الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقف إطلاق النّار لن يوقف الإبادة الجماعية في فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وقف إطلاق النّار لن يوقف الإبادة الجماعية في فلسطين

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في السادس من حزيران/يونيو، أصدرت 17 دولة بياناً مشتركاً لدعم أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة الذي أعلنه بايدن في الحادي والثلاثين من أيار/مايو. كما حثّت الولايات المتحدة أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على دعم وقف إطلاق النار في غزة على ثلاث مراحل. ووفقاً للاتفاق، سيكون هناك توقف لمدة ستة أسابيع في القتال تنسحب خلالها قوات كيان يهود من المناطق المأهولة بالسّكان في غزة ويتمّ تبادل بعض الأسرى اليهود مقابل مئات السجناء الفلسطينيين؛ كما ستكون هناك زيادة في تسليم المساعدات إلى القطاع. وسيتبع ذلك مرحلتان أخريان يتمّ خلالهما التفاوض على "إنهاء دائم للأعمال العدائية" بين الطرفين، وهو ما تزعم الولايات المتّحدة أنّه سيمكن من إعادة بناء القطاع الذي دمّره هجوم كيان يهود المجرم تماماً.

 

التعليق:

 

لا شكّ أن من الواضح لكل ذي ضمير حي ويفهم طبيعة وتاريخ كيان يهود الإجرامي، أنّه لن تكون هناك نهاية لإبادة غزّة ولا إبادة الفلسطينيين بشكل عام طالما بقي شبر واحد من هذا الاحتلال قائماً. لقد تأسّس هذا الكيان على العنف والإرهاب، ونشر مخالبه في أنحاء فلسطين باستخدام العنف والإرهاب، ويستمر في الوجود على أساس العنف والإرهاب. وبالتالي فإن وقف إطلاق النار لن ينهي وحشيته وذبحه للمسلمين الفلسطينيين أو تمكينهم من العيش بكرامة. إنّ كيان يهود مجرد من أي إنسانية أو أخلاق، ولا يحترم أي اتفاق أو معيار أو قانون دولي، ولا يتعامل مع الفلسطينيين إلاّ من خلال عدسة الإذلال والذبح والتدمير والإبادة. ولن ينهي وقف إطلاق النار أياً من هذا! وحتى في خضمّ مفاوضات وقف إطلاق النار المزعومة، كثف كيان يهود قصفه لقطاع غزة، بما في ذلك تنفيذ مذبحة في مخيم النصيرات للاجئين حيث استشهد أكثر من 270 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وحوالي 700 جريح. لقد أعلن نتنياهو نفسه بعد يوم واحد من إعلان بايدن عن الاتفاق، أن أي وقف دائم لإطلاق النار "غير وارد" وأنّ "الحرب لن تنتهي". وفي هذه الإبادة الجماعية، لم تخدم ما يسمى "محادثات وقف إطلاق النار" إلاّ في شراء الاحتلال القاتل وداعمه الأمريكي المزيد من الوقت لتنفيذ حملة الإبادة هذه بينما يحاولون تقديم أنفسهم على المسرح العالمي باعتبارهم "صانعي السلام". إنهم تجسيد لكلمات الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾.

 

علاوةً على ذلك، فإن محاولات بايدن لتسريع وقف إطلاق النار لا تنبع من ذرة من التعاطف أو الاهتمام بأرواح سكان غزة، بل هي ببساطة أداة انتخابية لحشد الدعم من ساحات المعارك الرئيسية في الانتخابات الأمريكية ومحاولة إسكات الأصوات المنتقدة لتمويله وتسليحه والوقوف إلى جانب هذه الإبادة الجماعية. إنها تعكس الطبيعة الساخرة للسياسة العلمانية المكيافيلية. وهي أيضاً نتيجة لاعتراف الولايات المتحدة بالعزلة الدولية المتزايدة لكيان يهود وحقيقة أن استمرار وجود هذا الاحتلال أصبح غير مقبول في نظر الجمهور في دول العالم، بما في ذلك في الغرب. وفقاً لاستطلاع أجرته YouGov مؤخراً، أعرب 16٪ فقط من الجمهور البريطاني عن تضامنهم مع (إسرائيل)، بينما كشف استطلاع آخر أجرته UnHerd أنّ غالبية الشباب البريطانيين لا يعتقدون أن (إسرائيل) يجب أن توجد؛ كان لدى 54٪ من المستجيبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً هذا الرأي، بينما عارضه 21٪ فقط.

 

إنّ المذبحة لا بدّ أن تتوقف ولكنها لن تنتهي ولن ينعم الفلسطينيون بيوم واحد من الأمن أو الحياة الكريمة أو يشهدوا نهاية النكبة المستمرة إلا بتحرير كامل أرض فلسطين المباركة من هذا الاحتلال السرطاني الدّموي وكل شبر منها، وبدون ذلك فإنّ المسلمين في فلسطين محكومٌ عليهم بحياة الذلّ والهوان في ظلّ هذا الكيان المجرم في انتظار الهجمة القادمة. ثمّ إنّ الله سبحانه وتعالى لا يقبل أقلّ من تحرير فلسطين كاملةً فهي أرض المسرى وأرض الأقصى وأرضٌ خضعت لحكم الإسلام فهي ملك للأمة الإسلامية إلى يوم القيامة! يقول الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا﴾. وهذا هو السبب في أن خليفة القرن التاسع عشر، السلطان عبد الحميد الثاني، قال للصهاينة الذين كانوا يحاولون "شراء" فلسطين من خلال عرض سداد ديون الخلافة في مقابل دعم السلطان لإنشاء "وطنهم اليهودي": "لن أبيع ولو شبراً واحداً من الأراضي التي دخلت ضمن دولتنا ودفع أجدادنا دماءهم ثمناً لها، هذه الأرض ليست ملكي، بل ملك أمتي التي دفعت دماءها ثمناً لهذه الأرض، فلن أبيعها لكم ولو بمال الأرض ذهباً".

 

لذلك فإن الدعوة إلى وقف المذابح في غزة وفي أنحاء فلسطين يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع الدعوة إلى التحرير الكامل لهذه الأرض المباركة، وهو ما لا يمكن تحقيقه باتفاقيات السلام أو وقف إطلاق النار، بل فقط من خلال تعبئة جيوش البلاد الإسلامية. وهذا لن يتحقق أبداً في ظلّ الحكام والأنظمة الحالية الخائنة والجبانة في البلاد الإسلامية، الذين عملوا كحراس خط المواجهة لكيان يهود، باتفاقيات السّلام والتطبيع والتعاون الاقتصادي مع الاحتلال المجرم، وفي الوقت نفسه قيّدوا جيوشهم في ثكناتهم ومنعوهم من الدفاع عن أمّتهم وتحريرها. لا يمكن وضع حدّ لهذه الإبادة الجماعية التي استمرت سبعة عقود وأكثر ضدّ الفلسطينيين إلاّ من خلال الدعوة إلى إقامة القيادة الإسلامية ونظام الله سبحانه وتعالى، الخلافة على منهاج النبوة التي وصفها نبينا ﷺ بأنها حارسة المسلمين ودرعهم. وهذه الدولة وحدها هي التي ستحشد جنودها للقتال في سبيل الله تعالى، استجابةً لقوله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾. وحتى تتم إقامة هذه الدولة فإن المسلمين سيظلّون ضحايا الإبادة الجماعية - دون أن يأتي أحد لمساعدتهم - ليس في فلسطين فحسب بل في جميع أنحاء العالم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسماء صديق

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالخميس, 13 حزيران/يونيو 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع