الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
علماءنا الأجلاء! أروا الله من أنفسكم خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

علماءنا الأجلاء! أروا الله من أنفسكم خيرا

 

 

 

الخبر:

 

أورد موقع باكر نيوز خبرا جاء فيه: قال بيان لمجمع الفقه الإسلامي، الثلاثاء، إن العقد بين هيئة المياه والمواطنين في فاتورة المياه، عقد معاوضة يلزم الهيئة توفير المياه باستمرار كما يلزم المواطن دفع الفاتورة باستمرار. وأوضح البيان أن الخلل الذي يقع في العقد من حيث الواقع من وجهين:

 

الأول: قطوعات المياه حيث يترتب عليها أخذ الهيئة العوض دون تقديم الخدمة وهذا أكل للمال بالباطل.

 

الثاني: ربط الفاتورة بالكهرباء وقد يكون دافع الكهرباء ليس لديه توصيلة مياه، فتكون الهيئة أخذت منه مالا بغير مقابل، وهذا لا يجوز. ولفت المجمع إلى أن تصحيح العقد يتم عبر ثلاث خطوات، أولاها أن تلتزم الهيئة بتوفير المياه.

 

ثم أن تستحدث الهيئة وسيلة إلكترونية لحساب الاستهلاك الفعلي كالشأن في الكهرباء حتى يصح العقد ويحصل العدل، وأيضاً أن تتأكد الهيئة من وجود توصيلة مياه قبل إبرام العقد مع الطرف المستخدم، ولا تكتفي بمجرد الربط مع فاتورة الكهرباء، حتى لا يظلم المواطن بدفع مال بغير مقابل. (باكر نيوز)

 

التعليق:

 

جزى الله خيرا العلماء الأجلاء في مجمع الفقه الإسلامي لتبيينهم الحق ونسأل الله أن يكون هذا في ميزان حسناتكم. فقط أردت أن ألفت انتباه علمائنا لأمر في غاية الأهمية، وهو أنه منذ أن هدمت الدولة الإسلامية دولة الخلافة التي كانت تستمد قوانينها ودساتيرها من أحكام الإسلام العظيم وكانت أحكام الإسلام هي السائدة وهي المصدر الوحيد والأوحد لهذه الدولة، وهدمت هذه الدولة على يد اليهودي المتأسلم مصطفى كمال، تبدلت أحوال المسلمين في كل الدنيا، وصارت مثل هذه المشاكل في حياتهم وتعرُّضهم للظلم والجور على أيدي الأنظمة الرأسمالية العميلة، صارت طبيعية لأنها متولدة من ذلك النظام الظالم الذي فرضه علينا الكافر المستعمر السائد والمسيطر على كل مفاصل الحياة وهو النظام الرأسمالي الخبيث النتن الذي هو أساس كل شر وبلوى، وهو من قلب حياة المسلمين رأسا على عقب بتشريعاته المستمدة من عقول البشر الناقصة العاجزة من الكفرة الذي لا يحسنون الاستنجاء من بولهم!

 

وما دخلت هذه الرأسمالية في نظام من أنظمة الحياة إلا أفسدته وخربته، فكان الأولى بالمسلمين ولا سيما علمائنا الأجلاء كنس هذا النظام الفاسد والعمل الجاد لإعادة سلطان الإسلام متمثلاً في دولته الخلافة تاج الفروض والركن الركين، هذا الفرض الذي أجّل من أجله دفن أطهر جثمان، خير من وطئ الحصى؛ نبينا وحبيبنا عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم، ثلاثة أيام حتى لا يخلو هذا المنصب من حاكم وحتى يسقط الإثم من عنق كل مسلم، والذي قال فيه النبي ﷺ فيما يرويه ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».

 

ولأهمية الخلافة سماها العلماء (تاج الفروض)؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة 728هـ في كتابه السياسة الشرعية: "يجب أن يُعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها".

 

وقال الإمام الشهرستاني رحمه الله المتوفى سنة 548هـ في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام: "لا بد للكافة من إمام ينفذ أحكامهم ويقيم حدودهم، ويحفظ بيضتهم ويحرس حوزتهم ويعبئ جيوشهم ويقسم غنائمهم ويتحاكمون إليه في خصوماتهم وينصف المظلوم وينتصف من الظالم وينصب القضاة في كل ناحية ويبعث القراء والدعاة إلى كل طرف".

 

وقال الإمام الغزالي رحمه الله وهو من علماء القرن الخامس الهجري: "الدين والسلطان توأمان، ولهذا قيل الدين أس والسلطان حارس، فما لا أس له فمهدوم وما لا حارس له فضائع".

 

فقولوا بالحق ولا تخافوا في الله لومة لائم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾. فيا علماءنا الأجلاء أروا الله من أنفسكم خيرا، وكونوا من العاملين المخلصين لهذا الفرض الغائب بل تاج الفروض، فوالله إنه لفوز الدنيا والآخرة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 10 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع