الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تقوم بدورية في شرق الفرات مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وفي غربه مع تركيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تقوم بدورية في شرق الفرات مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وفي غربه مع تركيا

 

 

الخبر:

 

أدلى أكسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية بتصريح بشأن وضع أمريكا مكافأة 12 مليون دولار مقابل هوية 3 زعماء لحزب العمال الكردستاني. قال أكسوي "نحن نرحب بقرار الولايات المتحدة، وينبغي دعم هذه الخطوة بإجراءات ملموسة في العراق وسوريا". (الخبر)

 

التعليق:

 

تقوم أمريكا بدورية في شرق الفرات مع حزب الاتحاد الديمقراطي أما في غربه فتقوم بالدورية مع جنود تركيا. كذلك فأمريكا نفسها، على الرغم من وضعها حزب العمال الكردستاني على قائمة "المنظمات الإرهابية" إلا أنها من جهة أخرى تقوم بتقديم كل أنواع الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي والذي هو ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا. وأيضا أمريكا نفسها بينما تقف ضد الاستفتاء الذي أقامه بارزاني، فإنها تقوم بالوعود لإفساح مجال لحزب الاتحاد الديمقراطي على الطاولة السورية. وأخيرا أمريكا نفسها، وبينما كانت في أحد الأيام تناقش الدوريات مع حزب الاتحاد الديمقراطي، أعلنت الآن وضع مكافأة نقدية 12 مليون دولار على رؤوس كبار أعضاء حزب العمال الكردستاني مراد كارايلان وجميل باييك ودوران كالكان.

 

قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين، بشأن وضع أمريكا مكافأة على رؤوس 3 كبار أعضاء حزب العمال الكردستاني "نحن نفصل بين حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وبين حزب العمال الكردستاني. لا يمكنهم الخداع بذلك. وقد بيّنا مرات عدة أنه لا يوجد علاقة عضوية بينهم. ذلك عمل متأخر جدا. إذا قاموا بذلك فنحن نقابله بإيجابية، أما إن قاموا بذلك من أجل التستر على انخراط حزب الاتحاد الديمقراطي بصورة كبيرة، فإن الحقيقة ستظهر بعد 3 أيام".

 

استهدفت القوات المسلحة التركية قبل فترة عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي/ حزب العمال الكردستاني في شرق الفرات بنيران المدفعية. نيران المدفعية هذه بدأت في 28 تشرين الأول/أكتوبر في اليوم التالي للقمة الرباعية المنعقدة في إسطنبول. عقب نيران المدفعية التركية هذه، أدلى وزير الخارجية الأمريكي في 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 بالتصريح: "نشعر بقلق كبير من الهجمات الأحادية التي تتم في شمال غربي سوريا بينما أفراد الجيش الأمريكي موجودون في المنطقة". في المحادثة الهاتفية التي أجراها ترامب مع أردوغان كانت منبج أحد البنود على الساحة. ومن المرجح أن ترامب قام عبر المحادثة بنقل هذا القلق.

 

كما نذكر فإن أول لقاء وجها لوجه بين أردوغان وترامب كان في 16 أيار/مايو 2017. أما قبل زيارة أردوغان فإن الوفد المتشكل من رئيس أركان الجيش خلوصي أكار، ومستشار المخابرات هاكان فيدان، والمتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين كان في واشنطن من أجل المحادثات التمهيدية. فكما زُعم كان الوفد سينقل لمخاطبيه طلب قبول حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب كحزب إرهابي وإعادة غولن. إلا أن ترامب كان قد وافق على تقديم مساعدات السلاح إلى حزب الاتحاد الديمقراطي قبل ذهاب أردوغان إلى أمريكا. وهكذا يكون أردوغان قد حصل على إجابة للسؤال الذي ردده مرات عدة وهو: "هل أنتم معنا، أم مع الحزب الإرهابي هذا حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب؟" منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا لم يتغير أي شيء. حيث إن أمريكا في هذه الفترة تقوم بدعم حزب العمال الكردستاني وتدريبه وتحويله، وفي الوقت ذاته لا تزال تعطي أدوارا لتركيا. وبدل أن يقوم أردوغان بإلغاء زيارته قال: "سأقوم بنقل قلقنا إلى ترامب بنفسي"، وقال: "اللقاء الذي سنجريه لن يكون بمثابة فاصلة بل سيكون بمثابة نقطة". وبعد انتهاء اللقاء وجه أحد المراسلين سؤالاً إلى أردوغان: "هل تم وضع فاصلة أم نقطة، كيف تقيمون الوضع وإلى أي مرحلة توصلتم؟" فأجاب "إن وضعنا نقطة لا يجوز" فتركيا التي لم تستطع وضع نقطة قبل عام، ولا زالت تتحرك بشكل منفتح على جميع أنواع التعاونات، لن تقوم بوضع أي نقاط الآن وستواصل تعاونها.

 

في السياسة الخارجية بشأن المسألة السورية قامت تركيا بالخوض في جميع أصناف السياسة القذرة من معارضة الأسد، إلى دعم انتقال برئاسة الأسد، ومن دعم مشروط للجماعات المسلحة المعتدلة إلى زرع الفتنة بين الجماعات. حيث إنها في عمليات درع الفرات وغصن الزيتون نجحت في أن تكون درعا للأسد وليس للمدنيين السوريين. وبعد عدم جني أي ثمار من جنيف، حولت وجهة الجماعات المعارضة إلى أستانة وأجبرتهم على الاتفاقات. وآخر صنيعها تمثل بدرع لنظام الأسد بالتوقيع على قرار "مناطق وقف إطلاق النار". قامت تركيا بهذه جميعها فقط من أجل المصالح الأمريكية التي تدور في فلكها. والآن أمريكا تضغط على تركيا من أجل الاتفاق بتكتيكات الإلهاء وتغييرات الأسماء المتعددة التي تفصل بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.

 

أدلى مايكل بومبيو بالتصريحات التالية: لقد عملنا بشكل وثيق جدا مع الأكراد السوريين طوال فترة خدمتي في هذه الحكومة. أصبحوا شركاء ممتازين. نحن الآن نأخذ زمام المبادرة في وسيلة من شأنها أن تضمن لهم مكانا على الطاولة". في خطاب بومبيو هذا بتاريخ 10 تشرين أول/أكتوبر أثناء وليمة JINSA إحدى المؤسسات المهمة للوبي اليهودي في أمريكا، يفيد بعبارات قوية جدا ضرورة أن يكون أكراد سوريا جزءاً من الحل السياسي في سوريا. حتى إن أمريكا أوضحت عدم تقديم دعمها لأي حل لا يتضمنهم.

 

من ناحية أخرى قال الممثل الأمريكي الخاص في سوريا جيمس جيفري في تصريح أدلى به: "إن موقفنا واضح بما يتعلق بحزب العمال الكردستاني وخلافا لحزب العمال الكردستاني، فنحن لا نعرف وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية. ولم نفعل ذلك أبدأ. ولم نفعل ذلك قبل التدخل في سوريا أيضا. كما أننا نفهم القلق الأمني لتركيا. ونفهم قلقهم بشأن الصلات بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب. لهذا السبب نحن نتصرف بحذر شديد جداً. ففي المقام الأول، نحن نبلغ تركيا بما نفعل ولم نفعل". كما قال "إننا لا نرى أن حزب الاتحاد الديمقراطي "منظمة إرهابية". ولا يهمنا كثيرا كيف يرى الآخرون ذلك".

 

لذلك فإن أمريكا تطبق خططها في سوريا خطوة بخطوة بأيدي الدول أو المنظمات لا فرق. كما أن الخطط الأمريكية مهما بدت معقدة إلا أنها في الواقع واضحة. حيث إنها تستغل هذه الدول والمنظمات التي هي كالأذناب لها، فتلبي جميع رغبات أمريكا القذرة. كذلك فإن حملات أمريكا هذه تجاه حزب العمال الكردستاني مهما بدت مناقضة، إلا أنها أيضا متوافقة مع المصالح الأمريكية. فبينما تتخذ أمريكا موقفاً متشدداً من جناح (أوروبا) لحزب العمال الكردستاني، إلا أنها تقدم الدعم للعناصر الموالية لها مثل حزب الاتحاد الديمقراطي. حيث إنها لم تتخذ أي خطوة للوراء بهذا الشأن. فقدمت الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي رغماً عن تركيا. لأنها على علم كما أن تركيا لديها حكومة تطبق ما تشاء. حكومة لطالما لم تتمكن من وضع النقاط. فأمريكا من جهة تضع في فم الحكومة عسلا بتحديد مكافأة على رؤوس الجناح الإنجليزي لحزب العمال الكردستاني، ومن جهة أخرى تواصل استغلال حزب الاتحاد الديمقراطي في سبيل خطتها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عثمان أبو أروى

آخر تعديل علىالخميس, 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع