خبر وتعليق الملكة رانيا تتابع توزيع "متطوعو الأردن" مساعدات رمضان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
أوردت العربية نت في 2015/6/17 أن الملكة رانيا العبد الله اطلعت على الجهود التي يبذلها \"متطوعو الأردن\" في تجهيز الطرود العينية التي سيتم توزيعها خلال شهر رمضان المبارك، والتقت مع عدد منهم، مستمعة إلى شرح حول آليات عملهم وطرق تفعيل دورهم في المجتمع، خصوصاً في الشهر الكريم.
\n
\n
\n
التعليق:
\n
في البلاد الإسلامية أصبح واجب الدولة تجاه رعاياها يُقدم لهم على شكل مساعدات خيرية إنسانية. لقد أصبح الواجب استعطاءً ومِنحاً لذر الرماد في العيون ولتغطية تقصير الدولة في واجبها برعاية رعاياها.
\n
إن هذه الجمعيات والتي تهدف إلى غايات خيرية تستقطب الآلاف من أبناء المسلمين وفعالياتهم ظناً منهم أن تقديم المساعدة وعمل الخير هو الذي يرفع من شأن الأمة بل هو خلاصها من التبعية الغربية لها. بل ظناً منهم أنه من خلال هذه الأعمال سينهضون بمجتمعاتهم وينتقلون بها من حالها المزري إلى حال أفضل وأكثر تقدماً وتطوراً.
\n
إن المتتبع لأعمال هذه الجمعيات الإنسانية وما تقدمه من مساعدات خيرية يرى بأن أعمالها كادت أن تفوق أعمال الحكام وذلك إن وُجدت، دون تحقيق أهداف تفيد الأمة وتكون لصالحها لتزيل البؤس والحرمان عنها.
\n
لقد أضحى التطوع بهذه الجمعيات متنفساً لعاطفة شباب الأمة المتأجج واستنزافا لما فيهم من طاقة للعمل وخاصة عندما يرون أن القتل والتشريد والتهجير يطال أمتهم الإسلامية بعد أن أمعنت فيها آلة الحرب الهمجية أو بعد أن تكالبت عليها الأمم من كل حدب وصوب.
\n
نرى شباب الأمة يساهمون في عمل من أعمال الخير ليشعروا بالراحة والطمأنينة وليقنعوا أنفسهم بأنهم قاموا بما أوجبه الله تعالى على هذه الأمة، حتى نراهم يقولون لو أن كل واحد منا ساهم بما يقدر عليه من عمل من أعمال الخير والبر لأنقذنا الأمة مما هي فيه أو على الأقل لخففنا من الآلام التي تعاني منها أمتنا؟!!
وهنا السؤال: هل معاناة الأمة تنتهي بصناديق ممتلئة بالمؤن أو بالأغطية؟؟
\n
وللإجابة على هذا السؤال علينا أن ننظر إلى نتائج أعمال هذه الجمعيات وليس إلى ما قامت به من أعمال خيرية. فالمقصود من عملها، ألا وهو تغيير حال المجتمع، لا يتناسب مع ما تقدمه، فعمل الخير يبقى خيراً وجزاؤه الثواب، ولكنه لا يوصل إلى النهضة الحقيقية للأمة الإسلامية والتي لا تتحقق إلا بتغيير جذري للأفكار والمفاهيم الخاطئة والمشاعر المتذبذبة والأنظمة الفاسدة، والتي هي من أوجدت الفقر والعوز والبطالة وغيرها من المفاسد الكثيرة المنتشرة في مجتمعات البلاد الإسلامية والتي تخالف ما لدينا من مفاهيم وأفكار ومشاعر إسلامية.
\n
إنهم حكام ضرار فهم لمآسينا مستغلون وحتى لدموعنا ولآهاتنا متاجرون، يذرفون دموع التماسيح ليوهمونا أنهم رائفون بحالنا ويسهرون على تحقيق سعادتنا، يألمون لألمنا ويتأوهون لآهاتنا.
\n
إن الحل لمأساة الأمة الإسلامية هو واحد ولا بديل له ألا وهو العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ لتعود الأحكام الشرعية مطبقة فتؤمن الحاجات الأساسية ويتحقق الرخاء والاطمئنان.
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاني المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى - أم عبد الله
\n
\n