الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انتخابات أخرى، هجوم إرهابي آخر! (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتخابات أخرى، هجوم إرهابي آخر!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وقع هجوم إرهابي في موسكو مساء الجمعة. ففي 22 آذار/مارس، ذكرت وكالة ريا نوفوستي: "في يوم الجمعة، وقع هجوم إرهابي في مجمع كروكوس للحفلات الموسيقية في شمال غرب موسكو، ووفقاً للمعلومات الأولية، فإنّ ثلاثة أشخاص على الأقل فتحوا النار وهم يرتدون ملابس مموهة، ووقعت لاحقاً انفجارات، أدّى الحريق على إثرها إلى تدمير الطوابق العليا من المبنى بشكل شبه كامل، ومقتل أربعين شخصاً وإصابة أكثر من مائة آخرين".

 

التعليق:

 

لقد أصبح تقليداً في روسيا أنه عندما تأتي الأوقات السياسية والاقتصادية الصعبة، تحدث هجمات إرهابية في البلاد. وصل بوتين إلى السلطة إثر موجة من الهجمات الإرهابية عندما وقعت سلسلة من الانفجارات في مدن بويناكسك وموسكو وفولجودونسك الروسية في عام 1999.

 

وفي ذلك الوقت، اختلف العديد من الخبراء والصحفيين مع نتائج التحقيق الرسمي وأيّدوا رواية أنّ التفجيرات تمّ تنظيمها من قبل جهاز الأمن الفيدرالي من أجل وصول بوتين إلى السلطة. وهناك العديد من هذه الأمثلة.

 

كقاعدة عامة، هناك عدّة مكونات في الهجمات الإرهابية الروسية. أمّا بالنسبة للعامل الإسلامي، فإنّ المشاركين هم مواطنون من القوقاز أو آسيا الوسطى، وهم إما قُتلوا على الفور أو قُبض عليهم في أقصر وقت ممكن. ولم يكن الهجوم الإرهابي في قاعة مدينة كروكوس استثناءً. وفي اليوم التالي أُعلن عن اعتقال 11 شخصاً و4 مشاركين مباشرين في الهجوم. وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم من خلال خلية خراسان. والمعتقلون هم من الطاجيك، ومواطنون في طاجيكستان.

 

إذا تحدثنا عن الهجوم الإرهابي نفسه:

 

أولاً: من المستحيل تخيل موسكو دون وقوف ضباط الشرطة في كل زاوية، ناهيك عن إقامة حفلات موسيقية كبيرة دون مشاركة الشرطة والتعزيزات، ناهيك عن الوضع العسكري والتحذيرات من احتمال حدوث هجمات إرهابية. وهكذا، في 8 آذار/مارس، حثت سفارة الولايات المتحدة في روسيا الأمريكيين في البلاد على تجنّب التجمعات الكبيرة من الناس بسبب التهديد بهجمات إرهابية. وقال بوتين في اجتماع لمجلس إدارة جهاز الأمن الفيدرالي في 19 آذار/مارس: "أودّ أيضاً أن أذكركم بالتصريحات الاستفزازية الأخيرة، بصراحة، الصادرة عن عدد من المؤسسات الغربية الرسمية حول احتمال وقوع هجمات إرهابية في روسيا. كل هذا يشبه الابتزاز الصريح ونية تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره". ومع ذلك، يطلق المجرمون النار على الناس، ويشعلون النار في المبنى ويبتعدون دون أن يواجهوا أي مقاومة في طريقهم.

 

ثانيا: يعرف أي شخص عاش في موسكو ما هي الاختناقات المرورية، وفي مساء يوم الجمعة، تكون ساعة الذروة، عندما يميل الناس إلى مغادرة الضواحي، ولا يستطيع المجرمون القدوم والخروج بسهولة من مسرح الجريمة، مسلّحين ببنادق آلية ووسيلة لإشعال الحرائق على نطاق واسع. ومما سبق يمكننا أن نستنتج أن سلطات البلاد، وعلى وجه الخصوص جهاز الأمن الفيدرالي، متورطة في هذه الجريمة.

 

أما عن الغرض من هذا الهجوم الإرهابي، فقد أصدرت الولايات المتحدة مباشرةً بعد الهجوم بياناً قالت فيه إن أوكرانيا لم تكن متورطة وأنّ الهجوم نفّذه تنظيم الدولة الإسلامية. وصرّح رئيس الخدمة الصحفية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إدريان واتسون بأنه "لا علاقة لأوكرانيا بالهجوم الإرهابي الذي وقع في قاعة مدينة كروكوس في منطقة موسكو، المسؤولية الكاملة عن الهجوم تقع على عاتق تنظيم الدولة الإسلامية".

 

من الواضح أنه في الوقت الحالي، على خلفية الانتخابات الأمريكية، يدور صراع على السلطة في الداخل، وأمريكا لا تريد أي تغييرات غير منضبطة في الحرب بين أوكرانيا وروسيا. ولذلك تحاول الولايات المتحدة فرض فكرة تورّط تنظيم الدولة في الهجوم الإرهابي على العالم أجمع، وعلى روسيا بشكل خاص.

 

وتؤيد القوى الأجنبية المعارضة للكرملين فكرة تورط تنظيم الدولة الإسلامية في الهجوم الإرهابي وتحاول إظهار أنّ بوتين ضعيف ولا يسيطر على الوضع في البلاد، وأنّ الأجهزة الخاصة لا تستطيع منع الهجوم الإرهابي حتى في موسكو، وهو الأمر الذي يقولون إنه تم التحذير منه مسبقا.

 

وبدوره، ألقى الكرملين باللوم على أوكرانيا والقوى الموالية للغرب في الهجوم الإرهابي. وبحسب بوتين، كان الإرهابيون المعتقلون يتجهون نحو أوكرانيا، حيث زُعم أنّ الجانب الأوكراني أعدّ "نافذة" معينة لعبور الحدود. وقال جهاز الأمن الفيدرالي (FSB) إن الإرهابيين خططوا لعبور الحدود بين روسيا وأوكرانيا وكانت لديهم "اتصالات مناسبة على الجانب الأوكراني".

 

تسمى الحرب في أوكرانيا، التي تخضع لرقابة الكرملين، بعملية عسكرية خاصة. لكن في صباح يوم 22 مارس/آذار، وقبل الهجوم الإرهابي مباشرة، سمح السكرتير الصحفي لبوتين، في مقابلة مع مجلة Argumenty i Fakty، لنفسه أن يقول هذا: "نحن في حالة حرب. نعم، لقد بدأت العملية كقوة عسكرية خاصة، ولكن بمجرد تشكيل هذه المجموعة هناك، وعندما انخرط الغرب كله في هذا الأمر إلى جانب أوكرانيا، أصبحت حرباً فعلية بالنسبة لنا، أنا مقتنع بذلك"، وهو ما يوحي بأن الكرملين لن يذهب إلى محادثات السلام، لكنه ينوي إنهاء ما بدأه.

 

وفي 17 آذار/مارس، انتهت الانتخابات، حيث لم يشكّ أحد في بقاء بوتين في السلطة. وكما يحدث عادة، مباشرةً بعد الانتخابات، يبدأ بوتين بتدمير شعب روسيا بحماسة أكبر.

 

في الوقت الحالي، هناك استياء متزايد في روسيا بشأن مدة الحرب في أوكرانيا، وعدم الرغبة في الموت. وتحتاج السلطات إلى سبب مقنع للتعبئة مرةً أخرى ومواصلة الحرب بشراسة أكبر. وهذا الهجوم الإرهابي هو على وجه التحديد ما يحتاج إليه الكرملين لإقناع الشعب الساخط بخوض الحرب في أوكرانيا. ولذلك نسمع مسؤولي الكرملين يصرّون على تورّط أوكرانيا في الهجوم.

 

يبقى شيء واحد صحيح، وهو أنّ الكفار يستخدمون قاعدة الغاية تبرر الوسيلة! إنّ الكفار يضحّون بشعبهم من أجل تحقيق أهدافهم. إنهم غير مهتمين ولا يهتمون برغبات الناس ولا بمشاكلهم. إنهم مستعدون لتفجير وقتل رعاياهم من أجل الوصول إلى السلطة والثروة والنجاح.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالثلاثاء, 02 نيسان/ابريل 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع