هكذا سيبقى العملاء ملوكاً ورؤساء في زمن الرويبضات

الخبر:

تعتزم اللجنة الدستورية السورية اليوم الأربعاء عقد أول اجتماعاتها بمشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن.

وكانت جنيفر فينتون المتحدثة باسم بيدرسن أعلنت الثلاثاء أن جميع أعضاء لجنة مناقشة الدستور وصلوا إلى جنيف تمهيداً لبدء اجتماعات اللجنة يوم غد الأربعاء... (أخبار سوريا)

التعليق:

هذا مثال حي لمن ضُبعوا ودُجّنوا وقبلوا بالدنية في دين الله عز وجل في هذا الواقع البئيس التعيس والزمان الجاهلي الرديء، حيث إن اجتماعاتهم ودراسة أحوالهم ووضع الخطط والحلول لمشاكلهم لا تتم في بلادهم، بل في بلد ادعوا زوراً وبهتاناً أنها بلد محايد (جنيف)! هكذا تفننت الدول الكافرة المستعمرة للتضليل السياسي والتعمية على الشعوب المسلمة التي استعمرتها لتبقى جاثمة على صدورها حابسة لأنفاسها حتى لا تنفك القيود والأغلال من يديها وتصحو على نفسها وتتخذ الإجراء العملي لتتحرر من مستعمريها.

والأدهى والأمر من ذلك أن هذه اللجان السفلى (العليا) يترأسها جهارا نهارا وعلانية المبعوث من هيئة الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن!

إن سوريا كانت مؤهلة لإقامة الخلافة ما قبل تسليم حزب البعث الحكم الذي سلمته بريطانيا له وهو ليس مؤهلا في ذلك الوقت لاستلام دفة الحكم فيها، فقد سلمته بريطانيا دفة الحكم خوفا وهلعا من أن يقفز حزب التحرير على الحكم منذ ذلك الوقت لعلمها بأن فطرة الشعب السوري أنه محب بشغف للإسلام، حيث سلمت الحكم لحزب البعث وهو مسلوق سلقاً ولم يكن ناضجا لمثل هذا الأمر.

ومن هنا كان تركيز التآمر البريطاني على سوريا، لكن لم تدم تبعيته طويلا لبريطانيا كما لم تدم لفرنسا أيضا بعد اقتسام دول الكفر لولايات وبلاد المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية، فلقد انقلب حافظ الأسد على بريطانيا لانضباعه بجمال عبد الناصر وتحولت عمالته لأمريكا منذ ذلك الوقت ولم تزل قيادة حزب البعث متفانية في عمالتها لها.

لكن الأمر سينقلب على رؤوس الكفار ودولهم ومن سار معهم وتآمر على نفسه أولاً وأمته من بعده لدنيا لم تدم لأحد من مخلوقاته من بعدهم جميعاً، حتى تستقر له ولمن ناصب العداء لله سبحانه وتعالى، لا بل جعل الألوهية في التشريع وسن القوانين من دونه عز وجل! والله توعد من عصاه أنها ستنقلب معصيته عليه نفسه أولاً، وبشر من أطاعه وسار على هداه سبحانه حيث قال في كتابه الكريم: ﴿وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير