الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أوروبا تنتخب التطرف

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أوروبا تنتخب التطرف

الخبر:

 

فيما يحتفل اليمينيون المتطرفون بنجاحهم في انتخابات البرلمان الأوروبي والإعلان عن انتخابات جديدة في فرنسا وتصدر حزب "البديل" في شرق ألمانيا، يشعر ذوو الأصول المهاجرة في أوروبا بقلق وخوف على مستقبلهم ومكانتهم في المجتمع. (دويتشه فيلله DW)

 

التعليق:

 

أجريت الأحد المنصرم انتخابات مجلس البرلمان الأوروبي في دول الاتحاد وكانت النتائج منذرة بالخطر على الاتحاد نفسه وعلى سكانه المهاجرين ذوي الأصول غير الأوروبية، بل ربما يزيد الأمر إلى حد تفكيك الاتحاد وانفصال دوله لتمسكهم بالقوميات اليمينية المتطرفة.

 

وبشكل عام حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة تقدما كبيرا في الانتخابات الأوروبية. وحسب وصف موقع صوت ألمانيا: "بعد الانتخابات الأوروبية، يخشى كثيرون من أن هذا التطور لم يصل إلى ذروته بعد في جميع أنحاء أوروبا".

 

الكاتبة الفرنسية إيميلا رواغ، قالت بشكل أوضح: "اعترفوا بأن الفاشية قد وصلت، لنتكلم عنها علنية. إنكار ذلك لا يساعد، وإنما يجعل الأمر أسوأ".

 

في فرنسا، حصل حزب التجمع الوطني المتطرف على 31 بالمائة من الأصوات. وفي النمسا احتل حزب الحرية اليميني المركز الأول في الانتخابات متقدما على حزب الشعب المحافظ. وفي إيطاليا حقق حزب أخوة إيطاليا الفاشي الجديد بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، فوزا كبيرا متقدما على باقي الأحزاب. وفي ألمانيا لم يحقق أي حزب تقدما في انتخابات البرلمان الأوروبي مثل الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تصنفه المخابرات الداخلية كحالة متطرفة مشتبه بها، وقد أصبح ثاني أكبر قوة سياسية في البرلمان الأوروبي من ألمانيا. وكان حزب البديل من أجل ألمانيا تعرض لانتقادات بعد الاجتماع السري في بوتسدام الذي تمت فيه مناقشة خطط حول إمكانية ترحيل أعداد غفيرة من ذوي الأصول المهاجرة من ألمانيا تحت مسمى "إعادة الهجرة".

 

المهاجرون وعلى وجه الخصوص المسلمون منهم سيواجهون خطرا حقيقيا في أوروبا وليس من الناحية الاجتماعية فحسب، بل مشاكل أمنية تمس الأفراد والجماعات، فاليمين المتطرف لا يخفي كرهه وعداوته للإسلام والمسلمين. غير أن بقية الأحزاب ليس لديها برامج أو أفكار للحد من هذه الكراهية، بل على العكس من ذلك، فهم يركبون الموجة نفسها ويتبنون بعض أفكار اليمين لكسب الأصوات واستمالة الناخبين لصالحهم.

 

من المعلوم أن سياسة الأحزاب الديمقراطية تبنى على المصالح وليس على أسس مبدئية من حيث الحق والباطل أو الصحة والبطلان، بل المصالح فحسب بغض النظر عن النتائج طويلة الأمد لأن السياسي أو الحزب يحسب حساب الفترة الانتخابية ويعمل لها ولا يعنيه ما وراءها إذا حقق نجاحا جزئيا أو مرحليا.

 

على سبيل المثال، نجد أن السيدة أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية، وهي من الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، نجدها تبحث عن التآلف مع حزب أخوة إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني وهو يميني متطرف، وذلك من أجل إعادة انتخابها لدورة أخرى ضاربة بذلك مبدأ حزبها الأم في ألمانيا الذي يُجرِّم التآلف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة. فهي مستعدة إذن للتعاون مع اليمينيين من أجل مصلحتها.

 

والناظر المستنير يرى قرب انهيار هذه المنظومة الديمقراطية، لأنها مبنية على باطل، ومبدؤها يقوم على الأنانية والفردية وهذه النتائج إنما هي ثمار هذه البذور الفاسدة، والأسس الباطلة.

 

﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

آخر تعديل علىالأحد, 16 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع