الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الديمقراطية مستنقع ينمو فيه الفساد ويربي الفاسدين

والحل في يد المخلصين في جيش الكنانة

 

 

قال الإعلامي مصطفى بكري، إنه لا بد من التشهير بالفاسدين، لأنه من حق الشعب أن يعرف الفسدة الذين يتحولون لأثرياء على حساب الشعب، وأضاف خلال تقديم برنامج حقائق وأسرار المذاع عبر فضائية صدى البلد: "الفاسدين لازم يتشهر بيهم، عايزين نسمع القضايا، ولّي يتقبض عليهم، مش يتقبض عليهم سراً"، مكافحة الفساد يجب أن تكون علناً، الشعب من حقه يعرف إلّي بيضيعوا الدنيا، ويجهضوا مجهودات الرئيس". وأردف: "الأسعار مبتتحركش ليه؟ جزء كبير من حل الأسعار هو الرقابة، يجب وضع حد لاستغلال المواطن المصري الذي أصبح فريسة للفاسدين، إنت فين يا حكومة؟ إنتوا فين يا مفتشي التموين؟ فين الأجهزة الرقابية". (اليوم السابع، 22/9/2023م).

 

الغرب هو الحاكم الحقيقي في بلادنا ويحكمها برأسماليته التي هي سبب كل الأزمات وأصل كل فساد، ولا تنتهي محاولاته لصرف أنظار الناس عن أصل الأزمة وكيفية علاجها، مع إقرارنا أن كل ما يستعرض أو يشار إليه هو أزمات حقيقية يعرفها الناس ويلمسونها ويعانون منها وتحتاج حلولا حقيقية، فتارة يشار إلى فساد رأس النظام وفشله وضرورة تغييره عن طريق انتخابات نزيهة، وتارة إلى تدخل الجيش في الاقتصاد، وتارة إلى التجار والنخب بزعم أنهم سبب غلاء الأسعار... إلى غير ذلك، حتى وصل الأمر لاتهام الناس أنفسهم وأنهم سبب الأزمات وأن الزيادة السكانية هي التي تلتهم ما يحققه النظام من تنمية، إلا أن كل هذه المعضلات ليست سوى أعراض لمرض يفتك بمصر وأهلها، وكل معالجات لا تتطرق لأصل المرض تجعله يستفحل وتظهر له أعراض جديدة حتى يهلك البلاد والعباد. ومن المعلوم بداهة أن علاج الأعراض يبدأ بعلاج المرض نفسه ومن أصله، وما تعاني منه مصر ليس مجرد فساد لأشخاص تجب تعريتهم وفضحهم، فالناس تدرك حجم الفساد وتعلم أصله ومن يشجع عليه.

 

إن مصر تعاني من البيئة الخصبة التي تنبت فيها كل أنواع الفساد وتنمو بداخلها كل الموبقات، فمصر تعاني من الرأسمالية التي يرتع في ظلها الفساد والمفسدون، بل إنها تنفي عنها ذوي الأمانة والصدق والإخلاص فلا يقتات منها إلا كل خائن بائع لدينه وعرضه وأرضه، ينعق مع كل ناعق ،والجميع يعرف من يتكلم وعلام ولماذا تكلم وصرح بما يصرح به، فلم يعد ينطلي على الناس ما يخادعونهم به، خاصة وقد كثر واصفو الواقع السياسي لمصر ومحللوه وإن قل من يطرحون العلاج الحقيقي لما تعاني منه مصر.

 

إن ما تعاني منه مصر هو الرأسمالية التي تشجع الاحتكار بل وتوجبه، بل وتمنح أصحاب رؤوس الأموال وشركاتهم والنخب الحق في تملك منابع الثروة واحتكارها واحتكار بيعها للناس، بينما تمنعهم من استغلالها والانتفاع منها! فشركات الغرب هي التي تسيطر على استخراج النفط والغاز والذهب والمعادن وتكريرها وباستثمارات يتم تحصيلها مما ينتج في البلاد ويستخرج من ثرواتها، ومن ثم بيعها لبلادنا ولغيرها من جديد، أي أنهم يبيعون للناس ما هو من ثرواتهم وبالأسعار العالمية كما نرى في مصر مع أسعار كل المحروقات ووسائل الطاقة بل ومنعهم من الصناعات والزراعات الاستراتيجية التي تمنحهم القدرة على الاستغناء عن الغرب. فمصر البلد الزراعي الذي كان يطعم العالم كله قمحاً صار الأول عالميا في استيراده رغم سهولة زراعته وقلة تكاليفه ورغم المساحات الهائلة التي تصلح لزراعته وغيره من المحاصيل، ورغم الطاقة البشرية الهائلة التي يعطلها النظام عمداً ويدعي أنها سبب فشله في النهوض بالبلاد وأنها هي التي تلتهم التنمية!

 

إن مصر تستطيع أن تنفي خبثها وأن ينصع طيبها وتستطيع أن تعود كما كانت؛ تنتج والعالم يستهلك، تستطيع بما فيها وما لديها وبسواعد شبابها وعقولهم أن تستغني عن العالم كله بل وتستطيع أن تصبح بحدود سايكس بيكو الضيقة دولة عظمى إن لم تكن الدولة الأولى، فقط تحتاج للخلاص من الرأسمالية بنظامها وسياساتها وقوانينها ودستورها وأدواتها ومنفذيها وكل ما يتعلق بها، وتحتاج للبديل الحقيقي الذي يرضي ربها عنها والذي يصلح حالها والذي عاشت في ظله أفضل وأزهى عصورها عندما حكمها الإسلام في ظل دولة الخلافة منذ عهد عمر بن الخطاب حتى آخر خلفاء المسلمين.

 

إن نجاة مصر ليست في ثورة للجياع ولا ثورة ناقمة على الأوضاع لا تحمل الإسلام ومشروعه الحضاري، فأي ثورة وأي حراك لا يحمل الإسلام ولا يسعى لأن تكون مصر نقطة ارتكاز لدولة الخلافة الثانية، هي ثورة فاشلة قبل بدئها وحراك يقطف ثماره الغرب ويعيد من خلاله استنساخ النظام وربما بصورة أسوأ كما فعل بنا بعد ثورة يناير وما تلاها من قهر وقمع جعل الناس تترحم على أيام مبارك رغم ما كان فيها من سوء وهوان، وأوهموا الناس أنها كانت ثورة تعترض على التوريث فقط وليس على النظام، رغم أنها كانت ثورة حقيقية على النظام، هكذا شهدناها وكنا جزءا منها. ولثقة الناس بالإسلام وأنه وحده الذي فيه نجاتهم كان التصاقهم بالإسلاميين ومن ثم انتخابهم في المجالس النيابية والرئاسة واستغلال حبهم للإسلام وغيرتهم عليه وعلى أحكامه في صراعات المادة الثانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فالناس لم يسيروا خلف الإسلاميين طمعا في خبز محسن ولا في تحسين أوضاع معيشة، وإن كان كل هذا مأمولا ضمنا، إلا أنهم وثقوا في هؤلاء الذين يقفون على المنابر يتلون آيات الله ظنا منهم أنهم سيحكمون بالإسلام وسيعيدون فيهم سيرة عمر، ما يضعنا أمام حقيقة دامغة وهي رغبة الناس الحقيقية في أن يحكمهم الإسلام بعدله ورحمته، وقد كانت فرصة تاريخية وجولة في الصراع مع الغرب الذي انقلب على ديمقراطيته ولكنها لا زالت مستمرة حتى وقتنا هذا ولا زال في الأمة من يعملون من أجل إعادة الإسلام لمكانته المرجوة حاكما للأمة في دولتها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

نعم لا زال في الأمة حزب التحرير الرائد الذي لا يكذبها بل يحمل مشروعها الحضاري المنبثق عن عقيدتها، بكل ما يلزمها في حياتها من حكم واقتصاد وأمن وسياسة تعليم ورعاية صحية، بل وحتى ضمانة عدل الحاكم ومحاسبته إذا قصر أو أساء، فأحكام الإسلام التي مصدرها الوحي لا تخضع لأهواء بشر، وتحكم الراعي والرعية على حد سواء، ولا تفرق بين مسلم وغير مسلم بل تكفل جميع الحقوق للناس.

 

وإن حزب التحرير جاهز لاستلام الحكم ولا ينقصه إلا نصرة المخلصين في جيش الكنانة نصرة صادقة ينحازون بها لأمتهم فيقتلعوا هذا النظام بكل أدواته ورموزه، ويعملوا على انعتاق البلاد من ربقة الغرب بكل أشكالها وصورها، ويسلموا الحكم لحزب التحرير ليطبق الإسلام في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

أيها المخلصون في جيش الكنانة: إنكم ترون وتعلمون ما يحاك لمصر وأهلها وكيف يحارب دينهم وعقيدتهم وتنتهك حرماتهم، ووالله ما كان النظام ليجرؤ على قبيح فعاله لولا أنه أمن جانبكم، وعلم أنكم درع يقيه غضب الأمة، فأدركوا أنفسكم قبل ألا يكون لا فوت، وقبل أن تَنادَوْا بأنه لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، أدركوا أنفسكم واركبوا معنا في سبيل حمل الإسلام لوضعه موضع التطبيق من جديد عسى الله أن يقبل منكم ويقبلكم ويفتح بكم وعليكم، فمن للإسلام إن لم يكن أنتم، ومن ينصره غيركم؟! أليس فيكم رجل رشيد يغار على حرمات الله فيغضب لله غضبة تقتلع تلك العروش التي نخر فيها السوس، ويحمل راية رسول الله ﷺ بحقها ويقول نصرتم يا شباب حزب التحرير؟! هلم إلى خلافة راشدة على منهاج النبوة، فوالله لا نجاة لكم بغير هذا، وإنكم لأمام خيارين لا ثالث لهما؛ فإما أن ترضوا بما أنتم فيه من ركون للنظام وقبول لما يمنحكم من رِشى في صورة مميزات ليحتمي بكم من غضب أهل مصر وليتخذ منكم عصا يقمعهم بها فتصيروا جزءا منه ومن فساده، وتستحقون عندها غضب الله وعذابه في الدنيا والآخرة، وإما أن تنحازوا لأمتكم فتنصروا دينكم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فيرضى الله ورسوله ﷺ عنكم وترفعوا الظلم عن البلاد والعباد ويعم الخير الدنيا كلها، ووالله إنه للفوز الذي ليس فوقه فوز والعزة التي ليس بعدها عزة. نسأل الله أن تكونوا لها وأهلها. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ

 

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع