الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ألا يكفيكم تقليدا أعمى ودخولا لجحور الضب؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ألا يكفيكم تقليدا أعمى ودخولا لجحور الضب؟!!

 

 

 

الخبر:

 

"على مدى الأيام الماضية، ضجت مواقع التواصل بفيديوهات ما يسمى "تحدي رقصة كيكي"، وهي رقصة يؤديها الفرد بعد ترجله من سيارة أثناء سيرها، وقد وصل التحدي فيها إلى العالم العربي، ورغم التحذيرات التي أطلقتها دوائر المرور في العديد من الدول، فقد أصبح من أكثر الهاشتاغات المتداولة على منصة التواصل "تويتر". وسرعان ما ظهرت فيديوهات لأشخاص يسقطون من السيارة، لعدم تمكنهم من الوقوف وهي تسير، وآخرين تصطدم بهم سيارات أخرى، ويتعرضون إلى حوادث مروعة، مما جعل بعض الدول مثل مصر والإمارات والسلطة الفلسطينية والأردن تتخذ إجراءات قانونية ضد من يؤديها بسبب الخطورة على سلامتهم وحياتهم".

 

التعليق:

 

تزداد سطحية الفكر عند العديد من الشباب في العالم العربي، وهوس التقليد الأعمى بلا تبصر ولا تفكر. حيث نرى تقليداً لقصات الشعر الغريبة والأزياء الخادشة للحياء والبعيدة حتى عن الذوق السليم، ناهيك عن بعدها عن الدين والعادات، مثل البناطيل الممزقة والملابس الضيقة، وتشبّه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. وغير ذلك من مظاهر وسلوكيات يقلدون بها الغرب دون نظر أو تمحيص، والآن هذا التحدي السخيف الغبي، مصداقا لقوله r: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَن».

 

ما يحصل هنا يدل على الفراغ الفكري وضعف شخصية المقلدين واضطرابها. حيث كلما ظهرت موضة أو تقليعة سارعوا إلى تقليدها والتشبه بها دون النظر إلى مشروعيتها وفائدتها وتوافقها مع الدين والأخلاق. حيث يكون مثل هؤلاء مبهورين معجبين بالغرب وحضارته دون النظر إلى ما يعانيه من شرور وتفسخ وقلق واضطراب. فالعديد منهم جاهل بأحكام الدين أو منصرف عنها بأمور تخالفه. ولا ننسى غياب الدور التوجيهي للأبوين والرقابة والرعاية الأسرية، وإهمال الآباء في متابعة أبنائهم وإرشادهم، بل هناك من يساعدهم على ذلك بما يوفرونه لهم من أشياء وتسهيلات مادية بدون توجيه أو رقابة. وكذلك غياب القدوة الحسنة لهؤلاء الشباب مع تغييب التاريخ الإسلامي الزاخر بشخصياته ورجالاته الحقّة، مضافاً إليه غياب دور المدرسة الصحيح في التعليم والأخلاق والقيم، وسيادة دور الإعلام الخبيث الذي يجعل سقط المتاع من ممثلين ومغنين مثالا لهؤلاء الشباب يريدون الاحتذاء بهم والعمل مثلهم، خاصة بعدم وجود هدف محدد جيد يسعون إلى تحقيقه بغياب الدولة الراعية وانتشار الفساد والمحسوبيات والبطالة والعنف والفقر عند الكثير منهم.

 

فيا معشر الآباء ويا معشر الشباب، انتبهوا لما يُحاك ضد الإسلام من خلالكم لتمييع شخصياتكم وإضعاف إيمانكم بدينكم وإسلامكم وتشكيككم به وإظهاره أنه سبب تخلفكم وليس سبيل القوة والرفعة والحضارة، لتبقوا مضبوعين به وبحضارته الزائفة التي أنتم معجبون بها وهي فعليا أصل الفساد والدمار الأخلاقي والقيمي. اللهم ردنا إليك ردا جميلا...

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي (أم صهيب)

آخر تعديل علىالسبت, 28 تموز/يوليو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع