الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

التطاول على مقدسات المسلمين دليل حيٌّ على وجوب إقامة الخلافة

 

 

 

تُتابع الأمة الإسلامية حوادث الأفاكين الأشرار الذين يحرقون نسخاً من المصحف الشريف في دول غربية عدة، تحت حماية تلك الدول، وصدرت بيانات الشجب والاستنكارات من هنا وهناك.

 

وفي المقابل نجد هذه الدول تدافع عمَّا يُسمى بـ(الهولوكوست)، وتمنع أي حديث حول التقليل من شأنها، وتشنُّ حملة مسعورة لترسيخ الشذوذ الجنسي، وصارت تعاقب كل من يصرح برفضه، ويحذر منه، بل بدأت تستعمل الاقتصاد لفرضه ونشره من خلال صندوق النقد الدولي، وإزاء ذلك نقول:

 

إنَّ ما يقوم به شذاذ الآفاق من تطاول على الإسلام ومقدساته، تحت حماية تلك الدول ورعايتها، لدليل حيٌّ على وجوب العمل الحقيقي الجاد لإقامة الخلافة، فالأمة آثمة؛ لأنَّها تقاعست عن إقامة الخلافة، ورضيت بأن يمثلها حكام رويبضات عملاء أذلاء يكتفون بالشجب والاستنكار والتظلم لدى مجلس الظلم الدولي.

 

يا أمَّة خاتم الأنبياء: إنَّ القضية ليست ما يقوم به هؤلاء الأفراد وتتبّعهم ومحاكمتهم، بل ما ستقوم به دولة الخلافة التي تجيش الجيوش لقطع دابر هذه الأفعال، وقطع لسان كل متطاول، ليس هو فحسب وإنَّما كل من يقف وراءه من الدول التي تحاول أن تجعل الإسلام مجرد حالة دينية لا ينبغي أن يكون لها هذه الهيبة والقدسية في نفوس أتباعه.

 

أيُّها المسلمون: إنَّ لدينا مثالاً مشرقاً يوضح الفرق بين موقفنا اليوم من هذه الأفعال، وبين موقف دولة الإسلام حتى في أيام كان يُطلق عليها (الرجل المريض)؛ لضعفها، فعندما علم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله بخبر الاستعداد لعرض مسرحية مسيئة إلى حضرة النبي ﷺ في مسارح أوروبا، فما كان منه إلا أن قام بتجهيز الجيش وتعبئته، وأمر حاشيته أن يستعدوا ويلبسوا لباس الحرب، وارتدى السلطان زيه العسكري وأمر بإحضار القنصل الفرنسي فوراً... في البدء ظن القنصل أنَّ السلطان يريد أن يسلمه رسالة استنكار، ولكن تفاجأ القنصل عندما دخل من باب القصر بأنَّ الجميع يرتدون الزي العسكري، وصعق عندما رأى السلطان نفسه يرتدي زيه العسكري استعداداً للحرب، فما كان من القنصل إلا أن قال: "قد وصلت رسالتك يا سيدي". وعلى الفور أرسل القنصل لحكومته الفرنسية رسالة مفادها أنَّ هذه الدولة مستعدة لدخول حرب من أجل مسرحية، أوقفوها فوراً، وبالفعل تم إيقاف عرض المسرحية، وكانت هناك محاولات أخرى لعرضها، وفي كل مرة يتابعها السلطان ويمنع عرضها.

 

هذا هو الفرق بين موقف الدولة عندما تحمل الإسلام ويكون لها إمام قال عنه رسول الله ﷺ: «إنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةً، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ»، وبين موقف الأمة وقد قعدت عن القيام بفرض إقامة الخلافة، وأسلمت نفسها لحكام روبيضات تسلطوا عليها بمباركة دول الغرب التي ترعى هذه الإساءات.

 

اعلموا أيُّها المسلمون أنَّ هذه الأفعال ستستمر بين الفينة والأخرى، وأنَّ أعداء الأمة يراهنون على الاستمرار بهذه الأفعال لاستفزازكم وترسيخ أنَّ الإسلام مجرد دين وحال فردية، حتى تبدأ الأجيال القادمة بتقبلها تحت شعار حرية الرأي التي تدعو لها قوى الكفر والطغيان، فهل ستستسلمون لذلك أم أنكم ستعملون على معالجة الأمر من جذوره بإقامة دولة الخلافة التي ستكون بالمرصاد لكل هذه الأفعال؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد البغدادي – ولاية العراق

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع