الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
غزة في عالم والأردن في عالم آخر!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

غزة في عالم والأردن في عالم آخر!

 

 

 

الخبر:

 

اتخذت الحكومة الأردنية بصورة سريعة إجراءات غير مسبوقة تجهيزاً للاحتفال لاستقبال منتخب كرة القدم الوطني الذي يصل إلى عمّان قادماً من الدوحة عصر الاثنين. وسيقام مهرجانٌ احتفاليٌ حاشدٌ في استاد عمان الدولي لاستقبال أعضاء "منتخب النشامى". وقررت الحكومة الاحتفال بالإنجاز الكروي المتمثل في الوصول إلى المباراة النهائية في تصفيات كأس آسيا.

 

ولإنجاز زخم جماهيري صدر بلاغٌ عن رئاسة الوزراء يقضي بانتهاء الدوام الرسمي للموظفين في القطاعين العام والخاص عند منتصف نهار الاثنين، كما اتخذت ترتيبات أمنية مرورية لضمان عبور حافلة الفريق شوارع العاصمة لإظهار قدر من الاحترام والتكريم" (رأي اليوم، 2024/2/12) (بتصرف يسير).

 

من جهته هاتف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، مثنياً على جهودهم وأدائهم المميزَين في بطولة كأس آسيا، واعتبر أن وصول المنتخب للنهائي والمنافسة على لقب كأس آسيا إنجاز تاريخي، "يبيض الوجه ويرفع الرأس" (سكاي نيوز عربية 2024/2/11) (بتصرف يسير).

 

التعليق:

 

في هذه الأثناء والحكومة الأردنية تنظم احتفالات وتكريمات، وهي منغمسة في الإجراءات والترتيبات، تقصف البيوت والمساجد والمخيمات، وترتكب المجازر وتثكل الأمهات، ولا ناصر لهن ولا معين بل ولا حتى التفات، بل أعيى حكامَ العرب حتى إدخالُ المساعدات!

 

رُبَّ وامعتصماهُ انطلقت *** ملء أفواه البناتِ اليتَّمِ

 

لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم

 

أي وجه هذا الذي يبيَضّ وقد سوَّدته خيانة الإسلام؟! وأي رأس هذا الذي يرتَفِع وقد أخفضه خذلان المسلمين؟! ألا إن الأردن ليحتفل على جثث المسلمين، ويرقص على أكفانهم، بدل أن يعينهم وينصرهم ويدفع عنهم، وهو الأقرب لهم، ألا ساء ما يَزِرون!

 

منذ بداية الحرب على غزة استشهد ما يزيد عن 28 ألفاً، وخرج عشرات الألوف من بيوتهم نازحين في القطاع المحاصر، فنصبوا الخيام في مدينة رفح، آملين في النجاة من القصف الوحشي والاعتداءات، لكن هل يُؤمَن اليهودُ من مكرِهم، فها قد استيقظ المسلمون في مدينة رفح على أصوات التفجيرات والرصاص، واستشهد اليوم منهم 74، والعدد في ازدياد، فالمفقودون تحت الأنقاض لا يكادون يحصَون، ويُستخرَج الكثير منهم أشلاءً، والمستشفيات في رفح امتلأت، بل تجاوزت طاقتَها الاستيعابيةَ ستةَ أضعاف، وأصبحت توصف المستشفيات بالمقابر الجماعية، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 

إن هذا الحال، وهذا الهوان والخذلان الذي نراه اليوم، ما هو إلا لسبب واحد، هو هذه الحدود التي فرضت علينا، وهذه الأعلام التي رسمت لنا، وهؤلاء النواطير الذين عُيِّنوا علينا، لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، نُحِّيَ الإسلام عن الحكم، وتفرق المسلمون، ألا ساء ما يحكمون، يقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾ [الأحزاب: 36].

 

إن الحل لقضية غزة، وقضية فلسطين، بل كل قضايا المسلمين، هو العودة لتحكيم الدين، وجعله المهيمن على الحياة، فيبايَعَ الإمام الذي يحمي بيضة الإسلام، قال ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» رواه مسلم، فاعملوا مع العاملين لتحكيم شرع رب العالمين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

صلاح الدين إبراهيم – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالأربعاء, 14 شباط/فبراير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع