الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
طواغيت آسيا الوسطى يستعدون لتوريث السلطة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

طواغيت آسيا الوسطى يستعدون لتوريث السلطة
(مترجم)

 


الخبر:


في 17 نيسان/أبريل، أفادت وكالة أنباء راديو ليبرتي على موقعها على الإنترنت بأنه: "تم انتخاب رستم إمام علي، عمدة دوشنبه والابن الأكبر لرئيس طاجيكستان، رئيساً للمجلس الوطني، وهو المجلس الأعلى في البرلمان، وأصبح قانونياً ورسمياً الشخص الثاني بعد رئيس الدولة.


ففي 17 نيسان/أبريل، عقدت الدورة الأولى للمجلس الأعلى لجمهورية طاجيكستان في اجتماعه السادس. وأفادت الخدمة الصحفية لرئيس طاجيكستان أن رستم إمام علي تم ترشيحه لمنصب رئيس المجلس الأعلى من عضو في المجلس الوطني أوديلزودا دلبار رحيم. وفي اقتراع سري أدلى جميع أعضاء المجلس الوطني بأصواتهم لصالح عمدة العاصمة".

 

التعليق:


تكتسب ممارسة نقل السلطة العليا بالوراثة زخما في بلدان آسيا الوسطى. لقد ظل الحكام الدكتاتوريون لهذه الدول في السلطة لعقود. لم يكن من السهل عليهم الاحتفاظ بالسلطة في البلاد. فمن ناحية، من الضروري كبح جماح شعب يريد باستمرار تحرير نفسه من الديكتاتورية ويسعى لاستعادة الحياة في ظل الشريعة الإسلامية. ومن ناحية أخرى، المجتمع الدولي، ممثلا برعاة المستعمرين، الذين وضعوا قوانين دولية، وشعارات كاذبة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير. من أجل الامتثال للمتطلبات والقوانين الدولية، وعدم إدراجهم في قائمة الديكتاتوريين الذين لا صديق لهم، وعدم الوقوع تحت طائلة العقوبات، كان عليهم استخدام المكيدة، بمساعدة الانتخابات المزورة لتتوافق مع قوانين المجتمع العالمي. لذلك يبقى الطغاة في السلطة ويواصلون جرائمهم ضد الإسلام والمسلمين.


أُجريت التغييرات الأخيرة على دستور طاجيكستان في 2016، وكانت التغييرات الرئيسية تتعلق بالسلطة العليا. حيث لم يكن من الممكن سابقا إعادة انتخاب رئيس الدولة لهذا المنصب لعدد غير محدود من المرات، وبعد إدخال تعديلات على الدستور، أصبح ذلك ممكناً. كان منصب رئيس الدولة محدوداً سابقاً بالحد الأدنى العمري 35 عاماً، وتم تخفيضه الآن إلى 30 عاماً، ما سيسمح لابن الرئيس رستم إيمومالي بأن يصبح رئيساً للدولة. ومن بين التغييرات الأخرى، تم تمرير قانون يحظر تشكيل الأحزاب السياسية الدينية. يعلم الجميع تاريخ طاجيكستان ما بعد السوفييتية الغنية بالأحزاب السياسية الإسلامية التي حاربت من أجل السلطة في البلاد. الآن، لا يوجد حزب سياسي إسلامي واحد لديه الحق في الوجود في البلاد، ناهيك عن النضال من أجل السلطة.


وبهذه الطريقة قام رئيس الدولة إمام علي رحمون بالتملص من شيخوخته. فإذا بقي في السلطة، سيكون هناك ابن بجانبه يسانده في أية لحظة. وإذا قرر ترك السلطة، فمن الطبيعي أن تنتقل إلى وريثه، الذي سيحميه، ولن يدع للمظلومين الذين يحلمون بالانتقام ومعاقبة الديكتاتور مجالا.


جرت التغييرات على دستور البلاد في كل من طاجيكستان وتركمانستان وكازاخستان. قدم رئيس كازاخستان الأول، نور سلطان نزارباييف، مشروع قانون إلى البرلمان لتعديل الدستور لإعادة توزيع سلطة الدولة بين فروعها. وهكذا، فعل ذلك، وعلى الرغم من ترك منصب رئيس الدولة، فقد احتفظ بالقرار الأخير، ويمكنه في أي وقت إعادة النظر في قرار الرئيس. رئيس تركمانستان قربانقلي بردي محمدوف يعد أيضا بديلا عن نفسه في شخص نجله سردار بردي محمدوف.


هؤلاء الحكام، الذين أعلنوا أنفسهم قادة الأمة والمدافعين عن الوطن، لا يهتمون في الواقع، بمشاكل الشعب. كل ما يريدونه هو قوة وثروة تلك الدول التي استولوا عليها بالقوة والخداع. إن السهولة التي يغيرون بها القوانين الأساسية التي ابتدعوها هم أنفسهم كدستور للبلد، وكيفية نقل السلطة إلى أبنائهم، تثبت مرة أخرى أنهم لا يؤمنون بالقوانين التي اخترعوها هم أنفسهم، وحتى عند كبرهم، فهم لا يريدون التخلي عن السلطة والثروة المنهوبة من الناس.


أيها المسلمون! ديننا الإسلام، ونظام الحكم الذي أمرنا الله به هو نظام الخلافة، الذي يتم فيه تنصيب الخليفة بالبيعة، على الحكم بما أنزل الله. قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ﴾، ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ﴾.


وعن عبد الله بن عمر قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ: «مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» (رواه مسلم)


أيها المسلمون! لقد أناط بنا الله تعالى واجب وضع الإسلام موضع التنفيذ، ودون الخلافة والحاكم الصالح على رأس هذه الدولة، لا يمكننا الوفاء بمسؤولياتنا كما أراد الله سبحانه وتعالى. سارعوا إلى العمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. والله معكم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 16 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع