الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لماذا تريد الحكومة الأوزبيكية تقوية الدفاع؟

 

 

في 2 كانون الثاني/يناير، عقد اجتماع خدمي برئاسة رئيس جمهورية أوزبيكستان شوكت ميرزياييف حول قضايا البناء الدفاعي وتطوير القوات المسلحة لجمهورية أوزبيكستان. وتم خلال الاجتماع مناقشة قضايا تعزيز الاستعداد القتالي والقدرة القتالية للقوات المسلحة، وتزويدها بالأسلحة الحديثة والمعدات العسكرية، وتحديث الأسلحة الموجودة، فضلاً عن الحماية الاجتماعية للعسكريين وأفراد أسرهم والمحاربين القدامى في القوات المسلحة. (الخدمة الصحفية للرئيس، 02/01/2024م).

 

عادة، لا يتم الإعلان عن المبلغ الذي تنفقه الحكومة الأوزبيكية على الدفاع والأمن. ومع ذلك، وبناء على بعض المعطيات، يمكن إعطاء أرقام تقريبية أقرب إلى الحقيقة في هذا الصدد. فوفقاً لصحيفة Gazeta.uz، في 24 كانون الأول/ديسمبر 2023، تمت زيادة نفقات الدفاع والأمن إلى 3.2 تريليون سوم (260 مليون دولار). ووافقت الهيئة التشريعية على التعديل في 15 كانون الأول/ديسمبر، ووافق مجلس الشيوخ في 20 كانون الأول/ديسمبر، وتقرر "بقرار مغلق" زيادة الإنفاق الدفاعي والأمني. ويلاحظ أن نفقات وزارة الدفاع وجهاز أمن الدولة ووزارة الداخلية والحرس الوطني ولجنة الجمارك ولجنة إدارة احتياطي الدولة وغيرها من المنظمات زادت بمقدار 1.91 تريليون سوم، من 36.06 تريليون سوم إلى 37.97 تريليون سوم (3.07 مليار دولار). وفي وقت سابق، ذكر تقرير لشركة استشارات الدفاع الاستراتيجي أن نفقات الدفاع في أوزبيكستان سترتفع إلى 3.4 مليار دولار بحلول عام 2020. وبحسب هذه المعطيات، ومع الأخذ في الاعتبار اعتماد الموازنة الموحدة بمبلغ حوالي 30 مليار دولار لعام 2023، يمكن التقدير أن نفقات الدفاع والأمن لن تقل عن 10% من الموازنة. وتشير التقارير المختلفة إلى أن أوزبيكستان تحتل المرتبة الأولى في آسيا الوسطى من حيث الإنفاق العسكري. كما أن جيش أوزبيكستان، بحسب تصنيف PowerIndex لعام 2023، هو أقوى جيش في المنطقة.

 

ورغم أن جيش أوزبيكستان، الذي ينفق عليه الكثير من أموال شعبنا، يعتبر الأقوى في المنطقة، إلا أنه ليس في صالح المسلمين، فهو لا يقوم إلا بالحفاظ على الحدود الزائفة التي رسمتها روسيا الكافرة المستعمرة بين بلدان منطقتنا. وما يؤكد هذا أنه تم في هذا الاجتماع إيلاء اهتمام خاص لتدريب الشباب على الروح العسكرية الوطنية، وعلى وجه الخصوص، تم تنظيم أكثر من 24 ألف فعالية في الأحياء، وشارك أكثر من 5000 شاب في دورات تدريبية في "مدارس الشجاعة"، لضمان بقائهم في موقف ضعيف. وبالمناسبة، فإن نظام ميرزياييف يستخدم، شأن الحكام العملاء الآخرين، هذا الجيش القوي أولا للحفاظ على كرسيه، وثانيا ضد الإسلام والمسلمين؛ بإبقاء أهل البلد، وفقا لتوصيات المستعمرين، في مستنقع العبودية تحت ستار محاربة الإرهاب والتطرف. ولهذا السبب، تركز الحكومة على تعزيز الحماية الاجتماعية للأفراد العسكريين وأفراد أسرهم من أجل ضمان بقاء الجيش مخلصاً لها في أي ظروف وفي أي حالة. وليس من قبيل الصدفة أن قضايا الإعداد رفيع المستوى وعقد الفعاليات الاحتفالية المخصصة للذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس القوات المسلحة ويوم المدافعين عن الوطن، الذي سيتم الاحتفال به في 14 كانون الثاني/يناير، يقال إنها تمت مناقشتها في الاجتماع بالتفصيل!

 

وكذلك تم خلال اللقاء مناقشة مسألة تزويد القوات المسلحة بالأسلحة الحديثة والمعدات العسكرية. وفي شباط/فبراير 2023، وقع الرئيس ميرزياييف مرسوماً بشأن تشكيل لجنة الدولة لتوفير الأسلحة والمعدات اللازمة للقوات المسلحة الأوزبيكية في آذار/مارس 2024، وأعلن أنه هو الذي سيتولى رئاستها. ومن المعروف أن أوزبيكستان تشتري الأسلحة والمعدات العسكرية بشكل رئيسي من روسيا. "لا تزال موسكو المورد الرئيسي للأسلحة والمعدات العسكرية لآسيا الوسطى" ("Armeyskiy sbornik"، مجلة وزارة الدفاع الروسية، 7 كانون الأول/ديسمبر 2023). وفي تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، كانت خطة شراء طائرات مقاتلة من فرنسا على جدول الأعمال أيضاً. وفقاً لقاعدة بيانات وزارة العدل الأمريكية، استأجرت "صناعة الدفاع" في أوزبيكستان (إحدى مؤسسات وزارة الدفاع) شركة Ecology Mir Group الأمريكية، لشراء منتجات عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية. لذا يمكن أن نقول إن "حلاوة" ميزانية الدفاع تراه شركات هذه الدول الاستعمارية. ويمكننا أن نرى ذلك من واقع أن سعر الطائرة المقاتلة الروسية الواحدة من طراز سوخوي-27 يتراوح بين 30 إلى 40 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، تقوم هذه الشركات الخارجية بتوريد قطع الغيار الخاصة بها وصيانتها. وهذا يعني أن أوزبيكستان لا يمكنها أن تتجاوز خدمة مصالح هذه الدول المستعمرة. وعندما يصبح الوضع خطيرا وتبرز مسألة التحرير الفوري لأراضينا من الكفار المستعمرين، فإن هذه الأنظمة الظالمة لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى حبس جيوشنا في ثكناتها! وعلى سبيل المثال، فإن عدم قيام حكام أي بلد إسلامي بتحريك الجيوش لنصرة أهل الأرض المباركة فلسطين وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن بينما يذبحهم اليهود، أشد أعدائنا بكل وحشية، هو دليل قطعي على كلامنا. ففي نهاية المطاف، إذا لم يتأثر هؤلاء العملاء بالمجازر الحالية التي يتعرض لها أهل غزة أمام أعين العالم أجمع، فأي شيء آخر يلزمهم لعصيانهم أسيادهم الكفار ووقوفهم إلى جانب المسلمين؟!

 

على أية حال، يمكننا القول إن ما يحفز الحكومة على تطوير وتعزيز القوات المسلحة هو التصعيد الأخير للوضع الدولي والافتراءات المثيرة للقلق التي يطلقها المسؤولون الروس وبعض السياسيين لهم حول "الخطر" القادم من أفغانستان. وتهتم كل من أمريكا وروسيا بالقدر نفسه بتعزيز الجيش الأوزبيكي؛ لأنهما، تحت هذه الذريعة، ستبيعان الأسلحة إلى أوزبيكستان بالأسعار التي يريدونها، ويخططون لإبقاء أهل البلاد المسلمين في قيود العبودية لهم بتخويفهم من خلال جيش قوي. ولكننا نؤكد أنه لا يوجد في الواقع أي خطر على شعبنا المسلم اليوم لا من أفغانستان ولا من أي جهة أخرى. بل على العكس من ذلك، فقد نشأ اليوم خطر كبير على الكفار المستعمرين أنفسهم مثل أمريكا وروسيا والحكام العملاء المخلصين لهم. هذا هو الجهاد الكبير الذي يخوضه أبناء أرض فلسطين المباركة الشجعان تحت شعار "طوفان الأقصى" ضد اليهود المحتلين والكفار المستعمرين أجمعين وامتداد هذا الكفاح إلى العالم الإسلامي كله، وفي النهاية أن تكون نتيجته عودة الخلافة الإسلامية. والحقيقة أن المسلمين اليوم يتطلعون إلى هذا الحدث العظيم، وهو قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية، وهو سيحدث حتماً في قريباً بإذن الله. وإننا ندعو المسلمين في أوزبيكستان وفي العالم كله إلى التحرك والدعم العاجل من أجل تحقيق وتنفيذ هذا الواجب. كما نذكر جنود وضباط الجيش الأوزبيكي أنهم قبل كل شيء أبناء الأمة الإسلامية، وأن عليهم أن يخدموا مصالح المسلمين، وليس هذا النظام الظالم!

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل - أوزبيكستان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع