الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أعوام عديدة ونحن نقول: عيد بأية حال عدت يا عيد؟ فماذا عسانا نقول هذا العام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أعوام عديدة ونحن نقول: عيد بأية حال عدت يا عيد؟
فماذا عسانا نقول هذا العام؟

 


الخبر:


بعد أيام نودع شهر الخير والبركات شهر المغفرة والعتق من النار ونستقبل أيام عيد الفطر السعيد، والمسلمون محرومون من صلوات الجمع والجماعات والاعتكاف والتراويح، وسيحرمون من صلاة العيد وبقية السنن من تبادل الزيارات للتهنئة وصلة الأرحام... فقد أجازت دائرة الإفتاء العام في الأردن أداء صلاة العيد في المنازل نظرا للظروف الاستثنائية وانتشار وباء كورونا المستجد وحفاظا على سلامة أرواح الناس وصحتهم. (عمان – الدستور 2020/05/18)

 

التعليق:


منذ أن غابت شمس الخلافة وفقدت الأمة الإسلامية أمها الرؤوم وراعيها وحاميها الذي تقي نفسها به من أعدائها، ولسان حال كل مسلم عندما تحين أيام عيد الفطر أو الأضحى يقول قول المتنبي: "عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى أم بأمر فيك تجديد".


سنوات طويلة مضت ما عاد للعيد فيها لون ولا طعم ولا رائحة، ضاعت الأرض وانتهك العرض وماتت الكرامة، وأسرانا في السجون ظلما وعدوانا، واللاجئون والمشردون في سفر دائم، لا يكادون يضعون رحالهم حتى يبدأوا رحلة أخرى أكثر وطأة وأشد تنكيلا، وفي قوارب الموت إما أن يفقدوا حياتهم فيكون عمق البحر مقبرة لهم، أو يتيهون في عرض البحر لشهور يبحثون عن شاطئ يسمح لهم باللجوء إليه، وإن وجدوه فليستعدوا لعيش الذل والمهانة، وانتظار ساعة التهجير التالية، حسب الرياح السياسية.


في كل عيد تخرج علينا الأنظمة العميلة الجاثمة على صدورنا تتمنى لنا عيدا سعيدا، فكيف نسعد والعيش بكرامة يكاد يكون معدوماً؟! غلاء فاحش وسلع نادرة محتكرة وفقر مدقع، وخيراتنا في أيدي أعدائنا لا نستطيع الاقتراب منها.


واقع لم يتغير، و"ما أشبه الليلة بالبارحة" وإن ازداد سوادها، ففلسطين تئن وتنزف، والأقصى أسير، وكيان يهود مستمر في غيه وتجبره.


أرض المسلمين تنتقص من أطرافها، فالعراق وأفغانستان احتلتهما أمريكا، وعداء وتمييز من الصين تجاه المسلمين في تركستان الشرقية، ومن روسيا تجاه الشيشان، ومن الهند تجاه أهل كشمير، وفاتورة الدم في سوريا واليمن وليبيا لا يزال عدادها يدور...


وفي هذا العام، في زمن ما عاد للأحكام الشرعية في الأعياد في واقعنا وجود، اللهم سوى العبادات التي نؤديها كالتزاور وصلة الأرحام ولقاء الأحبة، حتى هذه! يتأهب المسلمون لاستقبال عيد الفطر هذا العام وهم محرومون منها، ولسان حالهم يقول: عيد وبأية حال عدت يا عيد، بما مضى وزيادة، ففيك "تشويه أحكام وحجر وتضييق وتشديد"!!


فالرئيس التركي أردوغان، أعلن فرض حظر تجول في جميع ولايات البلاد، اعتبارا من السبت ولمدة أربعة أيام خلال عيد الفطر. وكذلك الأمر في كل من السودان وإقليم كردستان شمالي العراق وغيرها من الدول، وأجازت دائرة الإفتاء العام في الأردن أداء صلاة العيد في المنازل نظرا للظروف الاستثنائية وانتشار وباء كورونا المستجد وحفاظا على سلامة أرواح الناس وصحتهم. (عمان – الدستور 2020/05/18)


إن النظام الأردني والذي يدعي معارضته لسيادة يهود على المسجد الأقصى، استخدم دائرة أوقاف القدس التابعة له بموجب اتفاقية وادي عربة في تمرير مؤامرة نسجت خيوطها تحت الذرائع الصحية ومنع تفشي فيروس كورونا، وبفضل من الله تكشفت حقيقة هذه المؤامرة، فتحت ضغط مجموعات الهيكل على محاكم يهود للسماح لهم باقتحام المسجد الأقصى في 29 من شهر رمضان، وإعطاء محكمة يهود العليا مهلة لحكومة الاحتلال للكشف عما إذا كان هنالك اتفاق مع الأردن، انكشف المستور عن اتفاقٍ حصل بين الخارجية الأردنية ونظيرتها لدى كيان يهود واستعانت بالسلطة الفلسطينية على إغلاق المسجد الأقصى، فقد أكد مفتي السلطة الفلسطينية أن المسجد الأقصى سيبقى مغلقا باقي أيام شهر رمضان وعيد الفطر. فحسبنا الله ونعم الوكيل.


إنه لو كان العيد كأي مناسبة دنيوية لما اهتم المسلمون به، لكنه شعيرة إسلامية لا بد من إحيائها والالتزام بالأحكام الشرعية المتعلقة بها وبإبراز مظاهر الفرحة فيها، ولن يتحقق هذا إلا على يد خليفة المسلمين الذي لا يسمح بتدخل الغرب الكافر في بلاد المسلمين وأحكام دينهم.


فلنجعل من هذا العيد الحزين نقطة انطلاق نحو الهدف المنشود (استئناف الحياة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة) لتعود للعيد بهجته الإسلامية ويرى العالم أجمع ما هو الواقع الشرعي الصحيح لأعياد المسلمين.


﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله

 

آخر تعديل علىالأحد, 24 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع