خبر وتعليق قواعد أمريكية جديدة في العراق
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي: \"إن الولايات المتحدة قد توسع تدخلها في العراق في مواجهة تنظيم \"الدولة الإسلامية\"، وأشار ديمبسي في هذا الإطار إلى \"إمكانية إنشاء المزيد من القواعد العسكرية لمساعدة القوات العراقية في قتال التنظيم الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأرض هناك\".
\n
وجاء الحديث عن احتمال توسيع التدخل الأمريكي بعدما أعلن البيت الأبيض عن إرسال العشرات من المستشارين العسكريين إلى الأنبار لمساعدة القوات العراقية في محاولاتها لاستعادة الرمادي من أيدي التنظيم.
\n
وسيعمل المستشارون والجنود الأمريكيون الآخرون الذين توجهوا إلى الأنبار في قاعدة التقدم الجوية، التي تقع على بعد 37 كيلومترًا من الرمادي.
\n
\n
التعليق:
\n
من الواضح أنّ قرارات توسيع التدخل الأمريكي في العراق سواء بالإعلان عن إرسال مئات الجنود، أو بالتمهيد لبناء قواعد عسكرية جديدة إضافة إلى القواعد الموجودة، من الواضح أنّ مثل هذه القرارات تأتي في وقت حسّاس تُدرك الإدارة الأمريكية فيه الحاجة الماسة لوجود مثل هذه القوات الإضافية، وذلك في ضوء عجز القوات العراقية والقوات المرادفة لها عن تحقيق أية إنجازات تُذكر ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
\n
فأمريكا ترى أنّ وجود قوات أمريكية وقواعد أمريكية كافية في العراق يضمن لها السيطرة على الأرض بطريقة أكثر فعالية، ويضمن لها الإشراف المباشر على تنفيذ خططها القديمة الحديثة الرامية إلى تقسيم العراق، خاصة في ظل تزايد تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي تتناول فكرة التقسيم، والتي كان آخرها على لسان السيناتور الديمقراطي جو مانشين دلاوير الذي قال: \"إننا جرّبنا - في العراق - كل شيء آخر بدون جدوى\"، واقتبس مقولة تشرشل الشهيرة لدعم رأيه هذا:
\n
\n
\"إنّ الأمريكيين سيفعلون الشيء الصحيح بعد محاولة كل شيء آخر\"، وأضاف: \"إنّ الوقت قد حان لتناول الفكرة - تقسيم العراق - مرةً ثانية\".
\n
فأمريكا تستغل الصراع الطائفي في العراق لتقطيع أوصاله، ولرسم حدوده الجديدة بسفك المزيد من دماء المسلمين، وتدمير بلدانهم، بينما لا أحد من قادة المسلمين بمن فيهم العراقيون والإيرانيون - على وجه الخصوص - يعترض جديًا على تعاظم الوجود الأمريكي في العراق، بل وعلى العكس من ذلك نجد أنّ أكثرهم لهذا الوجود من الراغبين المرحّبين.
\n
لكنّ الشعوب الإسلامية الثائرة في العراق وفي غيرها من بلاد المسلمين لن تُمكّن أمريكا وأتباعها وأذنابها من تمرير هذه المؤامرة الجديدة لتمزيق العراق، ولن تسمح لها بإقامة كيانات طائفية هزيلة، وستقف لها بالمرصاد، ولن تجني أمريكا من مؤامراتها تلك إلا الخيبة والاندحار، وسيبقى العراق موحدًا، بل وسيندمج في نهاية المطاف مع الشام وسائر بلاد المسلمين في ظل دولة الخلافة الإسلامية الواحدة - الخلافة الراشدة على منهاج النبوة - رغمًا عن أنف أمريكا ومن شايعها، وما ذلك على الله بعزيز.
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني