الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
دماء تُحيي لا دماء تُبكي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دماء تُحيي لا دماء تُبكي

 

 

 

الخبر:

 

اليونيسيف: الحرب "كارثة لجيل" من 24 مليون طفل في السودان. إذ أكدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان أنه إذا استمرت الحرب بين الجنرالين المتنازعين على السلطة ستشهد البلاد "كارثة جيلية" أولى ضحاياها 24 مليون طفل سوداني.

الأونروا: جيل كامل من الأطفال في غزة يعاني الصدمة والآلاف تعرض للقتل والتشويه واليتم. كما أعلنت اليونيسيف أيضا أن مستقبل أطفال غزة على المحك ونصفهم بحاجة إلى الدعم النفسي بفعل القصف المستمر.

 

التعليق:

 

حال مأساوي يفوق الخيال في غزة وفي السودان، فالقتل واستباحة الحرمات سيدا الموقف. وعلى الرغم من تفاقم هذا الوضع الكارثي واللاإنساني الذي يحصل منذ أشهر على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومن هذه المنظمات الحقوقية بل ومن العالم كله إلا أننا اعتدنا من هذه المنظمات الدولية كتابة التقارير والنصوص الإنشائية المليئة بالتعابير المنمقة والتوصيفات المؤثرة ومن ثم إصدار البيانات على وسائل الإعلام لتخبرنا أنها ما زالت موجودة! فهي لا تقوم بشيء له قيمة سوى أقوال عبثية خالية من أي هدف عملي يشكل ولو جزءاً بسيطاً من إعطاء الحق لأصحابه، ومع هذا فلن نتوقع من فاقد الشيء أن يعطيه لا سيما وأن هذه المنظمات هي ربيبة مجتمع دولي منافق.

 

هذا المجتمع الدولي الذي اعتدنا عليه والذي في كل مرة يتكشف عواره جراء كيفية تعاطيه مع ما يجري في بلاد المسلمين إذ لا يتحرك إلا وفق مصالحه النفعية، فعلى الرغم من تأجيج الرأي العام المخالف لسياساته يأتي ببوارجه الحربية وحاملات طائراته لنصرة القاتل المجرم وإضفاء الشرعية الدولية على جرائمه الممنهجة، هذا في غزة، أما في السودان فهو يلعب دور المراقب عن بُعد بَعد أن أوكل ونسق الأدوار بين عملائه، فمنع إخراج أي صورة أو مشهد أو أي خبر يؤثر على مجريات اللعبة المرسومة في سبيل إحكام السيطرة التامة على البلاد.

 

ولكن الذي لا يجب أن نعتاد عليه نحن المسلمين ونحن نرى بل ونعيش الظلم بكل أنواعه وأشكاله ونشعر بالقهر والألم في كل جراحه، هو رؤية القاتل وأعوانه دون أن تدب الحركة فينا، فما يصيبنا اليوم وما نشعر به هو حركة المذبوح ليس إلا ينتظر تصفية دمائه ودماء أطفاله ليسلموا الروح.

 

آلام تتكرر كل يوم بل كل دقيقة، ومشاهد مروعة في مناطق مختلفة من بلاد المسلمين ولا سيما في غزة الشام كانت كفيلة بأن أسقطت وكشفت كل الأقنعة الكاذبة والمزيفة التي تدعي حقوق الإنسان كذبا وزورا، كما فضحت هذه الأنظمة العميلة والمتواطئة مع أعداء المسلمين. فكما غزة كشفت المستور وفضحت العيوب فحريٌ بها أيضا أن تُحرك نخوة المعتصم في قادة جيوشنا فيحركوا أساطيلهم ودباباتهم ويحلقوا بطائراتهم نصرة لأطفال غزة ونساء السودان المغتصبات، حريٌ بهذه الدماء الذكية أن تفك أسرى جنودنا المكبلين في ثكناتهم، حري بأشلاء أطفالنا أن ترشد بوصلة الأمة نحو العزة والتمكين.

 

فاليوم ليس موضع الشعارات وإنما موضع استنصار الجيوش لنصرة غزة وإنقاذ السودان وحماية بلاد الشام ومساعدة العراق وليبيا واليمن وكل بلاد المسلمين، فالخلاص والحل الأوحد والوحيد يكمن في هدم العروش وتحريك الجيوش. قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

آخر تعديل علىالأربعاء, 17 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع