الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مسرحيات المحتل لا تنطلي على واعٍ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مسرحيات المحتل لا تنطلي على واعٍ

 

 

 

الخبر:

 

حمّلت خلية الإعلام الأمني في العراق، الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي المناهض لتنظيم (داعش) مسؤولية مقتل قياديين اثنين في الحشد الشعبي جراء قصف جوي بطائرة مسيّرة استهدفت عجلة كانت تقلهما شرقي العاصمة بغداد. وقال رئيس الخلية اللواء الطيار تحسين الخفاجي في بيان اليوم، إن "هذا العدوان الجديد يقوض كل التفاهمات". وشدد اللواء الخفاجي على أن "هذا الاستهداف هو عدوان واضح، وخرق للسيادة العراقية، وجر المنطقة الى تداعيات خطيرة". بدورها أكدت كتائب حزب الله في بيان، مقتل وسام محمد صابر (أبو باقر الساعدي) إثر قصف للقوات الأمريكية في بغداد. (شفق نيوز)

 

التعليق:

 

تكررت مثل هذه الأحداث فيما مضى استهدافاً لبعض مصالح إيران أو أذرعها من قبل الجانب الأمريكي، إلا أنّها في الحقيقة لا تغيّر من واقع العلاقة بين أمريكا وإيران، وكون إيران وكيلاً فاعلاً لأمريكا في المنطقة. وإيران وإن كان لها ثقلها الإقليمي وأجنداتها الطائفية، إلا أنّها لا تعدو كونها دائرةً في فلك أمريكا، محافظةً على نفوذ أمريكا راعيةً لمصالحها في مناطق نفوذها.

 

ولا تزال أمريكا تُبعِد الشبهة عن إيران بمسرحيات تنطلي على البسطاء بين الفينة والأخرى، تُظهر من خلالها أنّ إيران عدو ذو سطوة وقوّة، بينما في الواقع يجري التعاون بين الدولتين على أتم وجه من تحت الطاولة. بالإضافة إلى تضخيم أمريكا للدور الإيراني والقوّة التي بحوزتها بهدف تهديد وتخويف دول الخليج وأحياناً لتخويف كيان يهود بغرض تحجيمه والضغط عليه. إذن ليس ما يبدو في العلن يكشف طبيعة العلاقة الحقيقية بين أمريكا وإيران.

 

ومن ثمّ تبقى الشعوب مغيّبة عن حقيقة الواقع السياسي، مُنساقة وفق ما يرسمه المستعمر، باستثناء من أنار الله بصيرته فتنبّه لما يجري وفهم الواقع السياسي بشكل جيد. لذا كان من اللازم بيان حقيقة ما يحدث في الواقع، منعاً للانجراف في سيل الأفكار التي شوّشت على العديد من أبناء الأمّة واقعهم الحقيقي. وليس أدلّ على ذلك من إطلاق اعتراضات فاقدة للجدّية والحزم على التدخل الأجنبي في بلد كالعراق بينما يدّعي مسؤولوه سيادة البلد وصون حدوده ودستوره، فأين أثر تلك التهديدات والوعيد؟!

 

ويجدر بالذكر أنّ هذه الأحداث التي تبرز للساحة بين الفينة والأخرى لها مآرب أخرى من جانب إشغال شباب الأمة في قضايا جانبية لا تُسمن ولا تغني من جوع، بينما يُذبّح أبناؤهم وإخوانهم ونساؤهم في غزة من غير أن يُحرّكوا ساكنا.

 

تلك إذن إحدى مُخلّفات الغزو الأمريكي وضياع البوصلة وقلّة الواعين الذين لا تنطلي عليهم ألاعيب الكافر المحتل.

 

أيها المسلمون: بعد أنْ بان لكم أنّ بلادكم بحكوماتها ومسؤوليها لا يملكون من أمرهم وأمركم شيئاً، وأنّهم ليسوا سوى عملاء أذلّاء يلهثون خلف مناصبهم ومكاسبهم؛ لا يهتزّ لهم تجاه قضايا الأمّة شعرة، ولا يهمهم تطاول كافر وتجاوز محتل على أرض أو دم أو عرض مصان؛

 

أفلا يُحرّك ذلك فيكم الرغبة في تغيير واقعكم وإزالة الظلم والقهر والبطش عن كاهل الأمّة؟!

 

أوَما استقرّ فيكم أنه لا خلاص من ويلات الكافرين ومكائد الأعداء إلا بالحُكم الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ لنا؟!

 

أوما أيقنتم أنّ حكامكم لا أمل فيهم يؤمل ولا رجاء يُرجى في إصلاح وصلاح؟!

 

أوما آن الأوان للتحرّك والثورة الحقيقية صوب الباطل وأهله، لغاية تحقيق وعد الله تعالى، وإنجاز بُشرى نبيه ﷺ بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة؟

 

فإن لم تُبادِروا، وتنتفضوا، فإنّ الله غنيٌ عن نصرة البشر، ولئن بادرتم بتحقيق ذلك، فالفوز والبشرى لمن نال ذلك الحظ الوافر، قال تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: 7-8].

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال زكريا

آخر تعديل علىالأربعاء, 14 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع