- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
استمرار القتل والموت في درعا
الخبر:
نقلت وكالة الأناضول التركية 2018/6/30 أنباء عن وفاة 15 سورياً فارين من درعا عند الحدود الأردنية بسبب الأمراض ونقص الطعام والشراب، ونقلت كذلك وكالات مختلفة استمرار قصف النظام وروسيا لبلدات درعا مسبباً مقتل العشرات.
التعليق:
لا ينتهي مسلسل القتل منذ سبع سنوات في سوريا إلا بالتسليم والاستسلام للمجرم بشار، هذا ما تريده الشرعة الدولية بقيادة أمريكا، لذلك سارعت أمريكا بإرسال رسالة إلى الثوار في درعا تدعوهم فيها إلى عدم توقع الدعم الأمريكي لهم لصد هجمات النظام وإيران وروسيا. إذ إن أمريكا وعبر غرفة العمليات في الأردن وبمشاركة المخابرات الأردنية كانت توهم الثوار بأنها معهم وتدعمهم، وكانت ترسل لهم بعضاً من الأموال المسمومة. ولكن عندما جاءت ساعة الصفر، أي تصفية الثورة في درعا فقد أركستهم أمريكا.
والمسلمون في درعا تحت الموت إلا أن يستسلموا للمجرم بشار، وذلك أن الكثير من الفصائل خاصة الرئيسية قد خانت دينها وشعبها وأصبحت رهناً لغرف المخابرات الأمريكية والأردنية، وتجرعت المال المسموم، فتهاوت عن القتال وأركست في طلب المصالحات (الاستسلام). والغريب في هذا المسلسل المتكرر أنه نسخة واحدة لا ثانية لها، فتماماً مثل أول مصالحة في حمص، حصل الاستسلام الكبير بطلب تركيا في شرق حلب، ثم في الغوطة الشرقية، ثم ريف حمص، واليوم درعا، وغداً بالتأكيد إدلب.
ورغم أن التكرار يعلم حتى الأغبياء، إلا أن قادة الفصائل الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين، بقبولهم المال المسموم، والانقياد للمخابرات التركية والسعودية والأردنية التي لا تعرف إلا خدمة أعداء الله من الأمريكان والأوروبيين، نعم رغم التكرار فلم يتعلم أحد، فكان النظام يجمع قواه الخاوية ويركزها في منطقة واحدة، في الوقت الذي تضمن تلك المخابرات إسكات الثوار في مناطق أخرى، حتى يحقق النظام النصر كما حصل شرقي حلب، ثم الغوطة، ثم ريف حمص، واليوم في درعا، ولم يفهم قادة الثوار اللعبة، فيلدغون من الجحر نفسه مرات ومرات، وفي كل مرة يقتل المسلمون بالقصف والنار والجوع، فيتحمل وزرهم هؤلاء القادة ومعهم تلك المخابرات التي لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة.
وزيادة في الضغط من أجل دفعهم للاستسلام فإن الأردن وتحت شعارات وطنية زائفة يمقتها الإسلام يقفل الحدود، ويعلن بأن طاقته لاستيعاب اللاجئين قد وصلت منتهاها، فتركهم إما لقصف الطيران والمدافع، وإما ليلاقوا مصيرهم المحتوم تحت ظروف الجوع والبراري الحارة.
فهل يتعظ من بقي من الثوار في إدلب وما بقي من مناطق صغيرة فيشعلوا المعارك للتخفيف عن درعا، أم أنهم يستعدون للنشيد ليتني أكلت يوم أكلت درعا، بل يوم أكلت حلب؟!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري