل لها، كما يجب علينا نحن معشر المسلمين أن نعمل بالآتي:

 

أولاً: إشاعة قيمة التقيد بالحكم الشرعي فيما يُشرب أو يؤكل وكل مال يكتسب أو ينفق، وهذا في المجتمع وأفراده.

 

ثانياً: الأمر بالمعروف وعدم خرس اللسان أمام كل فعل فاضح لا أخلاقي يشيع الفاحشة والرذيلة، والعمل على فضحه وكشفه وتوصيله إلى الرأي العام ومتابعته حتى ينال من يروج له عقابه الرادع، وهو من باب إنكار المنكر.

 

ثالثاً: الضرب بيد من حديد على كل مسؤول له باع في انتشار المخدرات أو يعمل على التستر على من له علاقة بها وكشفه وفضحه للرأي العام حتى يردع مجتمعيا وملاحقتهم قانونيا.

 

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون﴾. لقد نصت الآيتان على تحريم الخمر، وهو كل ما يخامر العقل، ويحول بينه وبين معرفته الأشياء على حقيقتها. ولما كانت المخدرات تشترك مع المسكرات، في كونها تخدر الجسم، وتغطي العقل، وتصرفه عن حالته الطبيعية؛ فإنها محرمة أيضاً، بالقياس على علة التحريم.

 

إن حكم المخدرات قد ورد في السنة المطهرة فقد قال رسول الله ﷺ: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ». فقد عدّ النبي ﷺ، كل مسكر خمراً، سواء سميت بذلك، في لغة العرب، أو لم تسم به. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: «كُلُّ مُخَمِّرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» (رواه أبو داود). والخمر يغطي العقل، وقد جمع الرسول؛ بما أوتي من جوامع الكلم، كل ما غطى العقل، وأسكر، ولم يفرق بين نوع ونوع. ولا عبرة في كونه مأكولاً أو مشروباً.

 

وعليه فالواجب علينا أن نعمل، بوصفنا مسلمين، لاستئناف الحياة الإسلامية في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال زكريا

آخر تعديل علىالخميس, 04 تموز/يوليو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع