الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تونس بين ديكتاتورية الرئيس وديكتاتورية الأحزاب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تونس بين ديكتاتورية الرئيس وديكتاتورية الأحزاب

 

 

 

الخبر:

 

توالت الانتقادات من مؤسسات وأحزاب تونسية لخطة الرئيس قيس سعيد لإعداد دستور جديد والاستفتاء عليه، ودعوته إلى حوار يستثني الخونة حسب تعبيره، وقد طالب المنتقدون بحوار حقيقي من دون قرارات مسبقة.

 

وجدد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي موقف الاتحاد تجاه دعوة الرئيس، وقال إن التوافق على الخيارات الوطنية الكبرى لا يمكن أن يكون مفروضا بالقوة أو من خلال التسليم بالأمر الواقع. (موقع الجزيرة)

 

التعليق:

 

واضح جدا أن الرئيس قيس سعيد يسير في طريق يكتنفه الغموض بعد أن جعل البلاد تحت رحمة قراراته ومراسيمه الاستثنائية، ليستأثر بقيادة المرحلة، ولكن المعلوم هو أنه يسير في طريق إعادة إحياء جثة الديمقراطية الهامدة وإنعاش النظام الجمهوري العلماني الذي فقد بريقه منذ عهد بن علي، وهو لا يختلف بذلك عن غيره من الحكام الذين أوهموا شعوبهم بالتحول والتغيير.

 

المصيبة هي أن الأحزاب والمنظمات التي ترفض خيار استئثار قيس سعيد بالسلطة وبنتائج الحوار والاستفتاء المعدّة سلفا، تريد العودة بنا إلى مربع "الحمار الوطني" نفسه وتوافقاته المغشوشة عبر إشراك الإسلاميين في حكم علماني يكرس حالة التبعيّة المطلقة للغرب، وهي بذلك لا تختلف كثيرا عما يدعو إليه قيس سعيد من فرض تطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي لن يزيد الأوضاع إلا سوءاً.

 

في هذا الإطار، يأتي موقف منظمة الشغيلة التي تحمل لواء الدفاع عن وجود الأحزاب السياسية، لإدراكها التام بأن الخطوة الموالية للرئيس بعد حلّ الأحزاب السياسية هي إقصاؤه للمنظمات الكبرى التي لعبت في السابق دورا بارزا في تشكيل المشهد السياسي، وعلى رأسها اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف.

 

خلاصة القول إذن، إن الجميع بلا استثناء يدفع نحو نموذج علماني في الحكم وليبرالي في الاقتصاد، وبالتالي فهم يخيرون الشعب بين الحكم الفردي المطلق وبين حكم الأحزاب المتوافقة لتركيز الصنم الديمقراطي نفسه، وبعبارة أخرى، هم يخيّرون الناس بين ديكتاتورية الفرد وديكتاتورية الأحزاب، وهذا في النهاية صراع شكلي يبقي على النظام الجمهوري العلماني نفسه، سواء بوجهه الرئاسي أم بوجهه البرلماني، فكلاهما يفصل الدّين عن حياة الناس وعن تنظيم علاقاتهم، فضلا عن كونه يبقي على حالة التبعية التامة نفسها للغرب.

 

من أراد أن يسير في طريق الخلاص، فعليه أن يسعى لإتمام إسقاط هذا النظام الفاسد، وإقامة دولة الإسلام على أنقاضه بدل المشاركة في جريمة إطالة عمره، فهو أس البلاء وسبب الشقاء.

 

قال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. وسام الأطرش – ولاية تونس

آخر تعديل علىالإثنين, 09 أيار/مايو 2022

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 10 أيار/مايو 2022م 11:08 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم هيئ للأمة من امرها رشدا ويسر لها سبيل الخلاص والنصر والتمكين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع