الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النُموّ السّكاني ليس هو مصدر الفقر في تنزانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النُموّ السّكاني ليس هو مصدر الفقر في تنزانيا

(مترجم)

الخبر:

في 2024/03/12، أثناء إطلاق النسخة العشرين من التحديث الاقتصادي لتنزانيا في دار السلام، ادّعى البنك الدولي أنّ النّمو السّكاني السّريع يسبب ضعف النمو الاقتصادي في البلاد. ووفقاً للبنك الدولي، فإنه في حين من المتوقّع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 5.6% إلى 6.0% في عام 2024، إلاّ أنّ العديد من التنزانيين لا يزالون يقعون في براثن الفقر.

التعليق:

إن افتراض الرأسماليين بأنّ النمو السكاني يؤدّي إلى تنمية اقتصادية سيئة هو نتيجة للنظريات الاقتصادية حول "ندرة الموارد" و"الاحتياجات البشرية غير المحدودة". ثمّ تأثرت الأفكار بعد ذلك بالسكان، وفي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر تقريباً، جادل الرأسماليون بأنّ النمو السكاني من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض مستويات المعيشة.

تفترض النظريات الرأسمالية أنه نظراً لوجود كمية ثابتة من الموارد، فإن النمو السكاني سيؤدي في النهاية إلى تقليل كمية الموارد التي يمكن لكلّ فرد استهلاكها، ما يؤدي في النهاية إلى الحدّ الأقصى من الندرة والفقر. واقترحوا ما أسموه "الخضوع الأخلاقي" (الامتناع عن إنجاب "الكثير" من الأطفال).

في الواقع، تمتلك تنزانيا والدول الأفريقية بشكل عام موارد وفيرة بما في ذلك الموارد البشرية (السكان) بما يكفي لجعلها متطورة، إذا لم يتم استغلالها استعمارياً من الدول الرأسمالية. على سبيل المثال، تنزانيا تقدر احتياطاتها من الذهب بنحو 45 مليون أوقية (1275 طناً)، وهي منتجة للماس منذ قرون، بخلاف المعادن الأخرى، وخطٌّ ساحلي يبلغ 1424 كيلومترا، و44 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة مع ما يقدر بنحو 29.4 مليون هكتار صالحة لري الأراضي الصالحة للزراعة، وتقدر مساحة غطاء المياه العذبة بـ54337 كيلومتراً مربعاً، أي حوالي 6.1% من إجمالي مساحة الدولة، والبحر الإقليمي 64 ألف كيلومتر مربع، وأكثر من 54 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وما إلى ذلك.

هذه النظرية المالتوسية غير واقعية، لأن ما نشهده اليوم هو استهلاك لا نهاية له لموارد هائلة لدعم النمو السكاني. ولم يتوقع أتباع هذه النظرية التقدم التكنولوجي الذي من شأنه أن يزيد الإنتاجية ويقلّل من حصيلة الأمراض المعدية وبالتالي يجعل الحياة مزدهرة. لقد سمحت تقنيات الزراعة الحديثة اليوم بتوسيع نطاق إنتاج الغذاء بشكل أسرع بكثير مما توقعه مالتوس. إن النمو الاقتصادي المذهل الذي حققته دول آسيوية مثل الصين والهند اليوم كان بفضل حجم سكانها إلى حد كبير.

في الواقع، ما يجعل تنزانيا فقيرة وغيرها من البلدان النامية فقيرة، هو الرأسمالية التي تستخدم الاستعمار كمنهجية ثابتة لتحقيق هدفها الاستغلالي. إنّ السياسات الاستغلالية الاستعمارية مثل السّوق الحرة وهجرة الأدمغة والاقتصاد الورقي، جعلت الدول النامية مزارع للدول الاستعمارية، ما ترك هذه البلدان في حالة ركود اقتصادي وأغلال اقتصادية للغرب.

من الواضح تماماً أنّ البشرية بحاجة إلى مبدأ عادل ومنصف وهو الإسلام، من خلال دولة الخلافة على منهاج النبوة، التي من شأنها أن تحرّر البشرية بالكامل من الاقتصاد الشرير والوحشي والاستغلالي وتأخذها إلى الرّخاء الحقيقي في الدنيا والآخرة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع