الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
من يزعزع استقرار الوضع في آسيا الوسطى؟ (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من يزعزع استقرار الوضع في آسيا الوسطى؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" في 25 أيلول/سبتمبر: "قال نائب رئيس الوزراء في قرغيزستان زهنيش رازاكوف الثلاثاء "إن تهديدات (الإرهابيين) في آسيا الوسطى ورابطة الدول المستقلة ككل تتخذ طابعا طويل الأجل"، وأضاف "لسوء الحظ، علينا أن نعترف بأن التهديد (الإرهابي) الذي يهدد بلدنا والقادم من أفغانستان آخذ في الازدياد. ووفقا لأجهزة الاستخبارات لدينا، فإن أعضاء المنظمات (الإرهابية) الدولية يتسربون إلى بلدان آسيا الوسطى. وكل هذا يجعل التهديدات (الإرهابية) في منطقتنا وفي رابطة الدول المستقلة ككل طويلة الأجل"، هذا ما صرح به رازاكوف في افتتاح اجتماع قادة وحدات مكافحة (الإرهاب) التابعة للوكالات الأمنية والدوائر الخاصة في بلدان رابطة الدول المستقلة، التي أجريت في إطار تدريبات مكافحة (الإرهاب).

 

التعليق:

 

في الآونة الأخيرة، بدأت أفغانستان بشكل متزايد تقلق جيرانها في آسيا الوسطى، وغيرهم، على الرغم من أنه منذ بداية الحرب، والغزو الأمريكي في أفغانستان، مرت 17 عاما، ولكن الوضع في البلاد لا يزال يعاني من الاضطرابات والتوترات. وكانت أمريكا قد أعلنت انتهاء العملية العسكرية في 2014 ولكنها لا تزال تحتفظ بوحداتها العسكرية في البلاد، ومنذ ذلك الحين، خفض الأمريكيون وزادوا من وجود معسكراتهم وجيشهم، واليوم في أفغانستان هناك رسميا 15000 جندي أمريكي، وتضم الحكومة المحلية حوالي 300,000 جندي.

 

على الرغم من السنوات الطويلة من الحرب ووجود المعسكرات والمعدات، إلا أن المستعمرين متمثلين بأمريكا فشلوا في هزيمة طالبان وقمع معنويات المجاهدين والمقاتلين، ولا تزال حركة طالبان تحتفظ بمواقعها في الشمال ولا تعطي السلطات المحلية والمستعمرين الذين هاجموا البلد من الغرب أية راحة.

 

ولكن ما هو التهديد الحقيقي الذي يأتي من حركة طالبان ويهدد بلدان آسيا الوسطى؟ وبأي نوع من التهديدات يتعلق قول نائب رئيس الوزراء السيد ز. رازاكوف في بيانه: "التهديد (الإرهابي) لبلدنا، القادم من أفغانستان"، ومَن هم "أعضاء المنظمات (الإرهابية) الدولية"؟؟

 

حتى الآن، لم تحرر حركةُ طالبان أفغانستانَ من المستعمرين وعملائهم على رأس حكومة البلاد، ناهيك عن أن يستطيعوا التغلب على بلدان آسيا الوسطى أو زعزعة استقرار الوضع هناك، وخاصة قرغيزستان التي لا حدود لها مع أفغانستان، وبين أفغانستان وقرغيزستان تقع طاجيكستان، المتخمة بالقوات العسكرية والمعدات الروسية.

 

أما بالنسبة إلى "التهديدات الإرهابية" و"أعضاء المنظمات الإرهابية"، فإن هذه المصطلحات، كقاعدة عامة، يستخدمها الكفار المستعمرون ضد الإسلام والمسلمين. وعندما يدلى بهذه التصريحات، في المقام الأول، يتم اتهام المسلمين الأبرياء، وبموجب هذه الشعارات، يهاجم الكفار المستعمرون أراضينا بحثا عن الموارد الطبيعية والأموال السهلة، وفي الوقت نفسه ينفذون الإبادة الجماعية على جميع الناس، كما هو الحال في أفغانستان والعراق وبلاد أخرى.

 

فيتبين أن التهديد لا يأتي من حركة طالبان أو المجاهدين أو الجماعات الإسلامية الأخرى المشار إليها في البيان. وبالتالي ما الذي يقلق حكام بلدان آسيا الوسطى، ولا سيما أولئك الذين في السلطة في قرغيزستان، من ماذا هم قلقون؟

 

على الأرجح، يشير هذا البيان إلى أمريكا، فلدى أمريكا طموحات كبيرة لقهر جميع البلدان ولديها أحلام لحكم وسيادة العالم، ولكن اليوم، وبعد الحرب طويلة الأمد في أفغانستان، التي يشعر الأمريكيون بالتعب منها، لا تكاد أمريكا نفسها تريد زعزعة استقرار هذه المنطقة، التي يبدو أنها تجلس على برميل بارود، واليوم، تركز أمريكا على الألاعيب الاقتصادية والسياسية في هذه المنطقة، وعلى وجه الخصوص، لدى أمريكا خطة تسمى "آسيا الوسطى الكبرى". وكجزء من هذه الخطة، تريد أمريكا "إضفاء الطابع الديمقراطي" على هذه المنطقة، والغرض من ذلك هو فصل الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى عن النفوذ الروسي، وتوحيدها في منطقة واحدة مع أفغانستان. وقد أعرب وزير الخارجية الروسي لافروف مرارا وتكرارا عن هذه الفكرة واتهم أمريكا بمحاولة فرض الهيمنة على المعاملات الاقتصادية في هذه المنطقة لصالحها.

 

ويتبين أن الطموحات الأمريكية لا تعطي الراحة لروسيا، التي بدورها ترهق السلطات في بلدان آسيا الوسطى، وخاصة أولئك الذين هم على رأس قرغيزستان، وساحة المعركة بين المستعمرين، ممثلة بأمريكا وروسيا، وآسيا الوسطى، في هذه الحالة هي قرغيزستان.

 

جميع أنواع "زعزعة الاستقرار والتهديدات الإرهابية" سوف تختفي من هذه المنطقة عندما يختفي هؤلاء الحكام الفاسدون وأسيادهم من المستعمرين، إن السلام والازدهار في مناطق آسيا الوسطى لن يأتي إلا عندما يحيي مسلمو هذه الأراضي الحكم الإسلامي على نهج النبوة، بعد إقامة دولة الخلافة الراشدة وبعد وجود حاكم صالح، خليفة المسلمين، فإن المسلمين، بإرادة الله سبحانه وتعالى، سيجدون السلام والأمان والراحة. قال r: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالسبت, 27 تشرين الأول/أكتوبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع