الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
البشريّة أسيرة نظام وضعيّ إلى أن يحرّرها النظام الربّاني

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البشريّة أسيرة نظام وضعيّ إلى أن يحرّرها النظام الربّاني

 

 

 

الخبر:

 

أفادت وكالة أنباء ديميرورين يوم الأحد 2 كانون الثاني، أنّ لاجئة أفغانية فقدت حياتها بسبب البرد القارس على طول المعبر الجبلي بين إيران وتركيا، حيث عثر عليها متوفية إثر تجمدها من البرد، أثناء محاولتها دخول تركيا بشكل غير نظامي برفقة طفليها. حيث قامت الوالدة بخلع بعض ملابسها وألبستها لطفليها، بمحاولة منها لإنقاذهما من البرد القارس والصقيع الشديد، فضحّت بحياتها متجمدة من البرد في المكان نفسه.

 

التعليق:

 

بغض النظر عما إذا قضت هذه المرأة الأفغانية بردا على الأراضي التركيّة، وهذا ما نفته وسائل الإعلام المحلّية، أو على الأراضي الإيرانيّة، فإن سبب المُصاب واحد وهو عجز الأنظمة الحاكمة الحاليّة عن توفير الأمن والأمان والحماية والكفاية للنّساء والأطفال.

 

ووفقاً لتقرير الهجرة العالمية لسنة 2020، بلغ عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم 272 مليون شخص (مقارنة بـ258 مليوناً في عام 2017)، وقد شكلت المهاجرات 48٪ من هذا التعداد. ويقدر عدد الأطفال بنحو 38 مليون طفل مهاجر. وبلغ عدد النازحين قسراً حول العالم 79.5 مليون شخص في نهاية عام 2019 حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وارتفع إلى حدود 84 مليون شخص حسب التقرير نصف السنوي للاتجاهات العالمية الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

 

مهما تنوعّت وتفرّعت أسباب الهجرة واللجوء؛ من أسباب اقتصادية إلى سياسيّة واجتماعية وإنسانيّة وأمنيّة، فإنها كلّها تشترك في أنّها نتاج لنظام رأسمالي فاسد قائم على حرب المصالح؛ أهدر دم العباد وأفقرهم وشرّدهم وهمّشهم، وكبّدهم مرارة الغربة في المهجر وفقدان الأحبة أثناء الهجرة واللجوء، ومرارة العنصريّة وبشاعة الاستغلال، وحرمهم كرامة العيش، فحُذفت من المعاجم معاني النوم الهنيء والأمن المستديم والصحة الموفورة والسلامة المعنويّة والجسدية وكل الحقوق الشرعيّة!

 

إن ما تعانيه البشريّة عامة والمرأة خاصّة إنما هو وليد تشريعٍ صانعٍ للأزمات، عاجزٍ عن تقديم المعالجات وستظل البشريّة أسيرة هذا النظام الوضعيّ المظلم إلى أن يحرّرها نظام رباني نورانيّ حكم فعدل وساوى بين حقوق كلّ الرعايا؛ فوفّر حاجياتهم الأساسيّة من مأكل وملبس ومسكن وأمن وتعليم وصحّة... فكيف نبتغي غير الإسلام نظام حكم وقد أُنزل للناس كافّة وقدّم نموذجا مضيئا لحقوق المرأة والناس قاطبة في كنفه؟!

 

فإلى شرع الله وإقامة حكمه ندعوكم ولتلبية أمره سارعوا أيها المسلمون، فما بينكم وبين زوال غمّة هذا الحكم الجبري إلا تبنّيكم العمل على تغييره وإقامة دولة على منهاج النبوّة يخشى خليفتها أن يحاسبه الله على هلاك شاة في شط الفرات ضائعة فما بالك بامرأة استوصى بها الرسول خيرا؟!

 

قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش

آخر تعديل علىالإثنين, 10 كانون الثاني/يناير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع