الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

موقف المسلمين الثابت من قتال كيان يهود في ظل تشرذمهم

 

 

ما تدور معركة عسكرية في بقعة من بقاع العالم، أحد طرفيها مسلمون، إلا وجدت المسلمين في شتى بقاع الأرض يقفون إلى جوار إخوانهم المسلمين، ويسعون جاهدين للالتحام في القتال الدائر بجانب إخوتهم، رغبة في إعلاء كلمة التوحيد خفاقة في السماء، وتنكيس راية عدوهم وهزيمته، ونيل الشهادة في سبيل الله، لمن يسقطون قتلى في ساحة المعركة. وتقاطرت إلى أذهانهم جل معارك المسلمين التي حققوا فيها انتصارات، وغيرت مجرى التاريخ، لما تحمله تلك المعارك من انتصار للحق، وتنزيل الله النصر عليهم. والمعارك التي هُزِموا فيها، لئلا يقعوا في الأسباب المؤدية إلى تكرار الهزائم، خصوصاً بعد تمزق بلاد المسلمين بالحدود التي باتت معلماً من المعالم التي تمنعهم من الالتحام المباشر بإخوتهم في قتال أعدائهم.

 

مع بُعد معركة بدر في السنة الثانية للهجرة، التي وضعت أساسات دولة المسلمين في الأرض، كما قال ﷺ في دعائه ربه «إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ، فَلَنْ تُعْبَدَ فِي الْأَرْضِ أَبَداً»، لينالوا ما نالوه من الثواب العظيم، لقوله ﷺ: «وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»، مروراً بجميع معارك المسلمين الفاصلة التي أوصلت الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها؛ في القادسية واليرموك، وفتح الأندلس وعمورية والقسطنطينية، وهزيمة التتار في عين جالوت بفلسطين، حتى آخر معركة خاضها المسلمون تحت راية دولة الخلافة العثمانية، التي تكالبت عليها أمم أوروبا لإخراجها من التاريخ.

 

أما الانتكاسات البئيسة فقد حصلت في تاريخ المسلمين حين وقفوا في المعركة في غير صف المسلمين أثناء الحرب العالمية الأولى، ولم يقاتلوا في صف العثمانيين، ولم يساندوهم حتى بالدعاء لهم، وصدحت مساجد عدن في اليمن بالدعاء للمستعمر البريطاني "يا قوي يا عزيز اهزم الألمان وانصر الإنجليز"، على خصومهم الألمان الذين أشعلوا الحرب عليهم، وعاضدتهم دولة الخلافة العثمانية حين انخرطت في الحرب بجانبهم، ولم تقف على الحياد كما كان يأمل الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني فعله، ودوَّنه في مذكراته، حين رأى التنافس المحموم بين الدولتين الأوروبيتين على الاستكشافات النفطية في الشرق الأوسط! وحين حارب المسلمون بقيادة أمين الحسيني إلى جانب الألمان بقيادة هتلر في الحرب العالمية الثانية!

 

فما بال المسلمين اليوم يتفرجون على ثلة منهم أعادت أمجاد الإسلام والمسلمين إلى الواجهة، ورفعت الرأس بقتال يهود في فلسطين، التي يعلم القاصي والداني وجوب قتالهم وإخراجهم من فلسطين التي غصبوها في كبوة مِنَّا؟! لكن هل يكفي التفرج عليهم طوال هذه المدة، من دون أن نلتحم معهم في قتال يهود، وتطهير المسجد الأقصى من دنسهم، وإخراجهم منه، وهم اليوم يملأون ساحاته في أعيادهم، ويلوحون بإزالته وبناء هيكلهم المزعوم؟! قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾.

 

ففي وعد المواجهة الأولى مع اليهود فتح المسلمون في سنة 15هـ بيت المقدس، وأُخرج اليهود منها، ومُنِعُوا من السكن فيها، بالعهدة العُمرية، حين سلمت مفاتيح بيت المقدس لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ونحن الآن في تحقيق وعد الآخرة من قتال يهود وإخراجهم من المسجد الأقصى أذلة صاغرين، مصداقاً لحديث النبي ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» أخرجه مسلم. فالحديث ينطق بقتالنا لليهود وجهاً لوجه، ولا تكفي مناوشاتنا لهم من وراء الحدود كما فعلنا في عام 1991م ونفعل الآن، وتشبهنا بهم في القتال من وراء جُدُر! قال تعالى: ﴿لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَاْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ﴾.

 

وليس الانتظار للعودة لما قبل 07 تشرين الأول/اكتوبر 2023م، بقرارات الأمم المتحدة التي بدر الجور منها بالأمس بقرار تقسيم فلسطين، واليوم بحل الدولتين، بعد أن ظلت فلسطين إسلامية خالصة منذ الفتح، واجتياح صليبي حررها منه صلاح الدين الأيوبي.

 

فالالتحام لقتالهم على الأرض هو الأصل والواجب علينا، حضر من حضر وتخلف من تخلف، ليكون فعل التغيير في الشرق الأوسط قد باشره أهله كما ينبغي أن يكون، لا الأغراب عنه. ولا نشك للحظة بأن جيوشنا المحيطة بهم إحاطة السوار بالمعصم ستشاركنا وتقودنا لقتالهم، فهي جيوشنا وليست جيوش من قعدوا على رؤوسنا حماية لكيان يهود، وصمام أمانهم الابتعاد عن الحكم بما أنزل الله. وإن واجبنا كمسلمين العمل بأقصى سرعتنا لقتال يهود، ورفع راية العقاب في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وإعادة لُحْمَةَ المسلمين من بعد تمزقهم. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع