الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أجندي أمريكي غير مسلم؛ أغْيَرُ على أهل فلسطين من الجنود المسلمين؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أجندي أمريكي غير مسلم؛ أغْيَرُ على أهل فلسطين من الجنود المسلمين؟!

 

 

 

الخبر:

 

 

قام الجندي الأمريكي آرون بوشنل بحرق نفسه يوم 25/2/2024 أمام سفارة كيان يهود بأمريكا احتجاجا على دعم بلاده لكيان يهود الذي يواصل أعمال الإبادة الجماعية بحق أهل غزة من قتل وجرح وتشريد وتجويع وإهانة وتعذيب وتدمير للبيوت والمستشفيات والمدارس والحقول.

 

 فقد بث شريطا مصورا عبر الإنترنت وهو يقول "لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية" وسكب على نفسه سائلا حارقا وهو يرتدي زيه العسكري وأشعل النار في نفسه وهو يردد "فلسطين حرة"، ومات متأثرا بحروقه بعد ساعات.

 

التعليق:

 

لقد لفتت عملية احتجاج هذا الجندي أنظار العالم، خاصة الداخل الأمريكي، الذي عادة ما يتعاطف مع اليهود بسبب التضليل، لفتت أنظارهم إلى جرائم يهود في غزة بصورة أقوى، وإلى مدى تواطؤ أمريكا مع كيان يهود في ارتكاب الإبادة الجماعية. وإن تأييدها لكيان يهود ومدّه بكل أنواع الأسلحة علني رسمي وليس سريا. لأنها تعتبر هذا الكيان جزءا منها وقاعدتها في الشرق الأوسط، فهي التي دعمته في كل ناحية على مدى 75 عاما. وبذلك قال بايدن يوم 18/10/2023 عند وصوله إلى تل أبيب في زيارة تضامنية مع كيان يهود "لو لم تكن هناك (إسرائيل) لعملنا على إقامتها".

 

وقد تناقلت وسائل الإعلام يوم 28/2/2024 عن صحيفة نيويورك بوست تفاصيل جديدة عن العسكري الأمريكي بالقوات الجوية آرون بوشنل الذي أحرق نفسه. فذكرت أن صديقا له أخبره باطلاعه على معلومات سرية تفيد بوجود "قوات أمريكية على الأرض تقتل أعدادا كبيرة من الفلسطينيين"، وذكر أن "بوشنل أبلغه أن لديه تصريحا يخوله الاطلاع على بيانات للاستخبارات العسكرية الأمريكية من فئة سري للغاية" وقال صديقه "إن وظيفته الفعلية تنطوي على معالجة بيانات استخباراتية، وبعضها كان متعلقا بالصراع (الإسرائيلي) في غزة".

 

وقال "إن بوشنل اتصل به ليلة السبت 24 شباط - أي قبل ساعات من إحراق نفسه ظهر الأحد 25 شباط - وأخبره أنه "اطلع على معلومات تفيد بأن الجيش الأمريكي متورط في عمليات الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين". وأخبرني أن "لدينا قوات على الأرض وأنها تقتل أعدادا كبيرة من الفلسطينيين"، وذكر أن "بوشنل تحدث عن جنود أمريكيين يقاتلون في الأنفاق التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة".

 

وهذه شهادة من أهل أمريكا عليها أنها بجانب دعمها الظاهر سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا لكيان يهود فإنها تدعمه بالجنود المقاتلين على الأرض. إذ إن الجنود اليهود جبناء فلا يستبعد أن ترسل أمريكا جنودا إلى الأنفاق التي يخاف جنود يهود النزول إليها حيث قذف الله في قلوبهم الرعب بعملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي التي وصفها بايدن أثناء زيارته لكيان يهود بأنها: "تركت جرحا غائرا لدى (الإسرائيليين)، وأنها تعد 15 ضعفا لهجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 في نيويورك". فلدى أمريكا قتلة مجرمون محترفون عندهم تجارب في قتل الملايين من الأبرياء في أفغانستان والعراق ومن قبل في فيتنام وتعذيبهم وتشريد الناس وتدمير البلاد، حيث تشهد سجونها التي أقامتها في أبو غريب بالعراق وفي باغرام بأفغانستان وفي غوانتنامو بكوبا، على كل ذلك.

 

لم يتحمل هذا الجندي الأمريكي تلك الإبادة الجماعية التي ترتكبها بلاده مع كيان يهود ولم يرد تحمل المسؤولية عن ذلك، فقد بث شريطا مصورا عبر الإنترنت وهو يقول "لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية" وسكب على نفسه سائلا حارقا وهو يرتدي زيه العسكري وأشعل النار في نفسه وهو يردد "فلسطين حرة" كشعار لدعم أهل فلسطين.

 

فلديه شعور وإحساس قوي دفعه للقيام بهذا العمل للاحتجاج على جرائم يهود والداعمين لهم وخاصة قادة أمريكا وعلى رأسهم بايدن الذي وصف نفسه بأنه صهيوني ولو أنه غير يهودي. فهل كان إحساس هذا الجندي غير المسلم البعيد دينا وديارا عن فلسطين أقوى من إحساس الجنود المسلمين وضباطهم المرابطين في ثكناتهم على حدود فلسطين أو بمقربة منها وتمنعهم الأنظمة من التحرك؟! فهلا كسروا القيود المكبلين بها وقاموا بإشعال النيران في أنظمتهم الفاسدة وأطاحوا بحكامهم الخونة الذين تبلد لديهم الإحساس وصارت قلوبهم أقسى من الحجارة كقلوب أقرانهم اليهود؟ فهلا كسروا القيود وزمجروا وانطلقوا كالأسود نحو فلسطين درة ديارهم فحرروها وأنقذوا إخوانهم فيها من ظلم وبطش يهود وداعميهم من غربيين وأمريكان؟! فهلا انطلقوا كانطلاقة إخوانهم من أهل غزة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 فأدخلوا الرعب في قلوب يهود، وجعلوهم هذه المرة يفرون إلى نيويورك أو إلى برلين ولندن وباريس إن تمكنوا من ذلك؟!

 

فليعلم جنود الأمة وضباطها المخلصون، أنه لا أمل في حكامهم، فلا ينتظروا أن يعطوهم الأوامر للانطلاق نحو فلسطين، ولو كان فيهم أدنى إحساس وشعور لتحركوا وأعطوكم الأوامر منذ شهور! فقد حركت مجازر يهود وأفعالهم الشنيعة إحساس جندي أمريكي غير مسلم، وكل المسلمين، وكثير من غير المسلمين في أنحاء العالم! فأقصى ما يمكن أن يفعله حكامكم هو التوسل لأمريكا التي يبتغون عندها العزة، أن توقف هذه الحرب التي فضحتهم وعرتهم أكثر، فجعلتهم قلقين على مستقبلهم، إذ إن شعوبهم باتت تلعنهم ليل نهار، وتتحين الفرص لتنقض عليهم، وتمزقهم إربا إربا. ولم يتعظ هؤلاء الحكام من مصير أسلافهم من رؤساء وملوك وأمراء، ﴿نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، ونسوا أنهم سيهلكون ويقبرون، ومن ثم يبعثون ويحاسبون أمام رب العالمين على خذلانهم لإخوانهم في غزة وعموم فلسطين، وعلى ولائهم للكافرين وتركهم الحكم بالدين. ﴿إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالأحد, 03 آذار/مارس 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع