الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نتنياهو يحاول أن يجد له مخرجاً عن طريق خلط الأوراق

 

بعد طوفان الأقصى وكسر هيبة يهود، بدأ نتنياهو المجرم يتخبط كالثور الهائج في محاولة منه لتدارك الموقف ولاستعادة هيبة جيشه في المنطقة.

 

ولا بد من الرجوع إلى معطيات سياسة نتنياهو التي جعلت من كرة النار تكبر في الشرق الأوسط في ظل تطورات سريعة ومتدحرجة شهدتها الأيام القليلة الماضية، في ضوء حرب الإبادة التي يشنها هذا المجرم ضد أهلنا في غزة القابضة على الجمر، الصابرة المحتسبة التي قاومت أعتى الجيوش المجرمة، وهي مكبلة الأيدي ليس لها من معين سوى التوكل على الله والصبر.

 

لقد عجز نتنياهو عن تحقيق أهدافه بعدما أصابته لعنة طوفان الأقصى، وجعلته يتخبط دون أن يجد له مخرجاً يحفظ هيبته التي كسرتها المقاومة الأبية. فهو يبحث عن نصر وهمي يُخرجه من مستنقع الوحل الذي مُرِّغَ أنفه فيه. فبعد أكثر من عشرة أشهر لم يحقق هذا السفاح أي نصر يُذكر كي يقنع شعبه بسلامة رؤيته. لقد أغرق نفسه في فوضى القرارات المفخخة بالصراعات الداخلية، لذلك ترى سلوكه قد تحول إلى سلوك وحش يريد الانتقام لإرضاء غروره ونفسه المتعطشة للدماء، وارتكاب مزيد من المجازر.

 

ويبدو أن نتنياهو يبحث عن حل يخرجه من هذا التخبط، فهو يسعى باتجاه توسيع دائرة الحرب بغية توريط أمريكا التي تسانده في حربه، أو على أقل تقدير يسعى لإطالة زمن الحرب حتى يحقق أهدافه.

 

لقد كان يحلم بدولة يهودية آمنة متمددة ضمن اتفاقيات أبراهام التي كان يسعى للتسويق لها، والتي من شأنها أن تقوي علاقته مع عواصم عربية في ظل حكام خونة، وقد أوشكت كثير من الدول العربية على التطبيع مع كيان يهود، حتى كادت السعودية تبرم معه اتفاقية تطبيع، فحال بينها وبينه طوفان الأقصى، وهذا ما جعل نتنياهو يثور بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه.

 

لذلك وبعد كل هذا بدأ سلوكه يتحول إلى وحش كاسر ليبرر فشله بمزيد من المجازر التي يرتكبها بحق المدنيين العزل، حتى باتت جرائمه تفوق كل التصورات، والعالم يتفرج على هذه المجازر التي لم يسلم منها حتى الشجر والحجر، والتي ربما تكون قد أيقظت ضمير العالم الغربي بعد كل تلك الصور المحرجة التي يندى لها جبين الإنسانية، والذي خرج بقرارات خجولة من محكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن الذي أدان كيان يهود وطالبه بوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، ولكن هيهات هيهات لهذا الضمير الأبكم أن يخرج عن صمته.

 

وبعد ذهابه إلى أمريكا قد يكون نتنياهو قد وجد ضالته في سطوة اللوبي اليهودي على الانتخابات الأمريكية، ليقدم على سياسة خلط الأوراق في محاولة منه لجر أمريكا في حرب إقليمية، كي يضمن إطالة زمن الحرب. وربما تكون المصلحة قد دفعت الجمهوريين لدعوة نتنياهو إلى الكونغرس، فبعد الاستعراض الذي حاول به نتنياهو استمالة المشاعر الصهيونية، وباستعراض قام به كي يرضي غروره، ليحظى بالتصفيق المتعاقب من النواب الجمهوريين ومجلس الشيوخ، في حين تغيّب أكثر أعضاء الحزب الديمقراطي عن الحضور، وكذلك الصور من خلف مبنى الكابيتول الذي اكتظ بصوت المعارضين على سياسة نتنياهو بصوتٍ عالٍ (نتنياهو مجرم حرب ولا يمثلهم)، لذلك نعتهم بالمعادين للسامية الذين تحركهم طهران كما يزعم هذا الكذاب الأشِر.

 

وفي لهجة تحريضية دعا أمريكا لإنشاء تحالف دولي يجمع كيان يهود ودولاً عربيةً وأمريكا يمكن له أن يتصدى لطهران وأذرعها في المنطقة، في دعوة منه لجر وتوريط أمريكا في حرب إقليمية يسعى من خلالها لإطالة زمن الحرب.

 

ربما يكون نتنياهو قد أدرك بعد خروجه من قاعة المجلس أنه مجرد ورقة انتخابية لكسب ود اللوبي الصهيوني فقط، فنائبة الرئيس بايدن، هاريس، امتنعت عن الحضور، أو إجراء لقاء صحفي معه، في حين إنها أخبرته في حال فوزها في الانتخابات فإن أول عمل ستفعله هو السعي لإيقاف الحرب في غزة، أما ترامب عرّاب المال فهو الآخر يطالبه قبل الفوز بإيقاف الحرب في غزة.

 

لكن نتنياهو لم يكن يصغي إلا لنداء الغرور الذي ملأ قلبه، فقد رتب الأمر باتجاه التصعيد وخلط الأوراق في محاولة منه لجر أمريكا إلى حرب إقليمية. فهو قبل التصعيد ضرب باتفاق بايدن وصفقة تبادل الأسرى عرض الحائط من خلال عرقلتها بإضافة شروط لا تقبل بها حماس. وبعدها أقدم على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، متجاهلاً كل الأعراف والقوانين التي تضعها الدول لقواعد الاشتباك بهدف إغراق المنطقة في أتون حرب إقليمية، ومحاولة منه للتملص من أي شرط أو عرف يقيده، فبعثر أوراق اللعب واستخدم سياسة خلط الأوراق.

 

لقد بات نتنياهو يعيش أوهامه بأن واشنطن سوف تتورط أكثر في مستنقع الحرب، لذلك أقدم على اغتيال قائد كبير في حزب إيران اللبناني في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، في محاولة منه لجر الحزب إلى هذه المعركة كي يثير حفيظة واشنطن، وهذا يعد غباءً منه لأن حزب إيران لا يتحرك إلا بأوامر أمريكية. وهو يتحدث علناً وبلا حرج عن تبني عملية اغتيال الشهيد هنية والقيادي شكر، فهو بتصرفه هذا يمثل عدواناً سافراً وانتهاكاً واضحاً لسيادة لبنان وإيران ما يستدعي رداً حازماً من تلك الدول.

 

ربما لا يدرك نتنياهو أن واشنطن لا يمكن لها أن تفرط بعلاقتها مع طهران وأذرعها في المنطقة، بعد الخدمات الكبيرة التي استطاعت أن تحصل عليها من خلال دور طهران في المنطقة، ومن تلك الخدمات المهمة الخدمة التي جعلت أمريكا تدخل المياه الدافئة التي كانت تحلم بها منذ وقت بعيد، وسيطرتها على الممرات المائية وطرق الملاحة التجارية. ربما بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية لا تكون الأمور كما يتوقعها نتنياهو ويخطط لها...

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع