الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

ماذا وراء شراء أوزبيكستان طائرات مقاتلة من فرنسا؟

 

 

بطبيعة الحال، ينبغي لأي بلد أن يضمن الأمان والحماية والرفاهية لمواطنيه. وفي هذا الصدد، بدأت الحكومة الأوزبيكية في شراء أسلحة باهظة الثمن من بعض الدول المتقدمة من أجل تعزيز الإمكانات العسكرية للبلاد. وبحسب المعلومات التي نشرها موقع Qalampir.uz في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، فمن المتوقع أن تشتري أوزبيكستان 24 طائرة مقاتلة من طراز Dassault Rafale من فرنسا، حسبما نقل موقع TS2 Space. وأفيد في 2 تشرين الثاني/نوفمبر، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى سمرقند، بأنه ظهر اهتمام ثنائي بعملية الشراء عالية القيمة. كما استعرضت الجهود التي تبذلها أوزبيكستان لتحديث معداتها العسكرية.

 

قبل أن نشيد بهذا القرار الذي اتخذته الحكومة أو ندينه، دعونا نتحدث عن طائرة Dassult Rafale المقاتلة؛ حيث يبلغ سعر النسخة الرابعة المحسنة من هذه الطائرة المقاتلة العسكرية عام 2023، 124.95 مليون دولار أمريكي. لكن بحسب الخبراء، لن تتمكن أوزبيكستان من شراء هذه الطائرات في المستقبل القريب، لأن الشركة المصنعة، Dassault Aviation للطيران، تلقت العديد من الطلبات من قطر وكرواتيا وإندونيسيا، كما أنها تتفاوض مع السلطات السعودية. ولذلك عرضت فرنسا مقاتلات Dassult Mirage-2000 على أوزبيكستان كبديل، وهي طائرة مقاتلة تم إنتاجها في سبعينات القرن الماضي، وبالتالي هي قطعة خردة بالنسبة لفرنسا، ويقال إن السعر الحالي لهذه "الخردة" حوالي 30 إلى 70 مليون دولار الأمريكي!

 

ولعل الخبراء في هذا المجال لا يجرؤون على القول بأن مثل هذه الاتفاقيات الحكومية - بالنسبة لأوزبيكستان التي تشهد توترات اقتصادية مختلفة - ليست مشاريع ناجحة واعدة. ويحاول رئيس الدولة أن يسمي هذه الخطوة، التي يقوم بها دون تفكير ملي، بأنها "جهد من أجل سلام شعبنا"، لكن لا بد لشعبنا أن يعرف الحقيقة كاملة عنها. ومن المعروف أن القوات المسلحة الأوزبيكية لا تزال تمتلك طائرات مقاتلة من طراز سوخوي SU-24 وSU-25 وSU-27، وبطبيعة الحال، تعتبر هذه الطائرات بالفعل معدات قديمة، وقد طورت روسيا الآن بدائل محسنة للطائرات المقاتلة التابعة لبلدان أخرى ذات صناعة عسكرية متطورة. ومع ذلك، يقول الخبراء: "تتخذ أوزبيكستان خطوات ملموسة لتحديث قوتها الجوية، التي تحتفظ في قواعدها حالياً بمجموعة متنوعة من الطائرات المقاتلة، بما في ذلك الطائرات الهجومية والطائرات المقاتلة SU-24 وSU-25 وSU-27. إن الإضافة المحتملة لطائرات رافال إلى الدفاع لن تكون قفزة تكنولوجية فحسب، بل ستكون أيضاً تحولاً جيوسياسياً كبيراً في المشهد العسكري في آسيا الوسطى"، لكن في الواقع، هذه الأفكار ليست أكثر من مجرد خطابة لا جدوى فيها، وبعبارة أخرى، وبصراحة أكثر، لا شيء أكثر من تضليل الناس.

 

دعونا نلقِ نظرة فاحصة على عواقب هذه الاتفاقيات المالية المحفوفة بالمخاطر. لنفترض أن الحكومة الأوزبيكية لم تشتر 24 طائرة مقاتلة من طراز داسو رافال من فرنسا، ولكن اشترت بدلا منها النفايات القديمة داسو ميراج 2000 التي عرضها ماكرون، فهل يستطيع قيادة هذه الطائرات طيارون عسكريون محليون؟ بالطبع لا! وهذه مجرد بداية المشكلة. بادئ ذي بدء، سيتم بناء حظائر للطائرات، وسيتم جلب المتخصصين من فرنسا لتدريس عمليات الإدارة والحفاظ على تلك "العرائس" غريبة الأطوار. وسيتم نقل عدة مئات من شبابنا إلى فرنسا لتدريبهم كطيارين لهذه الطائرات. إجارة المطارات وأجرة تدريب المتخصصين - باختصار سعر "الحمار" الذي كان بعشر عملات معدنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الطائرات، التي يطلق عليها وصف "العروسة"، هي نماذج قديمة - مثل "سيدة عجوز" مزينة - وغالباً ما تحتاج إلى إصلاحات، ويتم جلب قطع الغيار بالطبع من فرنسا. وفي نهاية المطاف فإن كل هذا سوف يكون أكثر تكلفة بالنسبة لأوزبيكستان، التي تغرق في مستنقع الديون إلى مستوى قياسي. ولإعطاء مثال أقرب، في عام 2011، اشترت أوزبيكستان 10 طائرات إيرباص من طراز A320 مقابل 85 مليون دولار. وعلى الرغم من كونها طائرات نقل مربحة، إلا أن أسعار التذاكر لا تزال مرتفعة بسبب الاستعانة بمصادر خارجية لمتخصصي الصيانة وقطع الغيار الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، ليس من الصعب تخيل التكاليف الهائلة التي تذهب إلى الطائرات المخصصة للحرب فقط. وإذا علمنا أن ديون أوزبيكستان زادت بنسبة 80% تقريباً منذ عام 2017 ووصلت إلى 31.5 مليار دولار، فمن الأسهل بكثير تخيل المخاطر الكامنة وراء مثل هذه الاتفاقيات باهظة الثمن.

 

وهنا نتساءل، ماذا وراء شراء الحكومة لمثل هذه الطائرات العسكرية الباهظة الثمن، والمسيرات التي يقال إنها مستوردة من تركيا، وسعر كل واحدة منها 5 ملايين دولار؟ بمعنى آخر، ما هي الأسباب والعوامل التي تدفع الحكومة إلى مثل هذه الاتفاقيات؟ وهذا بالتأكيد موضوع يتطلب تفكيرا جديا. فهل هناك خطر ما على سمائنا الصافية؟ هل يحاول أحد ما أن يبدأ حرباً على شعبنا المسلم المضياف والكريم؟ وإذا قلنا إن الصين تريد الغزو فهذا خطأ، لأنها بالفعل موجودة في بلادنا حتى بدون حرب! أما بالنسبة لروسيا، فلا تزال نخبها السياسية تعتبر بلادنا أرضا لهم منذ 100 عام، بل إن النخبة الحكومية لم تتخلص بعد من وجهات النظر القديمة بشأن القضايا الأمنية الموروثة من عهد كريموف، ولا تنوي التخلص منها أبدا؛ وهي وضع المسلمين في مركز الأهداف ومحاربة الإسلام دائما تحت ستار الإرهاب والتطرف، لأن هذا الرأي يُصبّ في آذانهم من جانب أسيادهم المستعمرين مثل أمريكا وروسيا، وتنفيذه مطلوب بصرامة. ولذلك، يقاتل هؤلاء القادة الدمى بإخلاص ضد دينهم وشعبهم من أجل بقايا العظام التي يلقيها أسيادهم. وها هو العالم كله يشهد أن حكام العرب والمسلمين، الدمى، يحمون الصهاينة اليهود المجرمين في الأحداث التي تجري في فلسطين بشكل أكثر وأوثق من "قبتهم الحديدية".

 

وعليه، فإن هؤلاء الكفار المستعمرين يؤلبون المسلمين ضد بعضهم بعضاً دائماً ويخلقون حروباً مصطنعة بينهم لبيع أسلحتهم العسكرية البالية ويهدفون إلى الحصول على فوائد اقتصادية كبيرة. والأمر الأكثر حزناً هو أنه قبل 100 عام فقط، تحولت الأمة الإسلامية، التي كانت جسدا واحدا؛ إخوة لبعضهم، تحولت إلى أعداء وتم إذلالها تحت أسماء مختلفة؛ سنة وشيعة وإرهابيين ومتطرفين ومعتدلين،... وإضافة إلى ذلك عندما يصبح الصراع حرباً حقيقية بين الإيمان والكفر، فقد أصبح من الواضح الآن للجميع أنه بينما لا يزال هؤلاء الحكام الدمى يقفون ضد الأمة، فإن مثل هذه الأسلحة التي تم شراؤها بأموال المسلمين لن تعمل لصالحهم أبداً.

 

قبل عشرين عاماً بالضبط، عندما غزت القوات الأمريكية وحلفاؤها العراق، تم تدمير العديد من الأسلحة الهجومية والدفاعية التي كانت في أيدي الجيش العراقي، بالكامل. وحتى الآن، في غزة، أرض فلسطين المباركة، لم تطلق القوات المصرية ولا التركية ولا الباكستانية أي مدفعية أو طائرات مقاتلة ضد كيان يهود الغاشم، وقد أصبحت هذه الحقيقة المؤسفة لا تحتاج إلى دليل. وبطبيعة الحال، فإن المصير المأساوي لهذه الطائرات المقاتلة، التي تشرع حكومة أوزبيكستان في شرائها بالمليارات من أموال شعبها، لا يمكن أن يكون مختلفاً. ومن الضروري جداً أن يعرف شعبنا هذه الحقائق، ولا شك أن حتى ذوي الوعي القليل قد أدركوا ذلك...

 

والحقيقة أن الأمة قد بدأت بالتحرك؛ فاليوم، تتجه أنظار الدول الكافرة كافة نحو منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى على خلفية الأحداث في الأرض المباركة فلسطين. وإن هتافات الأمة عقب طوفان الأقصى التي ثارت ضد يهود الذين يقتلون أحبابنا في غزة، قد وضعت حدا لنوم وسلام الكفار. وكذلك تمت إزالة الأقنعة عن وجوه الحكام الدمى بالكامل، وقد عرفت حقيقة من يحكمونها. وبسبب هذا القلق، نرى أن هؤلاء الحكام الدمى، قد بدأوا يبحثون عن الإجراءات الأخيرة، ويسافرون في أنحاء العالم ويعقدون الاجتماعات ومؤتمرات القمة. لقد ألهمت غزة المسلمين حول العالم وأظهرت عظمة الرجال، وأن الدنيا تافهة، وأثارت الرغبة في الاستشهاد، وبدأت الأمة تغير مفاهيمها الخاطئة والرخيصة. لقد أدركت تماماً أنه لا يوجد خيار آخر سوى تعبئة جيوش المسلمين في حدث عالمي حاسم مثل مجزرة اليوم في غزة، وأنه من أجل الاستخدام الصحيح والفعال لقدرات الجيش، لا بد من أمير للمؤمنين، مثل عمر، والمعتصم... ونشأ في الأمة رأي عام ونضج لديها أن طلب النصرة ليس حكما شرعيا يجب أداؤه فقط بل هي ضرورة حياتية واقعية. والآن، تنتظر الخطاب الأول لخليفتنا، الذي سيقودنا من حالتنا السيئة إلى عزنا السابق، وهذا وعد الله الحق. يقول الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع