الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الخلافات الأسرية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخلافات الأسرية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

الحكومة تدرس مقترحاً لإصدار مرسوم يمنع الأطفال من طرد والديهم المسنين من منازلهم.

 

ناقش وزير القانون الاتحادي الدكتور فاروق نسيم، يوم السبت، الاقتراح مع رئيس الوزراء عمران خان لإصدار مرسوم ينص على حق الآباء في طرد أبنائهم وأقاربهم، وحماية حقوق الآباء الذين يعيشون مع أبنائهم، بحسب بيان صادر عن وزارة القانون. (الفجر نيوز 2020/11/29م).

 

التعليق:

 

إنّ الحاجة إلى هذا الاقتراح هي علامة على الطبيعة المتغيرة للمجتمع في باكستان. إنه تقليد قديم في شبه القارة وأجزاء أخرى كثيرة من العالم حيث يتمّ رعاية الآباء المسنين من قبل أبنائهم وغالباً ما يعيشون بالقرب من المنزل نفسه أو داخله. على عكس بعض المجتمعات الغربية حيث يُتوقع من الأبناء الطيران من العُش (ترك البيت) عندما يصبحون بالغين وغالباً ما يُترك الآباء ليعيشوا حياتهم الخاصة، هذا هو التقليد المعتاد.

 

مع زيادة التحضّر، وهجمة الثقافة الغربية ومناهج التعليم الغربية، يتعرّض نظام الأسرة في البلاد الإسلامية للتحدّي والتغيير. ففي حين إنّ الإسلام لا يحدّد الترتيبات المعيشية للأسرة، فإن التعاون والعناية بالأسرة هو جزء من الحياة الإسلامية.

 

في القرآن الكريم والأحاديث عن سيدنا محمد ﷺ، هناك إشارات عديدة تحثُّ على حقوق كل من الوالدين والأبناء، والتي تعزّز الانسجام وتسعى إلى مستويات عالية من السلوك. أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً﴾.

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «مَا مِنْ وَلَدٍ بَارٍّ يَنْظُرُ إِلَى وَالِدِهِ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِكُلِّ رَحْمَةٍ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، قِيلَ: وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ رَحْمَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ اللَّهَ أَطْيَبُ وَأَكْثَرُ».

 

توضّح لنا هذه الأدلة أهمية الروابط الأسرية والثواب الذي يمكن أن نناله من خلال إدارة العلاقات بيننا. أيضاً لعلاج الأبناء هناك العديد من الوصايا الإسلامية حول الآباء والأمهات. فقد رُوي أنّه «قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِساً، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَداً، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».

 

مع تزايد حالات سوء المعاملة والإهمال من قبل الأبناء تجاه الوالدين والعكس صحيح، من المهم أن نسأل ما هو السبب؟

 

يحصل الصراع عندما تؤخذ القيم الإسلامية فقط على أساس المعايير الثقافية دون أي ارتباط بالعقيدة. نظراً لأن الأعراف الثقافية أصبحت قديمة، لم يعد الناس يرغبون في التمسك بها. في كثير من الأحيان يشعر الأطفال بأنهم مثقلون ومسيطرون وغير قادرين على إدارة العلاقات مع الوالدين والأسرة الممتدة.

 

كما أنّ هناك الثقافة الغربية المتضاربة التي تعلّم الناس أن يُفضلوا مساحتهم الخاصة وراحتهم وأن يسعوا لتحقيق مكاسب مادية فوق غاية إرضاء الله سبحانه وتعالى. وفي بعض الأحيان قد يرغب الآباء في عزل أبنائهم لتأكيد السيطرة، وفي بعض الأحيان قد يجد الأبناء والديهم عبئاً ويريدون التخلي عنهم.

 

يتأثر النظام الاجتماعي في بلادنا مثله مثل جميع الأنظمة الأخرى بالقوانين الوضعية. إن وضع سياسات لفرض الرعاية لن يولّد الرحمة والعطف تجاه الأسرة، بل إنّ الأفكار الصحيحة تجاه المسؤولية والمساءلة ضرورية أيضاً. عندما ندرس السيرة، نعلم أن العرب يحملون قيماً أخلاقية عالية بناءً على تراثهم، ولكن مثلما يستخدم النظام الرأسمالي العلماني الحالي الإعلام والتعليم لنقل قيمه وأفكاره، لا يمكن نشر الأفكار الإسلامية الصحيحة إلاّ من خلال النظام والمحاسبة ولن تكون هناك حاجة للعقاب إلى الحد الذي هو عليه اليوم، حيث يتم إعطاء الناس مجموعة واحدة من الأفكار (الحرية والفردية) ويتوقع منهم الاستمرار في اتباع (ثقافة) أخرى. بعد قولي هذا، عندما تنشأ النزاعات وانتهاك الحقوق، فإن الدولة لديها سلطة التصحيح من خلال نظام العدالة والمصالحة.

 

لا تكفي النية الحسنة للأفراد وحدها للحفاظ على هيكل عائلاتنا وقيمنا السامية التي لا يمكن حمايتها إلاّ بالعودة إلى نظام الحكم الإسلامي الصحيح، الخلافة على منهاج النبوة التي تؤمّن المجتمع في كل شيء، وتلتزم بالإسلام في كافة الجوانب، لذا تُدار جميع العلاقات وفقاً لهذا الأساس نفسه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نادية رحمان

آخر تعديل علىالأربعاء, 02 كانون الأول/ديسمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع