- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هكذا يتصرف الرؤساء؟!
الخبر:
أثناء زيارة رئيس جمهورية لبنان ميشال عون إلى روسيا الاتحادية خاطب رئيسها بوتين شاكرا إياه على دوره في حماية النصارى والدفاع عن وجودهم في المنطقة متمنيا عليه الاستمرار في الدفاع عنهم وحمايتهم في المستقبل.
التعليق:
لا أعرف السبب الذي دعا رئيس جمهورية لبنان ليطلب من رئيس روسيا بوتين الاستمرار في الدفاع عن النصارى في المنطقة ومنها لبنان بل وشكره على القيام بذلك! ولكن وبما أنه يفترض أن يكون راعيا لشؤون اللبنانيين، حسب الدستور الذي يؤمن به، كان على كل من يحمل الجنسية اللبنانية أن يسأله سؤالا مهما عن السبب الحقيقي الذي جعله يشكر بوتين على حماية النصارى في المنطقة. وهل هو رئيس المنطقة؟ ومن فوضه لهذا الطلب؟!
وحتى النصارى... هل فوضوه للحديث باسمهم وطلب الحماية لهم ليقوم بهذا الأمر الذي يخرج عن الأطر الدستورية التي يؤمن بها والتي تحصر صلاحياته في لبنان فقط وليس خارجه وبشكل قاطع ليس فيه أدنى شك؟!
وهل فوضه أهل لبنان للتحدث باسمهم وبكل فئاتهم للطلب من بوتين حماية النصارى وشكره على ذلك مع علمه أن أكثر أهل لبنان ليسوا من النصارى، وأنه ليس هناك ما يهددهم أو يخيفهم خاصة من جهة المسلمين...؟!
صلاحيات أي رئيس دولة تقتصر على دولته فقط... فكيف تطلب الحماية للنصارى في المشرق كما قلت يا رئيس الجمهورية اللبنانية؟!
ومن جهة أخرى لم تقل لنا ممن تريد حماية النصارى على الأقل في لبنان؟!
أما في المنطقة فما يحصل فيها فإنك تعرفه قبل غيرك، أو يفترض ذلك، إن المسلمين، وهم أغلبية سكان المنطقة، هم الذين يتعرضون لأبشع أنواع القتل والتشريد والتعذيب والإهانة من الحكام ومن أمريكا وروسيا التي تشكر رئيسها بوتين على حمايته للنصارى وهو الذي يقتل المسلمين في سوريا على الأخص لحماية النظام.
فإن كان طلبك إنسانيا بحتا فلا أظن بأن النصارى هم وحدهم الذين يحتاجون إلى حماية حقيقية ورعاية حقيقية، بل كل أهل المنطقة مسلمين وغير مسلمين يحتاجون إلى رعاية كل شؤونهم وحمايتهم ولكن من الغرب وعلى رأسه أمريكا ومعها روسيا التي أوكلت إليها أمر قتل المسلمين في سوريا. فأمريكا وروسيا ودول الغرب هي رأس الإرهاب التي تحتاج شعوب العالم كله للحماية من قتلهم وجشعهم وتوحشهم...
أما كيف يكون ذلك فسأشرح لك يا رئيس الجمهورية باختصار:
المنطقة الإسلامية تغلي محاولة التخلص من الغرب وعلى رأسه أمريكا وروسيا وأوروبا، وخير دليل على ذلك ما يحصل في السودان والجزائر وما زال مستمرا رفضا لأنظمة الغرب وحكامه بالوكالة، وسيبقى هذا الحراك الشعبي الثائر مهما كان الأمر حتى تصل الأمة الإسلامية إلى هدفها الحقيقي والذي لا يكون إلا بإعادة الإسلام إلى الحياة وإلى الحكم ليكون عليها رئيس حقيقي جامع للأمة يطبق عليها شرع الله ويحمي جميع رعاياه مسلمين وغير مسلمين ومنهم النصارى ويقطع دابر الطامعين من أمريكا وفرنسا وكل الدول العدوة وبخاصة روسيا التي تطلب حمايتها وتشكرها عليه يا أيها الرئيس...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان