الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الكلمة الحسنة يجب أن يتبعها الفعل الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكلمة الحسنة يجب أن يتبعها الفعل الحسن

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي أردوغان في المؤتمر الدولي الثاني عشر للاقتصاد والتمويل الإسلامي، إن نموذج الاقتصاد والتمويل الإسلامي هو البديل لهذا الهيكل المشوه الحالي، لأن محوره الإنسان، ويقدر العمالة، ولا يسمح بالكسب غير الشرعي. وأكد أن الاقتصاد الإسلامي، بطبيعته الإنسانية والأخلاقية والعناية بالبيئة وبنيته التي ترفض الاستغلال، يحمل مفتاح الخروج من الأزمات الاقتصادية. (وكالة الأناضول 2020/06/14م)

 

التعليق:

 

قال تعالى: ﴿اَلَّذ۪ي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْغَفُورُ﴾. من يطبقون الأنظمة الديمقراطية يتصرفون وفقاً لأهوائهم وظروفهم الحالية، ويقدمون مصالحهم على غيرهم، ويهمشون القيم، وخطاباتهم لا يرافقها عمل، كما وأنهم يخفون الحقيقة باستمرار.

 

إن الله سبحانه جعل رضاه عن المسلم مرتبطا بالأعمال الصالحة، ومع ذلك، يبدو أن الحكام قد خدعوا الناس ببعض الكلمات الرقيقة التي لا تهتم بتحقيق رضا الله عز وجل وجعلوها أساس سياستهم، بدلاً من الأعمال الصالحة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى.

 

على الرغم من صحة كلمات أردوغان فيما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي، يجب أن نذكر أن هذه الكلمات لا تحمل أي معنى، لأنها لا توضع موضع التنفيذ، كما ويتم اتخاذ إجراءات تتعارض مع كلمات البيان. فالكلمة بدون أفعال لا طائل من ورائها، والكلمات والأفعال بدون نوايا حسنة هي بدون جدوى. وقياس الكلمة، يكون بالفعل والنية الصادقة وتوافقها مع أحكام الله. فالهدف من وراء الذين يحكمون جميع مجالات الحياة بقواعد النظام الرأسمالي العلماني، ومن يواصلون العزف على النظام الاقتصادي الإسلامي، ليس أكثر من استغلال لمشاعر المسلمين، فالنظام الاقتصادي الإسلامي غير مطبق في نظام الحكم.

 

إذا كان أردوغان مخلصاً حقاً في كلماته، فإنه سيقبل في المقام الأول حقيقة فساد النظام الديمقراطي العلماني الحالي ويبتعد عن تطبيقه على المجتمع. ومن ثم سيبذل قصارى جهده لتطبيق الإسلام كاملا. وكما ذكرت من قبل، فإن الكلمة يجب أن يرافقها عمل، وأي عمل لا يوافق الشريعة الإسلامية الإلهية، لا يعد شيئاً. وفوق كل ذلك، فإن حقيقة أن الحزب وزعيمه الذي روج للربا وورط أغلبية المجتمع فيه هم الذين يشكون منه ويتحدثون عن الاقتصاد الإسلامي، وهذا أمر غريب للغاية!

 

يبدو أن أردوغان لا يعتبر القرض بنسبة ربا منخفضة من ضمن حزمة الدعم التي يعلن عنها كل يوم على أنها ربا، ونسي كلماته "الربا حقيقة في العالم".

 

الكلمات البراقة والخادعة لأولئك الذين يجمعون مليارات الدولارات سنوياً من خلال أسعار الربا ومن خلال الضرائب التي يتم جمعها من الناس من أجل الحفاظ على عجلة القيادة الدوارة، والذين لا يقومون بأي عمل بدون ربا، والذين يزينون قروضهم القائمة على الربا كمساعدة للناس هي عبارة عن سم يتفشى في الناس. فيجب على المسلم الامتناع عن الحرام والخطايا وانتهاك الحرمات، وهذا مقدم على الواجبات والأعمال الصالحة. فالقضاء على النظام العلماني الديمقراطي ومخلفاته التابعة لجميع أشكال الحرام والاضطهاد والفتنة والفساد والرشوة والظلم والمصلحة، أكثر أهمية بكثير من كلماتك الخيالية، هذا بالإضافة إلى الزنا والمقامرة والخمور المحركة للسياحة في بلده.

 

نعم، إن النظام الاقتصادي الإسلامي هو النظام الوحيد الذي يمكنه حل الأزمات الحالية والأزمات القادمة، بما يتوافق مع الفطرة البشرية والعدالة، ومع ذلك، لا يمكن أن يوجد هذا النظام الاقتصادي داخل أنظمة بشرية باطلة لأن قوانينها العامة ستؤثر عليه بشكل أو بآخر.

 

وبما أن النظام الاقتصادي الإسلامي جزء من نظام الخلافة، فإن تطبيق هذا النظام في الحياة سيكون بعد إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وبعد ذلك، سيتم كسر نوبة الكلمات الخيالية للمخادعين وسيتم كشف النقاب عن قبح النظام الرأسمالي الوحشي الذي يمتص دماء المسلمين. وهكذا، سيشهد المسلمون بشكل خاص والإنسانية بشكل عام نعيم عدل الإسلام وصلاحه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالخميس, 25 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع