الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - بعض ما كان يتعوذ منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

بعض ما كان يتعوذ منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» (صحيح البخاري 6034)

 

أيها المستمعون الكرام

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

يخبرنا هذا الحديث الشريف بما كان يدعو رسولنا الكريم ربه، فهو صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله سبحانه أن يعيذه من بعض الأمور العظيمة الشديدة على الإنسان بما فيها من اختبار عظيم للإيمان.

 

فالهم والحزن عندما يصيب الإنسان يجعله يحمل هم الدنيا أكثر من هم الآخرة فيبتعد عن الطريق المستقيم فلا يجتهد عندها في القربات إلى الله تعالى، فعندما يطغى على المسلم الهم والحزن فإن ذلك يجعله ينغمس في الدنيا وأحوالها وبذلك يبتعد الإنسان عن اليقين وإحسان الظن بالله بأنه وحده القادر على تيسير أمور عباده الصالحين، فإذا سيطر عليه الحزن نسي أن ما يحصل له ما هو إلا امتحان واختبار من الله سبحانه وجب عليه أن يجتازه فيصبر ويتوكل على الله ويحسن الظن به سبحانه.

 

أما العجز والكسل فهذا الأمر هو من الأمور التي تجعل الإنسان العادي يقترب من الفجور والإنكار وهذا والعياذ بالله يؤدي بالإنسان إلى الكفر، وإن هذا الأمر ليس بالأمر الهين، فلذلك نرى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله منه ليدلنا على كيفية التخلص منه، فيجب علينا أن نرجع إلى الله سبحانه ونثق به تعالى بأنه هو الذي بيده الأمر كله، وهو القادر على تغيير الحال ونصرة المظلوم، وأما الكسل فهو مما حذرنا منه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، فالمسلم الحق نشيط بإسلامه وعقيدته، وهو إن تسرب الكسل إليه فهو بلا شك سيقع في التقصير والمحظور والإثم والعياذ بالله، فيجب على المؤمن الحق أن يداوم على استحضار أحكام الله سبحانه في كل وقت وحين حتى يتجنب هذا الأمر.

 

وأما الجبن والبخل فهو من الأمراض التي تؤثر في سلامة المسلم بشكل كبير، فمن تيقن بأن الله القوي العزيز الجبار معه في كل خطوة فإنه لا يجبن فلا يستقيم أن يجتمع هذا وذا، وأما البخل فهو خلق ذميم حذرنا منه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، فشرعنا الحنيف حثنا على الكرم وعده من الأخلاق الحميدة التي اتصف بها رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام، وفي هذا الخلق الأجر الكبير الذي يخسر من فقده الثواب العظيم عند الله سبحانه وتعالى.

 

وأما ضَلَعِ الدَّيْنِ فهو من الأمور التي تكبل المسلم فتمنعه من القيام بما أوجبه الشرع، فالدين الثقيل يجعل المسلم في عجز عن القيام بما جاء به الشرع بسبب تضاربها مع مصالحه الدنيوية، وفي هذا الخطر الأكبر على المسلم عندما يقدم الدنيا على الآخرة ويقدم الحياة على الأوامر الشرعية، فيقع عندها المسلم في التقصير والإثم العظيم، وقد يحتمل ضلع الدين معنى آخر وهو التشدد في الدين، ومن هذه الناحية أيضا وجب التحذير منه لأن صاحبه لا يقوم بالأعمال من باب الحرص، بل من باب الفهم الضيق الذي يبعد الإنسان عن الطريق المستقيم الذي جاء به الشرع الحنيف.

 

وأخيرا فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد تعوذ من قهر الرجال الذي سببه الغلبة، فالرجل إذا شعر بغلبة الرجال له وتسلطهم عليه بحق أو بغير حق، فإن هذا يسبب له الكمد والقهر، فإن كانت الغلبة ظلما، ففي هذا الأمر مدعاة للجحود وفقد الثقة بالله سبحانه، فيجب على المسلم أن لا يعجز ويرفع الظلم عن نفسه أو أن يحتسب أمره لله حتى ينجو من وساوس الشيطان، وأما إن كانت الغلبة حقا، فهنا قد يتدخل الشيطان ويجعله يقع في الإثم بأن تأخذه العزة، وفي ذلك الإثم العظيم الذي يجب عليه تجنبه بالخضوع للحق وأهله، فيتقبل الحق بصدر رحب وقلب منفتح بأن الحق أحق أن يتبع.

 

 فالله نسأل أن يعيذنا من هذه الأمور وغيرها وأن يصلح أنفسنا بما يحب ويرضى وأن يتقبل أعمالنا خالصة له سبحانه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله

آخر تعديل علىالسبت, 01 كانون الثاني/يناير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع