- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْأَمِيرِ خَيْرًا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ الْمُرِّيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ». (سنن أبي داوود 2589)
أيها الأحبة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بأمر في غاية الأهمية، وله دور كبير في قوام الحكم واستقامته. إن الله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء السلطة والإمارة، ويمنعها عمن يشاء، فإن أحد كُلِّف بها، فيجب أن يعلم عظم مسؤوليتها التي تقع على عاتقه، ولمشقة هذه المهمة بطبيعتها، فإن الحاكم يحتاج إلى من يعينه على حكمه، فأشرف الخلق المصطفى عليه الصلاة والسلام كان له معاونان هما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، كانا معاوناه في قضاء أوامره.
يخبر الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث، أنه إذا أراد خيراً بأحد الأمراء يهيئ له بطانة صالحة صادقة تساعده وتنصحه وتقوّمه وتبقيه على الصراط المستقيم، حتى يستقيم الحكم وينجو الحاكم ويعمّ الخير المحكومين. أما إذا أراد الله بالأمير سوءًا، كأن كان ضالاً، هيأ له بطانة فاسدة تفسد حكمه وتشق على الرعية.
علينا أن نتدبر هذا الأمر بإمعان، حيث أن الحكم لا يستقيم بالحاكم وحده، فالبطانة مهمة جداً، والرجال الذي يجمعه المرء حوله مؤثرون، فإن صلحت فلها الدور الكبير في توجيه الأمور مسارها الصحيح.
الله نسأل أن يهيئ لنا حاكماً عادلاً وبطانة صالحة تعينه في أمره كله، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى