الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بشريات التغيير الكوني

من تدمير وركام غزة الصامدة إلى عز الخلافة الراشدة

 

على خلفية مخاطبة رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان، الشيخ ناصر رضا، المصلين في مسجد حي هوارة بالجزيرة أبا، وسط السودان، عقب صلاة المغرب، وقد كان خطابا عن نصرة المسلمين، وأهل فلسطين، وتحريك الجيوش باعتباره واجب الساعة، قامت اللجنة بزيارة لوزير الإعلام السابق والأستاذ الصحفي، عبد الماجد عبد الحميد، بمنزل الأسرة بالجزيرة أبا في ولاية النيل الأبيض، ضمن الزيارات التي تقوم بها اللجنة للالتقاء بالأعيان والوجهاء وقيادات الأحزاب والعلماء.

 

وقد عرض الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد في هذا اللقاء، سؤالا فيه حس الصحفي الذي لا يفوت فرصة عندما يلتقي بأهل الشأن، فكان سؤاله: ما النظرة الإيمانية لما يحدث من اعتداء، وتدمير في غزة، وتواطؤ العالم، وخذلان حكام بلاد العرب والمسلمين؟ وهل من انتصار سيتحقق في ظل هذه الأوضاع؟

 

فكانت إجابة الشيخ ناصر رضا إجابة الخبير البصير بمجريات الأحداث وسيرها ومآلاتها؛ تعطي الأمل والاستبشار بالنصر والتمكين لصالح الإسلام والمسلمين، فقال: إن أحداث غزة تشير إلى تغيير كوني كبير قادم، وقد لاحظنا من السنة الماضية ونحن نقرأ ونتعمق في ذكرى مولد الرسول ﷺ وما صاحبه من تغييرات كبيرة قبل مولده ﷺ تكاد تتطابق مع الأحداث اليوم، وتؤذن بتغيير كوني كما كان عند مولد الرسول، والأحداث التي وقعت منها:

 

1- مع مولد الرسول ﷺ غاضت وجفت بحيرة ساوة.

 

وكذلك غاضت وجفت البحيرات في أوروبا وأمريكا والصين، حتى ظهرت في أوروبا أحجار الجوع والتي تتحدث أن القادم والمستقبل أسوأ، وكذلك التغيير المناخي في ذوبان الجليد في مناطق مختلفة من العالم، وكذلك تحول بعض الصحاري إلى أن تظهر فيها الأنهار وتخضر الصحراء.

 

2- سبق مولد الرسول ﷺ، فرض قيم أخلاقية ساقطة منافية للفطرة، والآن هناك حكومة عالمية تفرض قيماً جديدة تُكره الناس على اعتناقها وتطبيقها، كفرض المثلية والإباحية من قبل حكومات العالم الغربي وبخاصة أمريكا.

 

فقبيل مولد الرسول ﷺ ظهر المذهب المزدكي الإباحي واعتنقه إمبراطور فارس، وفرضه في الدولة وفي بلاد العرب التي تتبع له بالقوة.

 

3- قبل مولد الرسول كان الاستعلاء والاستبداد السياسي بفرض الدين والاتجاه السياسي الذي تمثل في قيام الملك ذي نواس الحميري، آخر ملوك حمير باليمن، بشق خندق مستطيل في الأرض ثم أضرموا فيه النار، ثم أحضروا المؤمنين بالله من نصارى نجران، وطلبوا منهم ترك ديانتهم والدخول في الديانة اليهودية المنحرفة، التي كان عليها الملك وكان مصير من يرفض أن يلقى في النار وهو حي، وهذا ما يقوم به الغرب من فرض عقيدة فصل الدين عن الحياة، والمدنية، والديمقراطية، والحريات، ومن لا يقبل بها يقتل ويحتل بلده ويخرب.

 

4- قبل مولد الرسول قصة أبرهة الأشرم وتقصده الكعبة لهدمها، وجاء بجيش عظيم لهدم الكعبة بعد أن رفض العرب الحج إلى الكنيس (القليس) الذي بناه ودمره الله، بأن أرسل عليه طير الأبابيل كما حكى القرآن في سورة الفيل... والدول الغربية وأمريكا عادت من جديد للاستعمار بالشكل القديم من احتلال عسكري وتحريك السفن والبوارج لإخضاع منطقة العالم الإسلامي للإرادة الغربية ومحاربة الإسلام والمقدسات.

 

نجد أن هذه الأحداث التي وقعت قبل مولد الرسول ﷺ، تتطابق معها الآن أحداث كبرى مشابهة.

 

وكذلك هناك أحداث سياسية وتحولات اجتماعية جارية اليوم تؤكد أن تغييرا كونيا قادما، منها:

 

1- انكشاف فساد حكومات الغرب لشعوبها ولكل العالم بأنها خادمة لأصحاب المال والشركات، وليست خادمة للشعوب، ونرى الآن ثورات الشعوب في أمريكا وأوروبا على حكوماتها. وهناك انفصال بين الشعوب والحكام، وما جرى من مظاهرات ومسيرات في كبريات مدن الغرب في 2011/10/15 احتجاجا على أصحاب رؤوس الأموال، والمؤسسات المالية والبورصات، وضد النظام الرأسمالي، كشفت حقيقة أن 98٪ من الثروة يتحكم فيها فقط 2٪ من الشعب، و2٪ من الثروة لبقية الشعب 98٪، وأن الساسة والحكام يخدمون أصحاب رؤوس الأموال وليس الشعب، فهذا سقوط حضاري للغرب.

 

2- إن أحداث غزة فضحت حكام العرب والمسلمين، وحتى رجب طيب أردوغان انفضح بدعوته إلى مظاهرة لنصرة غزة، ولم يحرك الجيش ولا الطائرات، بينما يرسل طائرات البيرقدار إلى أوكرانيا، ولكن محرم إرسالها لنصرة المسلمين في غزة، فلا يوجد نظام يعبر عن أشواق الأمة ومصالحها.

 

3- حتمية إيجاد نظام جديد يمثل الأمة يمكنها من الانتصار لقضية القدس وغيرها من القضايا، وبالتالي سقوط الأنظمة في بلاد العرب والمسلمين من أعين الأمة، فإنها أصبحت تتطلع إلى نظام مبدئي وهو الخلافة.

 

4- وصول الأوضاع والأحداث بالمسلمين أنه لا رجاء إلا بالله، وسقط الرجاء من الحكام وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي ومجلس الأمن، والأمم المتحدة...

 

إن ما يجري الآن من أحداث تكشف أن تغييرا كونيا قادما سيكون بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، بإذن الله، لتكون قوة القرن الواحد والعشرين التي سترسم معالم السياسة في العالم، وسيكون تغييرا جغرافيا وتاريخيا. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله حسين (أبو محمد الفاتح)

منسق لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع