الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الحج في زمن الرأسمالية

 

 

بينما تستمر المجازر في أرض بيت المقدس دون توقف والنهج نفسه منذ أول يوم للحرب والموت جوعا بسبب استراتيجية الكيان في القتل والتدمير وقطع المساعدات عن قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم، يأتي بث خطبة عرفة وكأنها تدعم هذا الكيان ومشروعه بعدم ذكر تلك الجرائم، وكأنها لا تخص المسلمين في الحج، مع أن من وصايا الحج كما فعل نبينا ﷺ في خطبته في حجة الوداع هو الحفاظ على حرمات المسلمين دون تمييز ولا تفريق. فتأتي هذه الخطبة كأي جزئية في هذا النظام تعينه وتعمل على بقائه وتبعد أي مدخل سياسي يمكن أن يضره أو يهزه.

 

فهذه الخطبة والخدمات التي يقدمها آل سعود علمانية رأسمالية، فهم يظهرون للناس الخدمات والامتيازات والتسهيلات التي يتلقاها الحجيج ويخفون الكثير؛ يخفون حقيقتهم التي لم يسلم الحج ولا الحجاج من تمييزهم بين الغني والفقير مهما كان كبيرا أو شيخا أو امرأة تحتاج للعون، ولا يظهرون المشقة التي يلقاها البعض ممن لا يملكون المال في هذا النظام وكل من يعيش في ظل الرأسمالية في أي منحى من مناحي الحياة، فيصدق عليهم قول رب العزة: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [التوبة: 19-22].

 

إن التكنولوجيا والمدنية المتصلة بالنظام هي العنصر الأساسي الذي يدل على مدى الظلم الذي واجهه حجاج بيت الله الحرام هذا العام كما في الأعوام السابقة، فهي تخدم بعض الناس بينما لا يحصل عليها الكثير من المسلمين بحسب إمكانياتهم. كما ظهرت كيفية ملاحقتهم للمخالفين دون مراعاة الجانب العقدي في التعامل مع المسلمين حتى في هذا المكان وفي هذا الوقت، وإن عدم التعتيم على هذه المعاملة وتقصّد أن يراها الناس هو هدف الحكومات المطبعة مع كيان يهود، فكل ما يفعله آل سعود من تسهيل للفساد وفتح البلاد للنصارى واليهود وفتح ملاهٍ وفنادق للسياح عن طريق هيئة الترفيه السعودية المشرف عليها تركي آل شيخ وفتح مجالات الترفيه وتنوعها من مثل الحفلات الغنائية والرياضة وغيرها إلى انعدام الأمن في موسم الحج ونشر القوات فيه هو لهدف هذا التطبيع ودعما له.

 

فبدل أن تقام الشعائر وتتم وحدة المسلمين كما أرادها الله تعالى واستغلال هذا الموسم لدعوة المسلمين وأمرهم بالواجب الذي عليهم في قتال أعداء الإسلام وبيان كيفية ذلك من العلماء والخطباء في المناسك وتعظيم شعائر الدين كلها بما فيها الجهاد والدعوة لحكم الله، يقومون بهذه الأعمال ويظهرون أحوال المخالفين ليطفئوا هوى القلوب إلى هذا المكان وصعوبة القدوم إليه بسبب الرسوم الباهظة وتحديد العدد والتقصير في الرعاية وأعمال التوسعة، وانعدام الرعاية والراعي.

 

إلى أهلنا في بلاد الحجاز إن لم تجتمعوا وتكونوا كلمة واحدة في وجه هؤلاء الطواغيت الذين يبيعون دينكم وبلاد المسلمين ويتخذون في سبيل ذلك شتى الأساليب من قتل وسوء معاملة، يبيعونها بعرض زائل من كراسي هالكة، إن لم تسعوا إلى خلعهم فسيبقى أعداء الإسلام يسرحون ويمرحون في بلادكم المقدسة، التي جاهد نبينا ﷺ حتى يبلغ هذا الدين وينشره في جزيرة العرب لتكون منارة للعالم في نشر دعوة الإسلام للناس كافة وقد طهرها من رجس ودنس يهود والنصارى.

 

فهلم لهذا الواجب وأكملوا سيرة نبيكم ﷺ ودافعوا عنه وعن دينكم ولا تسمحوا لرجس يهود بالعودة واعملوا مع العاملين لإعادة حكم الله في الأرض، هذا هو سبيل الخلاص وسبيل المؤمنين. قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم فاطمة سباتين – الأرض المباركة (فلسطين)

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع