الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا من يريد الاحتفال برأس السنة الميلادية اتق الله ولا تنس غزة!

 

نقول هذا لأخينا المسلم، إذا كنت تنوي أن تحتفل برأس السنة الميلادية، فتذكر أولاً حكم الله فيه ولا تنس غزة العزة! ولعلك عند ذلك سترجع عن فكرة الاحتفال بعيد الكفر هذا، وتنجو من غضب الله!

 

ورغم أنه من الواضح أن الاحتفال برأس السنة الميلادية غير جائز إطلاقاً، حيث لو تم ذلك بإيمان، فإن هناك خطراً محتملا يؤدي إلى الكفر، لكن للأسف هناك الكثير من الناس يحتفلون به في بلادنا بلا مبالاة. وبالطبع فإن مساهمة علماء القصر في هذا الصدد كبيرة أيضاً؛ لأنهم يقسّمون الأعياد إلى أنواع ويفتون بأن رأس السنة "ليس عيدا دينيا، بل هو مجرد تجديد للسنة الميلادية، ويجوز الاحتفال بها بنية حسنة، دون شرب الخمر وغيره من المحرمات" على مائدة الأسرة؛ وبمعنى آخر، يقولون هم: حتى المسلمين يجوز لهم الاحتفال بهذا اليوم باعتباره عطلة! ولكن لو صدقوا في زعمهم "أننا حنفيون في الفروع وماتريديون في الأصول"، لقالوا إن الاحتفال برأس السنة الميلادية حرام وإنفاق المال عليه إسراف.

 

ففي المذهب الحنفي، فإن الأعياد كرأس السنة محظورة قطعا، وقد نص بوضوح على أن الإيمان بها كفر، والاحتفال بها حرام. فمثلاً جاء في كتاب "الفتاوى الصغرى": "من اشترى في يوم النوروز شيئاً لم يستخدمه من قبل بمناسبة عيد النوروز فقد ارتكب إثماً عظيماً وأصبح كافراً" لأنه كان يمجد أعياد الكفار. (تعليق على كتاب "الفقه الأكبر" للإمام أبي حنيفة رحمه الله، ١٨٦). ويقول العلامة ملا علي القري رحمه الله أحد علماء الحنفية المشهورين: "من أعطى مشركاً بيضة في يوم النوروز فهو كافر". لأنه أعان الوثنيين على تجديفهم وضلالهم، أو تشبه بهم بتقديم الهدايا لهم. ويقول بعض الناس: "إذا أهدى مسلم مسلما في عيد النوروز لا يكفر". من الضروري الانتباه إلى هذه الكلمة. لأنه في هذه الحالة يوجد تشبه بالأمم. وبطبيعة الحال فإن حكم من جاء إلى عيد النوروز عن غير قصد (دون علم) يختلف عن هذا". ولا فرق في ذلك بين عيد النوروز ورأس السنة، والحكم نفسه فيهما، وفي سائر أعياد الكفار.

 

وبطبيعة الحال، هناك سبب وجيه وراء إصدار مفتي أوزبيكستان فتوى يقول فيها "إن مثل هذه الأعياد التجديفية حلال لشعبنا". لماذا يبذل هؤلاء قصارى جهدهم لإصدار فتاوى خيانة؟! لأنهم لا يبلّغون الدين الذي أنزله الله للناس كافة، بل الجزء الذي تريده الحكومة منه فقط، حتى إنهم وصلوا إلى حد جعل الحلال حراما والحرام حلالاً! وبفعلهم هذا فإنهم يفعلون الشيء نفسه الذي يفعله بنو إسرائيل - اليهود الذين لعنهم الله، حيث يقول سبحانه: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ﴾.

 

ونقول لشعبنا المسلم إن اتباع مثل هذه الفتاوى المضللة لن تكون لكم تعفيكم من الحساب عند الله يوم القيامة. فلا تخدع نفسك بالقول: "إن المفتي أصدر فتوى وأنا اتبعته ولست مسؤولا عنه"! وبطبيعة الحال، لا بد أن تكون مسؤولية من يصدر مثل هذه الفتاوى الباطلة أثقل وأكبر ممن يتبعهم. لكن من المؤكد أنكم ستحاسبون على اتباع مثل هذه الفتاوى الباطلة، خاصة اليوم حيث لا توجد دولة إسلامية ويكثر الرويبضات الذين يتاجرون بدين الله.

 

وأيضاً عندما تشعر برغبة في الاحتفال بمثل هذه الأعياد الكفرية، تذكر المسلمين في غزة قبل أن تفعل ذلك، ففي الوقت الذي يبذلون أرواحهم في سبيل حماية أرض فلسطين المباركة ومقدسات المسلمين جمعاء، ألا تستحيون من الله بالاحتفال بمثل هذه الأعياد التي لا أصل لها في ديننا؟!

 

نحن لا نقول مثل هذه الأقوال القارصة للحكومة ولا لعلمائها الرسميين؛ لأن خيانتهم للإسلام والمسلمين تجاوزت كل الحدود. ولكن مع ذلك، لا يعني هذا أن دعوتنا لهم لإبعادهم عن مثل هذه الأفعال الشريرة وليتقوا من الله قد انتهت. كلا، فدعوتنا لن تتوقف أبداً. إننا نتوجه إليكم يا أهلنا الأعزاء لأننا نرجو منكم أن تستمعوا إلى ندائنا أكثر منهم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن لديكم تأثيراً كبيراً في توجيه الحكومة وعلمائها نحو صالح الإسلام والمسلمين.

 

ولذلك، من المهم جداً أن تفهموا الإسلام باعتباره النظام السياسي الذي يحل المشكلات بشكل أكمل وتقووا رغبتكم له. وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غير مهم، إلا أنه خطوة كبيرة بترك مثل هذه الأعياد باعتبارها أعياد كفر في إيجاد الرأي العام الصحيح في المجتمع وفي وصول الإسلام إلى الحكم. ومع تزايد هذه الخطوات ستبدأ البيئة الإسلامية هي السائدة في بلادنا، وفي النهاية سنحقق إعادة دولة الخلافة التي تحكم بأحكام الشريعة الإسلامية التي نتوقعها قريبا بإذن الله، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع