الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا يُحتفل بذكرى فتح إسطنبول بزراعة الأشجار، بل بإعادة الخلافة الراشدة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لا يُحتفل بذكرى فتح إسطنبول بزراعة الأشجار، بل بإعادة الخلافة الراشدة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

احتفل الأتراك بمرور 569 عاماً على فتح إسطنبول بعيد الفتح الذي أقيم في حديقة مطار (أتاتورك) الوطنية. بمناسبة العيد، أقيمت منصات عملاقة في الحديقة كتب عليها "احتفالات الذكرى 569 لفتح إسطنبول" و"حفل غرس الشتلات الأول في الحديقة الوطنية". عولقت الأعلام التركية الكبيرة وملصقات مصطفى كمال وأردوغان في أماكن عدة في منطقة الاحتفال بالفتح. وخلال الاحتفال زرع أردوغان وزوجته أمينة الشجيرة الأولى مع الأطفال المرافقين لهما. (وكالة الأناضول 2022/05/29).

 

التعليق:

 

توجد في تاريخ الأمة أيام مشرقة هي مصدر فخر لها. ولا شك أن فتح إسطنبول وتحويلها إلى دار الإسلام هي من أهم الأيام المشرقة في تاريخنا. وما يجعلها مهمة ومتميزة، أن بشرى الفتح قالها النبي ﷺ وأن القائد والجيش حظيا بمدح النبي ﷺ. حيث روى عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ». رواه أحمد

 

مُنح السلطان محمد لقب "الفاتح" بفتح القسطنطينية، التي لم تفتح رغم المحاولات العديدة عبر تاريخ الإسلام، فمحمد الفاتح نشأ على هذه الفكرة منذ الطفولة وهذا ما ساعده على الفتح. ومما لا شك فيه أن الله قد منح السلطان محمد الفاتح وجيشه هذا الفتح الكبير لأن قلوبهم امتلأت بالإيمان، فقاموا بالاستعدادات اللازمة وبقوا أوفياء للجهاد.

 

إن فتح إسطنبول كان بالفعل أحد نقاط التحول في تاريخ العالم. لأن هذا الفتح المبارك سبب هزيمة كبيرة للكفار، بينما زاد المسلمون شرفاً على شرفهم. فانتصر الحق على الباطل بأيدي المجاهدين الذين قاتلوا من أجل غايتين هما الفتح أو الاستشهاد، وانتهت الإمبراطورية الرومانية التي كان عمرها 1500 عام. ومع هذا الفتح، تم ضمان التكامل بين أراضي روميليا والأناضول وانتقلت السيطرة على طريق التجارة بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط ​​إلى العثمانيين. وبهذه الطريقة اكتسبت الدولة العثمانية سمعة شرعية وكرامة داخل الأمة الإسلامية، بحيث جعلت من إسطنبول عاصمة الخلافة.

 

لكن للأسف، احتُفل بفتح إسطنبول اليوم بأنشطة علمانية لا تتوافق أبداً مع روح الفتح. وتحت اسم ما يسمى باحتفال الفتح، نظمت الحفلات الموسيقية والترفيهية. وقد شهدت احتفالات هذا العام أحداثاً كادت أن تصل فيها الروح إلى القمة. حيث استخدمت أيام الأمة المشرقة في حسابات سياسية صغيرة من حكومة حزب العدالة والتنمية، التي تشعر بالقلق من خسارة انتخابات عام 2023. واختلط الحق والباطل ببعضهما؛ بالدعاء لكل من السلطان الفاتح وجيشه ومصطفى كمال! فتقول حكومة حزب العدالة والتنمية إنهم أنقذوا (أتاتورك) من انتهاكات حزب الشعب الجمهوري بهذه السياسة. ومع ذلك، في الواقع، من خلال استغلال مشاعر وأفكار المسلمين، فهو يفعل ما لا يستطيع حزب الشعب الجمهوري أن يفعله ويصرفهم عن الحقيقة.

 

وإلا فكيف يمكن أن يختلط غرس الأشجار في مطار بفتح أنهى حقبة وفتح حقبة أخرى؟! علاوة على ذلك، كيف يمكن لملصق مصطفى كمال، الذي حوّل آيا صوفيا - رمز الفتح - إلى متحف بعدما كانت مسجداً، كيف يمكن الثناء والتلويح به خلال الاحتفال بالفتح؟! فهذه الأحداث تثير غضباً وخيبة أمل كبيرة بين المسلمين المؤمنين بمعنى الفتح. بالإضافة إلى ذلك، موقف أردوغان عند إعادة آيا صوفيا إلى مسجد يبين أنه لا يهتم إلا بكم الأصوات والمصالح بدلاً من أن يحركه الوازع الإسلامي.

 

والفرق في الأمر أن الجهاد والفتح مفهومان إسلاميان مباشران، لكنهما مفهومان متجذران في دولة الخلافة العثمانية. لأن الدولة العثمانية أصبحت دولة عالمية من خلال تبني هذه المفاهيم كمبدأ. ومبدأ الجمهورية الكمالية التي تبنت شعار "سلام في الوطن، سلام في العالم"، تقوم على العداء لروح الجهاد والفتح الإسلامي. ففي مؤتمر إزمير الاقتصادي، أعرب مصطفى كمال عن هذا العداء بقوله: "وأمتنا تائهة وراء هذا الفاتح". وعندما نتذكر أن مصطفى كمال نفسه ألغى الخلافة في الثالث من آذار/مارس عام 1924م بمساعدة إنجلترا وترك الأمة الإسلامية بلا درع، فلن تكون هناك كلمات تعبر عن مشاعرنا!

 

الخلاصة، لا يحتفل بفتح إسطنبول بغرس الأشجار في حدائق المطار! ولا يتم الاحتفال به من خلال التلويح بملصق مصطفى كمال في ما يسمى بأعياد الفتح! على العكس من ذلك، يحتفل به بفتح إسطنبول مرة أخرى بتنظيفها من الكفر والشرك وكل أنواع الفحش وبمحاولة جعلها إسلامبول مرة أخرى، من خلال وضع راية التوحيد على قبة آيا صوفيا وإعادة الخلافة. لأن رسول الله ﷺ بشر بعودة الخلافة الراشدة، كما بشر بفتح إسطنبول من قبل. بجيوش الخلافة سيتم تطهير القدس من اليهود الملعونين، وكما بشر مرة أخرى، سيسعد المسلمون بسماع التكبيرات في روما عند فتحها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد يلدريم

 

آخر تعديل علىالجمعة, 10 حزيران/يونيو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع