- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الثورة قدرنا والتحرر غايتنا مهما كان الثمن
الخبر:
أعلن "المنتدى العربي للتنمية المستدامة" التابع للأمم المتحدة في موقعه على شبكة الإنترنت يوم 11 نيسان/أبريل 2019 أنّ حالة من كل حالتي وفاة جراء المعارك في العالم تقع في المنطقة العربية وأنّه من بين 68.5 مليون نازح قسرياً في العالم، هناك 29 مليون أو أكثر من 40 في المائة منهم في البلدان العربية.
التعليق:
لا يحتاج الأمر إلى إحصائيات دقيقة كي يدرك المتابع البسيط والنزيه للأحداث الدولية أن المنطقة الإسلامية وتحديدا المنطقة العربية تمر في مخاض عسير تحاول من خلاله القوى الحية في الأمة الإسلامية كسر القيود الاستعمارية التي وضعها الغرب الصليبي منذ عقود، ولا يزال يحافظ عليها عملاؤه من أشباه السياسيين والعسكريين.
فالأرقام التي أعلن عنها "المنتدى العربي للتنمية المستدامة" لأعداد القتلى والمهجرين من بيوتهم هي جزء بسيط من الثمن الذي دفعته الأمة الإسلامية ولا زالت تدفعه لأنها تجرأت على الثورة ضد حكامها من الذين يحظون بدعم الغرب وتأييده كما ظهر ذلك بوضوح في لقاء السيسي الأخير بترامب.
لقد أصبحت الفوضى والاقتتال الداخلي واستباحة الدماء والأعراض والممتلكات بكل أنواع الأسلحة، أدوات للثورات المضادة التي تقودها الدولة العميقة، بأجهزتها الإدارية والأمنية والعسكرية ضد جماهير الأمة المطالبة بالتغيير الجذري والتخلص من الاستعمار وأذنابه. وما حدث في مصر واليمن وسوريا وليبيا خير شاهد على ذلك، وما نشاهده هذه الأيام في السودان والجزائر من محاولات الالتفاف على الثورة والتضحية بشخص الرئيس مقابل الحفاظ على النظام الفاسد هو مثال آخر على استماتة الغرب ونخبه الفاسدة في وأد ثورة الأمة والاكتفاء بالتغييرات الشكلية التي تمس شخوص النظام دون المساس بأسس النظام وعقيدته السياسية والعسكرية.
لكن ثورة الأمة ما زالت متواصلة والوعي الثوري في ازدياد ملحوظ وجماهير الأمة تنتظر الخلاص من النخب الفاسدة والعملاء على أيدي القوى الحية من شبابها حتى تتوج هذه الثورة بالتحرر الكامل من الاستعمار وأذنابه بخلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش