الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اكتشاف مصدر مهم أم استغلال هذا المصدر بشكل صحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

اكتشاف مصدر مهم أم استغلال هذا المصدر بشكل صحيح؟

 


الخبر:


أردوغان: اكتشفنا 320 مليار متر مكعب احتياطي غاز طبيعي في منطقة البحر الأسود. (رويترز)


التعليق:


العامل الرئيسي أو أهم عامل يحدد عيش الإنسان إذا كان مرفهاً سلبياً أو إيجابياً، وعصب الحياة بالنسبة للنظام الرأسمالي هو الاقتصاد، حتى إنه موضوع غاية في الأهمية ولا غنى عنه من أجل استمرار حياة الإنسان ضمن المدة الزمنية التي حددها الله عز وجل له، خصوصا تأمين الاحتياجات الأساسية التي تؤمن استمرار حياة الإنسان، فهي فطرة فطر الله تعالى عليها بني البشر، لذلك تراهم يسعون جاهدين ويخوضون غمار الحياة من أجل ذلك، يقول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾، والذي نفهمه من هذه الآية الكريمة، أن الله تعالى خلق الإنسان ويسر له سبل عيشه، ومن هذا نستدل أن نعم الله على الإنسان كافية لتأمين عيشه، بل وأكثر من ذلك، فإن هذه الآية تدل على أن نعم الله لا تعد ولا تحصى، وهي لا تقتصر على الاحتياجات الأساسية فقط بل هي كثيرة وافرة ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ﴾ وهذا دليل واضح على نعم الله الكثيرة.


السؤال الذي يطرح نفسه، بما أن الله عز وجل خلق الإنسان وأسبغ عليه من نعمه أكثر بكثير من احتياجاته فلماذا يجعل الإنسان الاقتصاد مركز حياته والهم الأساسي والغاية الأولى؟ الجواب واضح جدا وصريح جدا؛ المشكلة ليست في قلة الموارد أو كثرتها بل إن المشكلة تكمن في طريقة توزيع هذه الموارد بين الناس، هذه المشكلة بالطبع مرتبطة بشكل وثيق بنظرة المجتمعات للحياة، فمثلا مجتمع مادي رأسمالي غايته الوحيدة هي جمع أكبر قدر ممكن من هذه النعم والتمتع بها، هذا المجتمع يسعى للحصول على النعم والموارد بغض النظر عن كيفية الحصول على ذلك، وطبعا هذا المجتمع الذي يسعى للحصول على أكبر قدر من النعم يبني جميع علاقاته على هذا الأساس، وبسبب هذا أيضا نجد في هذه المجتمعات فروقا كبيرة جدا بين الطبقات المجتمعية، لأن وجهة نظر هذه المجتمعات للحياة ما هي إلا عبارة عن مقابل مادي، فهم يربطون كل شيء في هذه الحياة بالمادة، فبحسب تقرير تابع لمنظمة خيرية بريطانية فإن أغنى الأغنياء في العالم نسبتهم 1٪ وتعادل ثروتهم ثروة الـ99٪ الباقين، وإن هذا الواحد في المئة منهم 26 شخصاً كل واحد منهم ثروته تعادل ثروة نصف سكان العالم أي ما يعادل 3.8 مليار إنسان! وهذا مثال كاف وواضح وجلي عن هذا العالم الذي نعيشه الآن.


لكن لو كانت نظرة المجتمعات إلى المادة على أنها نعمة من عند الله عز وجل وأن مركز الحياة هو الإسلام وليس المادة، فقط عند ذلك يستطيع الجميع العيش براحة ورخاء، لأنه حسب نظرة الإسلام للحياة فإن المادة ليست هي الغاية الأساسية والهدف الأقصى بل هي وسيلة لتسهيل العيش؛ فهذه إسطنبول لم يوجد فيها فقير يُعطى الزكاة زمن الخلافة العثمانية في القرن الثامن عشر، بينما كانت نسبة الفقر في باريس ولندن 40٪، وهذا المثال كاف.


في هذه الحالة فإن حل المشاكل الاقتصادية ليس في اكتشاف موارد إضافية من الغاز الطبيعي، وإنما استخدام هذه الثروات المكتشفة حديثا والمكتشفة من قبل ضمن وجهة نظر صحيحة وتوزيعها بشكل عادل، طبعا هذه النظرية ستطبقها إن شاء الله دولة الخلافة الراشدة التي ستطبق النظام الاقتصادي الإسلامي، وبدون ذلك فإن الإنسانية وعلى رأسهم المسلمين لا ولن ينعموا بهذه النعم ولن يحصلوا إلا على الفتات.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان

 

آخر تعديل علىالسبت, 29 آب/أغسطس 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع