الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المطلوب هو التحرر من سياسة الهيمنة الاستعمارية الأوروبية على تونس وليس مجرد إيقاف التفاوض حول "الأليكا"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المطلوب هو التحرر من سياسة الهيمنة الاستعمارية الأوروبية على تونس

وليس مجرد إيقاف التفاوض حول "الأليكا"

 

 

 

الخبر:

 

الشروق 2019/07/08 - أعلنت جريدة الشروق أن الحكومة التونسية قررت تجميد المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية التبادل الحر والشامل المعروفة باسم "الأليكا". ونقلت الجريدة عن الحكومة أنها "لم تتلق من الجانب الأوروبي تفاعلا إيجابيا حول التحديات التي يطرحها تحرير القطاع الفلاحي مع أوروبا". كما ذكرت أن الحكومة تمسكت بمطلب الإلغاء الكامل للحواجز القائمة أمام تنقل الأشخاص -الفيزا - إلى جانب الاعتراف المتبادل بالشهادات والكفاءات.

 

التعليق:

 

يبدو أن رئيس الحكومة في تونس يوسف الشاهد والفريق المحيط به ما زالوا يطمعون في إمكانية توسيع قاعدته الانتخابية استعدادا للانتخابات القادمة، وذلك بالتظاهر بمسايرة بعض المطالب الشعبية، ومحاولة الركوب على طموحات الجماهير ورغبتها في التحرر من هيمنة الأوليغارشيا الأوروبية وسياساتها الاستعمارية والتي منها توسيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

 

فالمتابعون للأوضاع في تونس يعلمون أن الحكومة فتحت باب التفاوض مع الاتحاد الأوروبي منذ خمس سنوات، وأنها استخدمت كل منصاتها الإعلامية لإقناع الرأي العام زورا بجدوى هذه الاتفاقية رغم المعارضة العامة لها والتي شملت رجال الأعمال والفلاحين والكثير من السياسيين، وأن يوسف الشاهد نفسه سبق أن وعد قادة الاتحاد الأوروبي في 2018 بإمضاء اتفاقية "الأليكا" سعيا منه للحصول على دعمهم للبقاء في الحكم.

 

لكن ضعف الحكومة وتفككها وصراع الأجنحة داخلها بولاءات مختلفة وانكشافها المتزايد أمام جماهير الأمة هو الذي دفع الشاهد إلى المناورة السياسية وتبني بعض المطالب التي جاهر بها المخلصون من أبناء الأمة في ندواتهم وبياناتهم السياسية والإعلامية وفي مقدمتهم شباب حزب التحرير، فكان إعلان الحكومة عدم تجديد اتفاقية الملح مع فرنسا في 2019/2/27 والذي لا تزال تنهبه فرنسا منذ 1949، وكان الإعلان الأخير بتجميد المفاوضات حول توسيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي تسبب في تدمير النسيج الصناعي في تونس وإغلاق آلاف المصانع وإحالة الآلاف من العمال على البطالة وتفاقم ظاهرة الهجرة وقوارب الموت.

 

إن القرارات المصيرية التي تخلص تونس والأمة الإسلامية من الهيمنة الاستعمارية الغربية لا يمكن أن تصدر ممن كانوا أعوانا للمستعمر وطرفا في تنفيذ سياساته، ولا يمكن أن تكون مزايدة سياسية في حملة انتخابية باهتة. إن التحرر من المستعمر لا يقوم به إلا الحزب المبدئي المتميز عن الهيمنة الاستعمارية فكريا وسياسيا وحضاريا ووفق برنامج سياسي فكري وحضاري شامل أساسه مفاهيم الإسلام وثروته التشريعية العظيمة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد مقيديش – حزب التحرير/ ولاية تونس

آخر تعديل علىالخميس, 11 تموز/يوليو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع