الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الديمقراطية تشجع السياسة المجردة من المبادئ لأنها نظام يقوم على المصلحة الذاتية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الديمقراطية تشجع السياسة المجردة من المبادئ لأنها نظام يقوم على المصلحة الذاتية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، قال رئيس الوزراء عمران خان بأن القائد الحقيقي للأمة دائماً ما يغير طريقه في اتجاه يو-تيرن ويغير استراتيجيته وفقاً للوضع والحاجة الراهنة. كان ذلك أثناء حديثه إلى الصحفيين الذين التقوا به في مكتب رئيس الوزراء. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء قوله: "إن القائد الذي لا يقوم بيو- تيرن (الدوران للخلف) في الوقت المناسب ليس قائدا حقيقيا". وأضاف رئيس الوزراء قائلاً: "يجب أن يكون القادة على استعداد دائماً للتنازل والدوران للخلف وفقاً لمتطلبات واجباتهم والمصلحة الفضلى للأمة".

 

التعليق:

 

ادعى رئيس وزراء باكستان عمران خان الدخول في الحياة السياسية لتغيير الثقافة السياسية في باكستان التي كانت تعاني من الفساد والمحسوبية. أسس "حركة الإنصاف الباكستانية" في عام 1996 ووعد أهل باكستان بأنه سيحقق العدالة في كل مجال من مجالات الحياة. وادعى بأن النخبة السياسية الحاكمة فاسدة ولا يمكن تغييرها، وبالتالي فإنه سيجلب وجوهاً جديدة. وصوّر نفسه على أنه محارب "مثالي" ضد ما يسمى "الوضع الراهن"، ورفع شعار "نايا باكستان" (باكستان الجديدة). ولكن حتى قبل مجيئه إلى السلطة، عاد عن كل مطالبه الطويلة، أحدها كان قبول السياسيين الحاليين في حزبه ليتمكن من الفوز في الانتخابات وهذا ما كان قد تعهد سابقا بعدم فعله. في الرابع من تموز/يوليو عام 2018، وقبيل الانتخابات العامة التي أجريت في 25 تموز/يوليو 2018، شرح عمران خان السبب في كون حوالي 70٪ من المرشحين الذين تم اختيارهم كانوا من بين أعضاء حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز أو حزب الشعب الباكستاني حيث قال: أنت تخوض الانتخابات للفوز. أنت لا تتنافس في الانتخابات لتكون فتى جيداً. الطبقة السياسية هنا لا تتغير كثيرا. يمكنك تقديم ممثلين جدد ولكن لا يمكنك تغيير الطبقة السياسية بالجملة". لذلك ومنذ فترة طويلة وُصف عمران خان من قبل خصومه على أنه السيد يو- تيرن لأنه عاد للوراء راجعا عن ادعاءاته الطويلة بعد أن تبناها.

 

ومن أجل تبديد هذا الانطباع القوي حول كونه رجلاً غير مبدئي، يحاول عمران خان الآن بغباء تبرير تحولاته. لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد زعيم ديمقراطي محصن ضد هذه السياسة غير المبدئية. في الديمقراطية لا يوجد مكان للمبادئ. المبدأ الوحيد في الديمقراطية هو أنه لا يوجد مبدأ إلا مبدأ المصلحة الذاتية. لذلك عندما ينظر سياسي ديمقراطي إلى أن آراءه وتأكيداته ومبادئه تعيق طريقه لتأمين مصالحه، فإنه ببساطة يتخلى عن مبادئه ومثله العليا، وهي ظاهرة منتشرة لدرجة أن السياسة في الديمقراطية تعتبر مرادفاً للكذب والخداع.

 

لن يرى الناس السياسيين المخلصين والصادقين الذين لا يتراجعون عن آرائهم وأفعالهم إلا عندما تعاد الخلافة على منهاج النبوة. هذا لأن السياسيين في الإسلام يجب أن ينصاعوا لأوامر الله سبحانه وتعالى الثابتة التي لا يمكن تغييرها أبداً. لذلك على كل سياسي أن يقول ويفعل ما يمليه عليه القرآن وتأمره به السنة.

 

﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ﴾ [طه: 123]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شاهزاد شيخ

نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان

آخر تعديل علىالخميس, 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الخميس، 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018م 23:26 تعليق

    بارك الله جهودكم الطيبة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع