الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
آيا صوفيا رمز عزة وليس ورقة توت تغطي سوءة العملاء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

آيا صوفيا رمز عزة وليس ورقة توت تغطي سوءة العملاء

 

 

 

الخبر:

 

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن طبيعة استخدام "آيا صوفيا" تتعلق بسيادة تركيا، مشيرا إلى أن تحويل الكنيسة إلى مسجد مرة أخرى خطوة سيسجلها التاريخ في صفحاته. وقال أردوغان عقب توقيعه مرسوما يعيد كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد بناء على قرار المحكمة العليا في تركيا، إنه يدعو الجميع لاحترام قرار المحكمة العليا بشأن آيا صوفيا، وأضاف أنه لا يتدخل في شؤون الدول الأخرى، لا سيما في قضية أماكن العبادة، و"لن أقبل بالتدخل الخارجي بالشأن الداخلي لتركيا". (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

في البداية هل نعلم ما هي آيا صوفيا؟ وماذا كانت ومن حولها إلى مسجد ومن أعادها إلى متحف والآن من يعيدها إلى مسجد؟

 

آيا صوفيا كانت مركز ورمز الإمبراطورية البيزنطية، وليس هذا فحسب بل كانت تمثل رمز النصرانية في الغرب الكافر. فكانت كاتدرائية أرثوذكسية شرقية تمثل كيان النصارى الحاقد على الإسلام والمسلمين. فأنعم الله تعالى على خير الجند وخير قائد السلطان العثماني محمد الفاتح ففتح القسطنطينية وحول هذا الرمز إلى مسجد أبكى به الحاقدين على الإسلام والمسلمين سنين طوالاً وبقي الأمر غصة في حلوقهم. وتحويلها إلى مسجد يُعبد فيه الله تعالى إثبات سيادة للإسلام والمسلمين. وبعد هذه المرحلة جاء أشد الناس حقدا وعدائية للإسلام مصطفى كمال، فعاث في معالم الإسلام فسادا وإفسادا، فمن هذه المعالم تحويلها إلى إسطبل خيول ولم يسمح لأحد بالاقتراب منها. وكل هذا من منطلق العلمانية والتقليد الأعمى لأسياده في الغرب الكافر. فبعد مدة من الزمن طلب منه تحويلها إلى كنيسة مرة أخرى لكن قدر الله كان أقرب من هدفه فجاء مَن بعده وحولها إلى متحف بعد إزالة معظم معالم الإسلام منها وإظهار الصور التي كانت منقوشة على جدرانها. حتى إنه كان يُعاقب بعقوبات مختلفة من يقوم بالصلاة فيها على يدي أذرع العلمانية. فدار الزمان وحكم حزب العدالة والتنمية أكثر من 14 عاماً فلم يجرؤ أحد على طرح أن تتحول إلى مسجد مرة أخرى. فخرج علينا الآن عميل لأمريكا قاتل إخواننا في بلاد الشام وحامي عرش الطاغية بشار ببطولة شارلك هومز. فحولها إلى مسجد بقرار قضائي، وكان يقدر أن يصدر مرسوما منذ أمد بعيد إن حان وقت استخدام هذه الورقة.

فهنا علينا أن نسأل أنفسنا قبل أن ننخدع ويدغدغ مشاعر المسلمين: لماذا الآن وفي هذا التوقيت بالذات؟ هل إن الأمر فيه فائدة ومغنم يلمّع عميل أمريكا أردوغان الذي يداه ملطختان بدماء المسلمين من الشام إلى ليبيا ويوجه الرأي العام بعد انخفاض شعبيته هو وحزبه. فهذا الأمر مفضوح ليس فيه انتصار ولا حتى يقترب إلى التراب الذي خرج من جياد المجاهدين الفاتحين للقسطنطينية.

 

ثم من قام بتحويلها إلى متحف هم العلمانيون، فهل الحكومة في تركيا ألقت بالعلمانية عن كاهلها أم أنها ما زالت تزور مؤسس العلمانية في كل مناسبة وتكتب في كتاب الزوار "أنك أعظم قائد ومؤسس الجمهورية العلمانية"؟! وليس إعلان الاستقلال ببعيد عنا في تركيا عندما كتب أردوغان شكره وامتنانه بما قدم مصطفى كمال للجمهورية. وليس ما قاله للرئيس المصري السابق رحمة الله عليه محمد مرسي أن يطبق العلمانية ببعيد عنا وعن ذكرياتنا...

 

والأمر الآخر الذي يجب أن نذكر أنفسنا به هو أن ما قام به محمد الفاتح كان إثبات سيادة، فهل تركيا كانت مسلوبة من السيادة حتى هذا اليوم حتى يصرح حاكمها أنه لن يسمح بعد الآن أن يتدخل الآخرون في شؤونها الداخلية والدينية؟! فإن كان الأمر كذلك فهل الشعب التركي المسلم هو من اختار العلمانية كنظام حكم أم أنه ومن هم على شاكلته هم من يحمون العلمانية التي هي فصل الدين عن الحياة؟! فكفى مسرحيات هابطة لا ترقى إلى أن تكون ورقة تستخدم لمصالح النظام ومصالح أمريكا في المنطقة...

 

وأخيرا إن هذا العمل لا يخرج عن وجهه السياسي الذي يستخدم لمصالح النظام بشكل أو بآخر. وإن آيا صوفيا حولها محمد الفاتح المسلم المجاهد إلى مسجد، وليس العميل الذي يثبت كل يوم تفانيه بخدمة الغرب الكافر. فشتان بين الثرى والثريا. وإن الإسلام ليس بالكلام، إنما هو بالفعل والتطبيق العملي في الحياة كلها، وإن كان الأمر لتحويل متحف إلى مسجد استغرق أردوغان 14 عاماً لأجل هذا فإن كان يريد أن يطبق حكماً من أحكام الإسلام فهل سيبقى من الزمن بقدر ما قد سلف؟! فالأمر لا يسري على البسطاء من الناس، فكيف بمن يعلم حقيقة النظام ورئيسه أردوغان بأنه عميل مخلص لأمريكا؟ وإن هذه الأعمال لا تغطي عوار النظام ولا تبيض صحائفهم السوداء. فإن كان الأمر بالخلاص فالأمر ميسور وسهل فليقلب الطاولة على عمالته وليعد إلى حضن الأمة الإسلامية ويعلن تطبيق ما يدين به معظم سكان تركيا، الإسلام، عندها نقول إن النظام مخلص وقائده عاد إلى رشده. ويعلن من قلب آيا صوفيا أن الأمة استعادت كرامتها وعزتها وأنه آن الأوان لعودة الحق لأصحابه. فهل يجرؤ النظام أو يصرح بهذا أم تأبى العمالة أن تفارق أهلها؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح – أمريكا

آخر تعديل علىالإثنين, 13 تموز/يوليو 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 12 تموز/يوليو 2020م 17:18 تعليق

    اللهم خلافه راشدة ترد للأمة عزها ومقدساتها

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع