الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

غزة هاشم بين علماء السلطان والجيوش المتخاذلة

ترقب الأخيار الأغيار لنجدتها

 

 

انطلقت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م عملية طوفان الأقصى وقد دخلت في شهرها الرابع، هذا الطوفان المعبّر عن تطلع المسلمين وتوقهم إلى الجهاد في سبيل الله لاقتلاع كيان يهود المسخ من الأرض المباركة فلسطين كما هو حكم الشرع الإسلامي الذي يقول فقهاؤه الأخيار: "لا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه ولا العبد من بيت سيده إلا بإذنه إلا عندما يحتل شبر من بلاد المسلمين"، وهو جهاد الدفع كواجب عيني على كل فرد، وكفائي إن حصل الدفع بأهل المحلة، وينتقل الفرض إلى من يلونهم،... وهكذا حتى يعم جميع المسلمين. وقد سطره القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾ وقوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.

 

وآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة في باب الجهاد كثيرة مستفيضة، وهي كفيلة بأن تُخرس أفواه المأجورين من علماء السلاطين الذين طغوا وظلموا في فتواهم أن حرب غزة فتنة! هكذا! مجازفة أعطوا لأنفسهم الحق في الفتيا وكان مصدرها أهواءهم المشربة في حب سلاطينهم المنافقين، فكانوا وهم في الشر سواء! ألم يعلم هؤلاء أن الأدلة الواردة قطعية الثبوت قطعية الدلالة لا تحتمل إلا معنى واحدا ولا يجري عليها ظن محتمل؟! هي والله واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لا ينكر ضوءها من بعينه رمد!

 

فيا علماء السلاطين المأجورين: إن فُتياكم الجائرة وخذلانكم لإخوانكم المسلمين في غزة العزة يرينا موقفكم المخزي الذي طالما خفي على أتباعكم المغرر بهم، وسيلفظونكم لفظ النواة، ومن بقي منهم معكم فسيتمنون يوم القيامة الرجعة إلى الدنيا ليتبرؤوا منكم لأنكم ستتبرؤون منهم يوم القيامة؛ حقيقة سطرها لنا ربنا جل في علاه في قوله: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.

 

وهذا الموقف المخزي لا يختلف عن موقف الجيوش الرابضة في ثكناتها اتباعا لحكامهم العملاء حيث سخروهم لحماية كراسيهم المعوجة وعروشهم الساقطة وتناسوا أنه يجب عليهم أن يوجهوا كل طاقاتهم العسكرية لنصرة دينهم وحماية أمتهم، فهذا هو واجبهم. ألم يروا ما حل بإخوانهم من حال يغني عن المقال؟! فما أحقركم وما أهونكم عند الله ورسوله وأمتكم إن أنتم بقيتم على هذه الحال، ووالله إن بطن الأرض خير لكم من ظهرها، ولقمة تقذف في أفواهكم حرام عليكم لا تستحقون العيش ولا حتى الهواء الذي تستنشقون إن أنتم لم تقدموا على إظهار الموقف المشرف فتنصروا الله ورسوله وأمتكم من إخوان القردة والخنازير، عودوا واقرأوا سيرة الرسول ﷺ كيف نكّل باليهود من أجل أنهم كشفوا عورة امرأة من المسلمين في سوق بني قينقاع، وكيف نكل بيهود بني النضير عندما لاحت له بوادر الغدر به، وهكذا مع يهود بني قريظة وخيبر...إلخ

 

إن حرب غزة فضحت الحكام العملاء وعلماء البلاط والجيوش الجبناء، وعرت أفكارا ونفتها مثل الوطنية التي أضعفت الأمة الإسلامية وقسمتها فهانت على غيرها وسهل التغلب عليها. فواقع هذه الحرب أنها لفتت أنظار المغرورين بالأوطان، فلسان حالهم اليوم يقول لا للوطنية ولا للقومية ولا مكان لها في الإسلام، إذ إنها خذلت المسلمين عن نصرة بعضهم بعضا، وكبلت الجيوش بالحدود المصطنعة حتى أصبحت لا تندفع للنصرة إلا حين يُعتدى عليها من بعضها المتجانسين في العقيدة المتباينين في الأوطان فيندفعون لقتل بعضهم بعضا استجابة لغرائزهم حتى أصبحوا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً!

 

إن فكرة الوطنية يُعد لها مسوّقوها كل الإمكانيات لغرسها مفهوما في مجرى دم الشعوب، وفعلا نجح الغرب في ذلك، ونحن كحملة دعوة في طريقنا في حمل الدعوة نتعرض لنقض الأفكار الدخيلة والمناقضة لعقيدتنا ومبدئنا، ومن تلك الأفكار فكرة الوطنية، فنلاقي في نقضها للناس مشقة وصعوبة وتضحية بالوقت، فلا يدرك الناس خطرها إلا بعد جهد وتعب، فما نبنيه في شهور يُهدم بلحظة في وسائل الإعلام المُسخرة بأيدي العملاء والمأجورين، حتى جاء طوفان الأقصى واقعا عمليا عرّى مكنونها (الوطنية) الخبيث وأبان مآثرها النتنة، فلفت أنظار الذين طالما كنا نتقصدهم فلا يعيرون لما نقول اهتماما، فجاءهم الأثر بعد حين مصداقا لقول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾.

 

ووسط هذه الظلمات فإننا نتوجه للعلماء الربانيين أن يقولوا كلمتهم ويقفوا وقفة العز بن عبد السلام. كما ندعو الجيوش فإننا لن نيأس من دعوتهم فهم إخوتنا؛ أن يجددوا أمجاد الفاتحين وينصروا دينهم وأمتهم ويخذلوا الغرب الكافر الذي يكبلهم عن طريق الحكام.

 

فيا أمة الإسلام، ويا من كان أجدادكم أنصارا لخير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام: إن حزب التحرير رائد لا يكذب أهله، وهو طالما حذركم من الحكام العملاء وعلمائهم المأجورين وما يسوقونه إليكم من الأفكار والأنظمة الدخيلة والمناقضة للعقيدة الإسلامية السمحاء، وسيبقى هذا الحزب فيكم ومعكم يواصل ليله بنهاره يدعوكم لتنفكوا عن ربقة الغرب وأذنابه الجبناء، وتتمسكوا بدينكم وعقيدتكم التي تكفل لكم السعادة في الدنيا والآخرة، ولقد لاقى شباب هذا الحزب في سبيل ذلك صنوف القتل والعذاب متأسين برسول الله ﷺ وصحبه الكرام من المهاجرين والأنصار، لا يبتغون إلا رضوان الله سبحانه وتعالى، وقد جمدت الأمة في النصرة لله ورسوله تقف للحيلولة عنها نخبُ الحكام العملاء وأعوانهم المرتزقة الذين هانت عليهم أمتهم. فها هي الأيام فضحتهم في عملية طوفان الأقصى وسابقاتها البطولية. إننا ندعوكم لنتعبد الله عز وجل سوياً في العمل مع هذه الجماعة لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي تطبق الإسلام وأحكامه وتحمله رسالة خير وهدى للعالم أجمع فيتحقق بكم موعود رسول الله ﷺ عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» رواه مسلم، والخلافة الراشدة التي تعقب الحكم الجبري الذي نعيش غياهب ظلمه وظلمته اليوم، قال ﷺ بعد ذكر الأطوار السياسية؛ نبوة وخلافة وملك عضوض وحكم جبري: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

صدام ناجي – ولاية اليمن

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع