الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق طبيب صلاح الدين وطبيب ترومان

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


نشر موقع بي بي سي خبرًا في 2015/6/9م ورد فيه: قبل ستة عقود، اتسمت علاقة يحكمها الأمن الإقليمي والنفط بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بالاضطراب، لكن رحلة سرية من الطبيب الشخصي للرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان لعلاج العاهل السعودي قربت الجانبين مع بعضهما البعض.

\n


في شباط/فبراير عام 1950، أرسل السفير الأمريكي لدى السعودية طلبًا غير متوقع وغير معتاد إلى وزارة الخارجية الأمريكية. وجاءت رسالة الطلب كالتالي:

\n

 

\n

\"جلالته يطلب مساعدتنا في الحصول على خدمات فورية لأخصائي بارز يمكنه أن يتوجه برفقة أحد المساعدين إلى السعودية لفحصه وعلاجه من التهاب المفاصل المزمن الذي يعاني من آلامه على نحو متزايد وأصابه بالوهن\".. وكان المقصود بجلالته في الرسالة، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي عرف عند الغرب اختصارًا باسم ابن سعود.

\n


ومن أهم الجمل التي وردت في الخبر:

\n


... وكانت هناك مفاوضات جارية بشأن كيفية تقسيم أرباح شركة أرامكو النفطية التي تشارك في ملكيتها شركات سعودية وأمريكية.

\n


... وفي مذكرة للرئيس ترومان، \"أوصى\" اتشيسون \"بشدة\" بأن يسافر الجنرال غراهام وطبيب آخر إلى السعودية على الفور.

\n


... وقال السفير اتشيسون إن إرسال الجنرال غراهام للسعودية لم يكن فقط \"محل تقدير عميق\" من جانب العاهل السعودي عبد العزيز آل سعود، لكنه كان عملًا سياسيًا فقد مهد الطريق أمام التوقيع الأخير لاتفاقية مبشرة للغاية بين الولايات المتحدة والسعودية\".

\n


وتمثل اتفاقية الدفاع المشترك أساس التعاون العسكري بين البلدين وهي ممتدة حتى اليوم بالرغم من فترات الاضطراب بين الحين والآخر.
وأقر الرئيس ترومان هذه المهمة.

\n


وكتب اوالت أن \"الرئيس أبلغ المجموعة أنهم سيخرجون في مهمة هامة لرجل عظيم\".

\n


وقال الرئيس لهم \"إنه صديقنا\".

\n


التعليق:

\n


\"إنه صديقنا\" هذه الجملة التي تلخص المشهد كله، وهي تجذر العلاقات الوطيدة بين المستعمر الأمريكي وبين آل سعود، وهذه بالتأكيد لم تكن علاقات \"صداقة شخصية\" تربط بين الدولة الاستعمارية الكبرى بعيد الحرب العالمية الثانية وبين دولة آل سعود الناشئة في صحراء تعوم على بحر من النفط. فهي كلمة دبلوماسية لا يفهم منها سوى العمالة والتبعية العمياء، ليس اقتصاديًا وسياسيًا فقط بل عسكريًا أيضًا.

\n


ولا يحتاج المرء إلى جهد كثير ليبرهن ذلك خاصةً مع مرور هذه السنين الطوال والتطورات الكثيرة التي عصفت في المنطقة كلها والخدمات \"الجليلة\" التي قدمها آل سعود لأمريكا. ومع استلام السديريين لأغلب مفاصل الدولة السعودية بمجيء سلمان إلى الحكم أصبح اللعب مكشوفًا أكثر وأكثر، وأصبح ما كان يعاب سابقًا موضع ترحيب وفخر أيضًا... إنها العمالة والخيانة.

\n


في يوم ما أرسل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله طبيبه الخاص لعلاج ريتشارد قلب الأسد...

\n


يومها كانت جيوش صلاح الدين تدك آخر معاقل الصليبيين في بيت المقدس وبلاد الشام...

\n


ويومها لم تكن هذه \"اللفتة الإنسانية\" تحمل أبعادًا سياسيةً أو اقتصاديةً أو عسكرية، فلم نسمع باتفاقات دفاع مشترك ولا بنهب للنفط والثروات، كما هو الحال مع أمريكا - آل سعود!

\n


فهل كانت أمريكا - ترومان أكثر إنسانية من أمريكا - أوباما؟ وهل مثلث نهب النفط ـ ثروة المسلمين ـ الذي عدل اسمه يومها إلى أرامكو صار أقل نهبًا وأكثر رأفةً بأصحاب الثروة اليوم؟

\n


ما نريد قوله أن هذا الخبر يدل على واقع الرأسمالية الانتهازي إلى أبعد حد ممكن، فدولته الأولى أمريكا جعلت التطبيب أيضًا وسيلةً من وسائلها الاستعمارية وترسيخ النفوذ... كان ذلك مع ابن سعود ولا زال حتى اليوم قائمًا، ولعل فيما ما يسمى بالبعثات الطبية \"الإنسانية\" التي تجوب العالم مثال فاضح على هذا المبدأ الرأسمالي الدموي الذي خُدع به المسلمون. ناهيك عن شركات الدواء وجشعها واحتكاراتها ومتاجرتها بصحة البشر.

\n


فشتان بين طبيب صلاح الدين وطبيب ترومان

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع