الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اليمين المتطرف في الدنمارك يدفع بقوانين لـ"وقف الأسلمة"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

اليمين المتطرف في الدنمارك يدفع بقوانين لـ"وقف الأسلمة"

 


الخبر:


نشر موقع العربي الجديد يوم الجمعة الماضي الموافق 2020/11/27م خبرا مفاده أن حزب الشعب الدنماركي يحاول أن يدفع بـ14 مقترحا إلى البرلمان للمصادقة عليها بحجة "الكفاح للحفاظ على مسيحية البلد"، وفي المقترحات المثيرة للجدل التي طرحها رئيس الحزب يتم تحضير قضية "صهر المسلمين في المسيحية الدنماركية" في بلد لا يقيم وزنا في الأصل للمسائل الدينية السياسية، ويضيف الموقع أن تطرف حزب الشعب في مواقفه وصل به إلى اقتراح قضايا تتجاوز سياسات وخطاب أقصى اليمين المتطرف في دول أوروبية أخرى، ومن بين أكثر المقترحات إثارة للجدل مقترح "لا تحلم أن تحصل على جنسية دنماركية إذا لم تتزوج دنماركي/ة".


التعليق:


إن ما يجري في معظم الدول الأوروبية من تجييش للرأي العام ضد المسلمين وتصوير المسلمين وكأنهم وحوش سيبتلعون أوروبا إن لم يقف لهم الأوروبيون بالمرصاد، حتى أصبحنا نسمع كل يوم عن إجراء جديد في هذه الدولة أو تلك للتضييق على المسلمين أو سن القوانين الجائرة التي تحرم المسلمين من أبسط حقوقهم، وأصبحت أوروبا وكأنها قد توحدت ضد المسلمين، كل هذا يذكرنا بغزوة الخندق يوم ألّبت قريش القبائل العربية ويهود للقضاء على الإسلام ونبيه ودولته قضاء مبرما لا تقوم للمسلمين بعد ذلك قائمة، وبلغت قلوب المؤمنين الحناجر، إلا أن النتيجة كانت أن رد الله مكرهم إلى نحورهم ومزق جمعهم وأتاهم من حيث لا يحتسبون، ورجعت قريش إلى مكة تجر أذيال الخيبة والهزيمة، ولم تمض إلا بضع سنين حتى رجع رسول الله ﷺ والمؤمنون إلى مكة فاتحين ومكبرين ومهللين ودخل الناس في دين الله أفواجا.


ما أشبه اليوم بالأمس، فالأوروبيون توحدوا اليوم على محاربة الإسلام وأهله الذين يقطنون بين ظهرانيهم، وأخذوا يسخّرون كل إمكانياتهم لهذه الحرب من إعلام ومال وقوانين وشرطة، مع الفارق بين الأمس واليوم أن المسلمين اليوم لا دولة لهم ولا خليفة يكون لهم جنة، ومع أنهم أشبه بالأيتام على مأدبة اللئام، إلا أنهم أقضوا مضاجع هذا الغرب، والعجيب أن هذا الغرب قد غض الطرف عن مشاكله المستعصية كالمخدرات والخمور والجريمة واغتصاب النساء وتفشي كورونا، لوّوا رؤوسهم وأداروا ظهورهم لكل هذه المشاكل التي تعصف بالمجتمعات في أوروبا قاطبة والتفتوا إلى الإسلام الآخذ بالتوسع والانتشار بين الأوروبيين، ليحاربوه وليوقفوا مدّه، وبلغ حقدهم على الإسلام مبلغا كبيرا إلى درجة أن زعيم حزب الحرية النمساوي قال "إن القرآن أخطر من كورونا"، والأعجب من كل هذا أنهم كلما فكروا بمقترح لمحاربة الإسلام نراهم يدوسون على أفكارهم التي يعتبرونها مقدسة، كحرية التعبير، وهذا مؤشر على قرب سقوط مبدئهم الرأسمالي الفاسد، فحرية التعبير جائزة بل مستحبة إن كانت للنيل من الإسلام ونبيه، أما إن كانت ضد سياسيي الغرب فهي محرمة ممنوعة، ويمكن أن يعاقب عليها القانون تحت ذرائع شتى، فالرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام حرية تعبير، وأما الرسوم التي تسيء إلى ماكرون مثلا فهي ليست حرية تعبير، بل جريمة يطرد مَن يقوم بها من عمله! وإمعانا في الدوس على حرية التعبير التي يتباهى بها الأوروبيون فقد صدقت مؤخرا الجمعية الوطنية الفرنسية على قانون "الأمن الشامل" الذي يجرّم التقاط صور وفيديوهات لقوات الأمن وهي تؤدي عملها بنية فضح تجاوزاتها والتشهير بها في مواقع التواصل ووسائل الإعلام، وهذا القانون إن طُبق فإنه سيكون سيفا مسلطا على رقاب المسلمين، فتستطيع الدولة أن تفعل بهم ما تشاء دون حسيب أو رقيب.


إن حرب الغرب الكافر على المسلمين هي من أجل علمنتهم، أي ليردهم عن دينهم، وهذا ما نطق به كتاب الله منذ أكثر من 1400 سنة، فقال تعالى: ﴿ولا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ فالصبر والثبات أيها المسلمون، تمسّكوا بدينكم وكونوا من القابضين على الجمر، وليمت عدوكم بغيظه، ولا ترهبنكم قوانينه ولا جيوشه، والله أحق أن تخشوه، فموتة في طاعة الله خير من حياة في معصيته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والله نسأل أن يجعل لنا ولكم في القريب العاجل فرجا ومخرجا، وما ذلك على الله بعزيز.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 01 كانون الأول/ديسمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع